المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كبار السن في المجتمع الإسلامي



لا تأسفن على الدنيا
10-06-2011, 11:49 PM
لكبير السنّ مكانته المتميزة في المجتمع المسلم ، فهو يتعامل معه بكل توقير واحترام ، يحدوه في ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا"، ويظهر ذلك التوقير والاحترام في العديد من الممارسات العملية في حياة المجتمع المسلم ، وجميع هذه الممارسات لها أصل شرعي ، بل فيها حث وتوجيه نبوي فضلاً عن ممارساته صلى الله عليه وسلم مع المسنِّين وتوجيه أصحابه نحو العناية بالمسنِّين ، وتوقيرهم واحترامهم وتقديمهم في أمور كثيرة ، ففي إلقاء السلام أمر صلى الله عليه وسلم أن "يسلم الصغير على الكبير"، وأن يبدأ الصغير بالتحية ويلقيها على الكبير احتراماً وتقديراً له .
ولقد أمر صلى الله عليه وسلم أن يبدأ بتقديم الشرب للأكابر ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سقى قال: "أبدؤا بالكبراء أو قال : بالأكابر"، ولقد مارس ذلك صلى الله عليه وسلم عملياً، تقول عائشة رضي الله عنها: "كان يستن وعنده رجلان فأوحى إليه: أن اعط السواك الأكبر".
ولقد تطبّع أفراد المجتمع المسلم بذلك الخلق وتوارثوا توقير الكبير واحترامه وتقديره انقيادا لتعاليم دينهم، واتباعاً لسنة رسولهم صلى الله عليه وسلم،فكان الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - من أشد الناس توقيراً لإخوانه، ولمن هو أسن منه ، فيروى عند المروزي أنه جاءه أبو همام راكباً على حماره ، فأخذ له الإمام أحمد بالركاب . وقال المروزي : رأيته فعل هذا بمن هو أسن منه من الشيوخ.
إذاً فكبير السن في المجتمع المسلم يعيش في كنف أفراده ، ويجد له معاملة خاصة تتميز عن الآخرين ، ولم تقتصر هذه الرعاية على المسن المسلم ، بل امتدت يد الرعاية لتشمل غير المسلم طالما أنه يعيش بين ظهراني المسلمين.
فها هي كتب التاريخ تسطر بأحرف ساطعة موقف عمر - رضي الله عنه- مع ذلك الشيخ اليهودي الكبير ، فيذكر أبو يوسف يف كتابه " الخراج "، أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- مر بباب قوم وعليه سائل يسأل ، شيخ كبير ضرير البصر ، فضرب عضده من خلفه فقال : من أيّ أهل الكتب أنت ؟ قال : يهودي. قال : فما ألجأك إلى ما أرى ؟ قال : أسأل الجزية والحاجة والسن . قال: فأخذ عمر - رضي الله عنه - بيده فذهب به إلى منزله، فرضخ له - أي أعطاه- من المنزل بشيء ثمَّ أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وضرباءه ، فوالله ما أنصفناه إذا أكلنا شبيبته ثمَّ نخذله عند الهرم: (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين )) فالفقراء هم المسلمون والمساكين من أهل الكتاب ، ووضع عنه الجزية وعن ضربائه )).
وإضافة لتلك الرعاية الخاصة يمكننا: أن نلمس صوراً من الرعاية العامة لكبار السن ، وذلك حينما تعجز الأسر عن تقديم الرعاية اللازمة للمسن ، أو حينما لا يكون هناك ثمة راعٍ أو معين لذلك المسن ، فلقد برز في المجتمع المسلم ما يسمى ( بالأربطة ) وهي أماكن تُهيَّأ وتُعد لسكنى المحتاجين، وأصبح بعضها ملاجئ مستديمة لكبار السن، فالأصل هو رعاية المسن في أسرته فهو قربة لله عز وجل ثمَّ الفرع وهو ظهور هذه المؤسسات الاجتماعية مثل: الأربطة، والأوقاف، والدور الاجتماعية، وهي في نبعها جهود شعبية من أفراد المجتمع المسلم، ثمَّ دخلت الدولة في تنظيمها والإشراف عليها.

مما كنت اتصفحه من كلام الثقاة والتمست فيه الفائدة فأحببت نقله لكم
والله أجل وأعلم

رمز
10-07-2011, 12:07 AM
كلمات أحتوتها معاني ثمينه
يعطيك العافية زادك الله علما ونفع بك

الحلم المنتظر
10-07-2011, 02:35 AM
جزاااك الله الجنه

امجاد امه
10-07-2011, 02:48 AM
المسنون جزء لا يتجزأ من المجتمع

ورعايتهم وحترامهم واجب


فعلا موضوع مميز


وارجو من إدارة المنتدي ان يثبت ليستفيد منه الجميع


وشكرا

لا تأسفن على الدنيا
10-07-2011, 05:50 AM
شاكرة لكن ردكن الطيب اخواتي الغاليات
بارك الله فيكن وحفظكن الله

جبل الهدا
10-07-2011, 10:31 PM
جزاك الله خير

حلم السنين
10-07-2011, 10:51 PM
موضوع اعجبني

وجب على الصغار أن يرحموا الكبار ويقدروهم ويوقروهم ويجلُّوهم فإن الله يحب ذلك ويثني عليه خيرًا كثيرًا, قال: ((إن من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم))، إذا رأيت الكبير فارحم ضعفه, وأكبر شيبَهُ, وقدِّر منزلته, وارفع درجته, وفرج بإذن الله كربته يعظم لك الثواب, ويجزل الله لك به الحسنى في المرجع والمآب.

جازاك الله الف خير ولا حرمنا من مواضيعك المفيدة

لا تأسفن على الدنيا
10-07-2011, 10:53 PM
استاذ جبل الهدا
شاكرة لكم مروركم وجزاكم الله كل خير

اختي الغالية حلم السنين
مرحبا بك شكرا لك على ردك الطيب
بارك الله فيك وحفظك الله

الهمم العليا
10-08-2011, 02:16 AM
يعطيك العافية زادك الله علما ونورا ونفع بك الأمة والمجتمع

ندى
10-08-2011, 09:26 AM
جزاك الله خير

ام كولي
10-08-2011, 10:58 AM
بارك الله فيك طرحتي الرائع المفيد
لاعدمنا تواجدك ومشاركاتك اختي .

لا تأسفن على الدنيا
10-08-2011, 08:14 PM
أهلا اختي الغالية ام كولي
شكرا لك ولطيب ردك
بارك الله فيك وحفظك الله