المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدرسة الفقه الاسلامي



حسن فكري
05-18-2012, 11:56 PM
مدرسة الفقه الإسلامي للشيخ الدكتور/ صادق بن محمد البيضاني


الدرس الأول


إسم الدرس : مدرسة الفقهالإسلاميرقم1 -دراسة الأحكام الشرعية مع ذكر مذاهب العلماءوأدلتهم وبيان الراجح في المسائلبأخصر العبارات.


للشيخ الدكتور : صادق بنمحمدالبيضاني
المصدر : قناة الأثرالفضائيةوموقع الشيخ صادق البيضاني على الرابط : www.baidhani.com
رقم الشريط (1).
تفريغ وحواشي : محمد بن علي دحروجأحدطلبة الشيخ.



المقدمةالأولى

الحمد لله رب العالمين والصلاةوالسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين اللهم لا علم لنا إلاماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم لا فهم إلا ما فهمتنا إنك أنت الجواد الكريم, أما بعد : فهذا الدرس عنوانه مدرسة الفقه, وهناك :
قضايا لها أهميتها قبل البدء في هذه السلسلة المباركة من دروس الفقه الإسلامي أجملها في التالي :
أ‌- القضية الأولى: هناكمسائل فقهية ورد تفاصيلها في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وهي على ثلاثة أقسام:
1) القسم الأول: مسائل فعلية: أي فيها الأمر بفعلأمر ما, فتتعلق بالفعل ودليلها تفصيلي, من ذلك إقامة الصلاة, قال الله عز وجلفيها: "وأقيموا الصلاة"([1] (http://www.albidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=244#_ftn1#_ftn1)), فهذا الدليل دل على وجوب الصلاة فسمي مفصلًا؛ لأنه ورد مفصلًا في الكتاب وكذا فيالسنة فإن النبي عليه الصلاة والسلام قال كما في الصحيحين: "بني الإسلام علىخمس"([2] (http://www.albidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=244#_ftn2#_ftn2)), وذكر من ذلك "وإقام الصلاة", فهذا يقال له دليل تفصيلي, والفعل قد يكون واجبًا وقديكون مستحبًا كما ستأتي أمثلته من خلال الدروس القادمة بمشيئة الله.
2) القسم الثاني: مسائل تتعلق بالترك: أي فيها الأمرتركي, ودليلها تفصيلي, ومن ذلك ما جاء في قول الله عز وجل: "إنما الخمر والميسروالأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه"([3] (http://www.albidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=244#_ftn3#_ftn3)), هذا دليل تفصيلي في ترك الخمر والميسر والأنصاب والأزلام وأنها رجس محرمة, ومن ذلكما ورد عن النبي صلى الله وعلى آله وسلم أنه: نهى عن لبس الحرير([4] (http://www.albidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=244#_ftn4#_ftn4)), والتركيرد على سبيل التحريم وقد يرد على سبيل الكراهة كما ستأتي أمثلته منخلال الدروس القادمة بمشيئة الله.
3) القسم الثالث: مسائل فيها التخيير وهو: الإباحة؛فإن الله عز وجل أباح لنا الألبسة التي لم ينه عنها التشريع وأباح لنا أن نشربالماء ونطعم الطعام متى شئنا فهذا مما ورد دليله مفصلًا في كتاب الله وفي سنة رسولالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ب‌- القضية الثانية: أنهناك مسائل فقهية دليلها إجمالي بمعنى لا دليل عليها مفصلاً في الكتاب أو السنة, لكن نقل فيها الإجماع عن الصحابة أو اتفاق العلماء, ومن أمثلتها: عدم جواز تزويجالمسلمة من كتابي؛ فهذا لم يرد فيه نص ينهى عن هذا النوع من التزويج؛ لكنه يؤخذ منأدلة مجملة كقول الله عز وجل: "ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا"([5] (http://www.albidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=244#_ftn5#_ftn5)).
ت‌- القضية الثالثة: أنهناك مسائل احتاجت إلى آلة الاجتهاد ودخلت في أدلة إجمالية ولم يرد فيها نص مفصل, فأفتى فيها علماء الأمة على مجمل كثير من الأدلة وإن كان في بعضها مقال من حيثالاستدلال لكن كثراً منها موافق لجملة المصالح ودرء المفاسد وسيصادفنا أمثلة كثيرةترد في موضعها إن شاء الله ومن أمثلة ذلك ظهور بناء المنارات حتى يفرق بينها وبينالكنائس وحتى تكون دليلاً على أماكن المساجد لمن كان غريباً على البلد النازل فيهاعلى قول بعض أهل العلم.
ومن المسائل التي طريقها الاجتهاد: المسائل العارضة التي تحصل من عصر إلى عصر.
ومن هذه المسائل في عصرنا الحاضر : مسألة أطفال الأنابيب ومسألة العقاقير التي ركبت من بعض الحيوانات المنوية منالإنسان أو الحيوان, لعلاج الشخص المصاب بضعف الإخصاب ومسألة البنوك الإسلاميةومسائل كثيرة تتعلق بالأسهم والشركات والتأمينات منها ما يوافق الشرع في الجملةومنها ما يخالف.
ث‌- القضية الرابعة: أن هناك مسائل حدثت في عهدالصحابة ومن بعدهم وليست عصرية: قد ينفرد الصحابي عن الصحابة أو غيره عن غيرهمبالخوض في حكمها أو يختلفوا, ولم يرد فيها دليل أو إجماع أو اتفاق.
أهمية الفقه الإسلامي: من لا يعرفه لايستطيع أن يتعرف على الحلال والحرام, ولن يسعد المسلمون إلا بمعرفة الفقه الإسلاميوأحكامه الشرعية كما قال الإمام الشافعي:
رأيتُ العلمَصاحبُه كريمٌ........ولو ولدته آباء لئــــــــامُ
وليس يزاليرفعه إلى أنْ........يُعَظِّمَأمرَه القومُالكــــــرامُ
ويتّبعونه فيكـــل وادٍ.......كراعي الضأن تتبعهالسَّـــوامُ
فلولا العلمُماسَعِدَتْرجالٌ.......ولا عُرفالحلال من الحــرامُ
مقدمات ومبادئ ينبغي التنبيه عليها قبل أن نخوض في مسائل الفقه:
المقدمةالأولى: معنى الفقه:
الفقه لغةً: الفهم, وقيل الفهم الدقيق النافذ ؛ وهذا مأخوذ من قول الله عز وجل "قالوا يا شعيبما نفقه كثيرًا مما تقول"([6] (http://www.albidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=244#_ftn6#_ftn6)) بمعنى "لا نفهم", وأيضًا مأخوذ من قوله تعالى " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفةليتفقهوا في الدين" بمعنى ليتفهموا "ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم"([7] (http://www.albidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=244#_ftn7#_ftn7)).
وأما فيالاصطلاح, فله عدة معان منها:
1) الإدراك؛لقوله سبحانه: " وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم"([8] (http://www.albidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=244#_ftn8#_ftn8)) بمعنى لا تدركون, ومن الشريعة ما يدرك فإن مَنْ تعلم العلم أدرك المسائل الفقهيةومن لم يتعلم العلم فلن يدرك هذه المسائل حتى يتعلم.
2) معرفةالأحكام الشرعية بأدلتها التفصيلية أو ما طريقه الاجتهاد, فما دليله تفصيلي تقدمكما في قوله تعالى: "وأقيموا الصلاة"([9] (http://www.albidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=244#_ftn9#_ftn9)), وما طريقه اجتهادي تقدم, وذلك كالمسائل العارضة فدليلها لم يُفصل في الكتاب والسنةواستدل فيها بأدلة مجملة, وما كان دليله على سبيل الإجمال لا شك أن المجتهد سيجتهدفيه ثم يحكم بما يراه وقد يخالف غيره والصواب لمن كان دليله قويًا.
تاريخ الفقه الإسلامي
مر الفقهالإسلامي بثلاثة مراحل:
المرحلةالأولى: المرحلة العامة " الكلية " فلم يكن الفقه في بداية أمره ما نُعَرِّفه بهاليوم من أنه: معرفة الأحكام الشرعية بأدلتها التفصيلية من طهارة وصلاة وزكاة وصومونحوها, بل كان في بداية الأمر كما عرفه الإمام أبو حنيفة أنه: "معرفة النفس ما لهاوما عليها", فدخل في تعريفه: معرفة العقائد والتوحيد, وما يتعلق بالوجدانيات: وهيالمتعلقة بالقلب والنوايا كالحسد والحقد والكراهية والرياء, وما يتعلق بالأخلاقوالآداب: كالتواضع وخفض الجناح, هذا فضلًا عن دخول الأحكام شرعية كأحكام الصلاةوغيرها في هذا التعريف من باب أولى.
فهذا كلهيدخل في تعريف الفقه عند أبي حنيفة؛ ولذا نجد أن الإمام أباحنيفة لما ألف كتابالعقائد سماه "الفقه الأكبر": وهو أصول الدين وهذا هو الفقه الأول الذي يجب علىالمسلم أن يتعرف عليه, فيتعرف على ما يجب عليه نحو ربه من توحيد الربوبية والألوهيةوالإسماء والصفات, وما يتعلق بالحذر من الشرك ونحوه.
المرحلةالثانية: جعل فيها العلماء الفقه عبارة عن: "معرفة الأحكام الشرعية", فخرج ما يتعلقبالعقائد وبقي ما يتعلق بالوجدانيات والأخلاق فضلًا عن الأحكام الفرعية التفصيليةالعملية كأحكام الصلاة وغيرها؛ فنجد أن في هذه المرحلة ادخال فقه بعض الأخلاقوالآداب, بل ومضى على ذلك فيما يظهر الحافظ ابن حجر كما في كتابه بلوغ المرام, وأدخل البعض: ما يتعلق بالوجدانيات كالحسد والكراهية ولكن ليس في الجملة كالمرحلةالأولى.
المرحلةالثالثة: وهي المرحلة المتأخرة والتي خص فيها الفقه الإسلامي بأنه: ما يتعلقبالأحكام الشرعية التفصيلية العملية وما طريقه الاجتهاد, وعلى ذلك لن يكون كلامنامتعلقًا بأحكام الأخلاق أو الوجدانيات أو العقائد, وإنما سيكون متخصصًا ببيانالأحكام الشرعية الفرعية التفصيلية العملية أعني المرحلة الثالثة لأنها صارتالمقصودة من الفقه إذا أطلق.
مسميات الفقه: له عدة مسميات ومعاني, منها:
1) شِرْعة: وقد سماه ربنا سبحانه بهذا الإسم كما في قوله تعالى: "لكل جعلنا منكم شرعةومنهاجا"([10] (http://www.albidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=244#_ftn10#_ftn10)).
2) شريعة: ودليله قوله سبحانه "ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها"([11] (http://www.albidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=244#_ftn11#_ftn11)), أي على فقه في الدين.
3) الدينالإسلامي: لقول النبي عليه الصلاة والسلام: "من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهورد"([12] (http://www.albidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=244#_ftn12#_ftn12)), أمرنا بمعنى: ديننا.
موضوع الفقه الأسلامي وما يتعلق بههو: أفعال المكلفين منحيث الترك أو الفعل أو التخيير؛ لأن الشريعة الإسلامية جاءت بخمسةأحكام:
الأول: الوجوب, كـ "أقيموا الصلاة"([13] (http://www.albidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=244#_ftn13#_ftn13)) الحكم فيها الوجوب.
الثاني: الاستحباب, كـحكم تحية المسجد عند دخوله على الراجح؛ لقول النبي عليه الصلاةوالسلام: " إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين"([14] (http://www.albidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=244#_ftn14#_ftn14)).
الثالث: التحريم, ومن ذلك قوله تعالى: "ولا تقربوا الزنا"([15] (http://www.albidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=244#_ftn15#_ftn15)).
الرابع: الكراهة, لدليل يعارض الدليل الذي ظاهره التحريم إذا لم يتبين النسخ, وذلك كحكمالصلاة في الأوقات المنهي فيها, وفي ذلك حديث النبي عليه الصلاة والسلام "ثلاثساعات كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ينهانا أن نصلي فيهن أو أننقبر فيهنموتانا"([16] (http://www.albidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=244#_ftn16#_ftn16)), وذكر منها: "وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب"؛ فإن تحية المسجدمستحبة للدليل السابق: "إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين"([17] (http://www.albidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=244#_ftn17#_ftn17)).
لكن لوصلاها في وقت النهي فقد وقع في الكراهة؛ لأنه عارض ذلك الاستحباب دليل النهيالظاهر.
الخامس: التخيير: بمعنى الإباحة من الشرب أو اللباس وما إلى ذلك.
شروط من يصح تكليفه:
الأول: العقل: لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول كما في الحديث الذي في مسند أحمد وعندبعض أهل السنن عن عائشة وجماعة من الصحابة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "رفعالقلم عن ثلاث", بمعنى: رفع الحكم الشرعي عن ثلاثة, "عن النائم حتى يستيقض وعنالصبي حتى يحتلم وعن المجنون حتى يعقل"([18] (http://www.albidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=244#_ftn18#_ftn18)), فالمجنون لو صلى لم تقبل صلاته؛ لأنه لا يدرك ذلك, كيف والله عز وجل يقول في كتابهالكريم: "ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى"([19] (http://www.albidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=244#_ftn19#_ftn19)), لماذا؟؛ لعدم الإدراك, والذي يسكر هو أهون من الذي لا عقل له من حيث خاصية بقاءالعقل وذهابه.
الثاني: البلوغ: ودليله ما ورد في الحديث السابق "والصبي حتى يحتلم".
الثالث: الإسلام, فلا يقول قائل الكافر بالغ وهو عاقل, فقد قال تعالى: "إن الدين عند اللهالإسلام"([20] (http://www.albidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=244#_ftn20#_ftn20)), وقال سبحانه "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه"([21] (http://www.albidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=244#_ftn21#_ftn21)), فالكافر يطالب بالعبادات وبفروع الشريعة كالصلاة والصيام, لكنه لن يقبل منه حتىيأتي بالمفتاح, وهو شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله؛ ولذا يقول اللهعز وجل عن أهل الكفر وما سيحصل لهم يوم القيامة: "ما سلككم في سقر قالوا لم نك منالمصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين"([22] (http://www.albidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=244#_ftn22#_ftn22)), فلو أطعموا المسكين أو صلوا أو لم يخوضوا كانوا من أهل النار؛ لأنهم لم يأتوابالمفتاح الذي يدخلهم الإسلام وهو الشهادتان.

المصدر : موقع الشيخ الدكتور صادق بن محمد البيضاني
www.albidhani.com

مجهول
05-21-2012, 11:07 PM
بوركت الجهود

طموح لاينتهي
05-25-2012, 09:04 PM
جزاكـ الله خيرا

شهره
05-29-2012, 02:09 AM
http://islamroses.com/zeenah_images/User5148.gif

الاصل طيب والمعدن ذهب
05-31-2012, 03:36 AM
الله يعطيك العافية والصحة

أنثى ولكن
06-05-2012, 07:30 PM
جزاك الله خير وجعله في موازين حسناتك ،،

نديم المحبة
06-05-2012, 10:39 PM
يعطيكِ العافيــة


واشكرك لـ اختيـارك الرائـع


ربي يســعدك

** همس المشاعر **
07-14-2012, 05:43 PM
http://www.al-7up.com/vb/imgcache/2/48276love.gif

كـاتمةالمشاعر
07-28-2012, 01:46 AM
جزاك الله خير