جبل الهدا
01-02-2014, 10:09 PM
خالد الفيصل وتحديات التعليم
ما أجمل أن نرى معلمًا مخلصًا لمهنته يؤدي القسم على أداء الأمانة لأنها أعظم وأقدس مهنة بل هي رسالة لا ينبغي أن يؤديها إلا المتميزون من البشر
منى يوسف حمدان
الخميس 02/01/2014
صحيفة المدينة
في مقالات سابقة كتبت عن سمو الأمير خالد الفيصل، مرة عن محاضرته في رحاب الجامعة الإسلامية التي تحدث فيها عن منهج الاعتدال السعودي وعن الفكر الوسطي واعتزازه بالهوية الإسلامية ودعوته التي وجهها لكل من ينتمي لهذه الأرض المباركة أن يتخذ منهج السلف الصالح بعيدا عن التطرف والغلو أو التغريب أو الانسلاخ من الهوية العربية الإسلامية الأصيلة.
ثم كتبت عن خالد الفيصل والحدث الثقافي في سوق عكاظ، وتطرقت إلى ريادته وقيادته لمؤسسة الفكر العربي، وكم تغمرني السعادة -كوني إحدى منسوبات التعليم- لأنني اليوم أكتب عن وزير التربية والتعليم خالد الفيصل، والكل يرى فيه الأمل لغدٍ أفضل ونقلة نوعية للتعليم في وطني،
وزارة هي الأهم من بين كل الوزارات، لأنها تعنى بتربية النشء وتغذية عقله وروحه بالفكر النير البنّاء، أحلامنا كبيرة سنترجمها -بإذن الله- على أرض الواقع إنجازات ونعاهد الله على تأدية الأمانة.
لأنك خالد الفيصل صاحب كتاب «كلمات» والذي سطّرتُ فيه بأناملك في مقدمته هذه العبارة:
أجمل الكلمات أقلها حروفًا... وأبلغ الجمل أقلها كلمات
لأنك فارس الكلمة تختار من حروف اللغة أجملها، وتنسج منها أعذب الكلمات وأقوى العبارات، وترسم بريشتك أجمل اللوحات.
مع كلماتك تسمو الروح وتتألق... ومع أحرفك تستنهض الهمم وتعلي من شأن وقيمة الإنسان.
لأنك ابن الفيصل وحفيد عبدالعزيز وثقة عبدالله ولي أمرنا -حفظه الله- نرى في عينيك نظرة استشرافية لمستقبل مشرق للتعليم في وطن هو الأغلى والأقدس على وجه الأرض.
شباب وشابات مكة سعدوا كثيرًا بصحبتك ولقاءاتك معهم، وحققوا الكثير من الإنجازات بدعمكم ورعايتكم.
واليوم طلاب وطالبات التعليم العام ينتظرون بشوقٍ ولهفة أيام مجد وعز وتميّز وعطاء وإبداع لا يليق إلا بهمة الرجال العظماء.
ما أروع أن تتحوّل مدارسنا إلى بيئة جاذبة فاعلة يحرص طلابها على ارتيادها بحبٍ وشوق كبيرين، نترجم فيها معاني التعلم النشط والتعلم مدى الحياة، لننطلق معًا نحو مجتمع المعرفة بلا كلل ولا ملل.
ما أجمل أن نرى معلمًا مخلصًا لمهنته يؤدي القسم على أداء الأمانة لأنها أعظم وأقدس مهنة بل هي رسالة لا ينبغي أن يؤديها إلا المتميزون من البشر لأنهم صناع الفكر والمعنيون بتربية العقول وتزويدها بالعلم النافع والخلق الرفيع والسلوك القويم.
إن كان للمعلمين والمعلمات آمال يتطلعون إليها -راتب مجز وبدل سكن وتأمين طبي- نأمل جميعًا في أن يتحقق لهم ما يريدون، ولكن على الجانب الآخر هم مطالبون بالكثير من العطاء والإحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم.
وليسمح لي زملائي وزميلاتي في أروقة مدارسنا أن أهمس بكلمات تنبع من قلبي لأنني أعايش واقعًا في الميدان، هناك من كان السبب في إضاعة هيبة المعلم -ليست بعض القرارات التي تصدر عن الوزارة وحدها هي السبب في ذلك، وإنما لي وجهة نظر أود أن تتسع القلوب لسماعها.
هيبة المعلم لا تأتي من قرارات وزارية، هيبته تأتي من سمات شخصية يتمتّع بها وقدرات ومهارات وفكر وثقافة وتواصل إيجابي وسلوكيات يمارسها ويقتدي بها طلابه، فهو محط الأنظار في هيئته وشكله ومشيته وكلماته.
هيبة المعلم هو يصنعها ويزرعها في نفوس الآخرين، كم أتمنى أن يقف كل معلم وكل معلمة أمام المرآة طويلا ويسأل نفسه قبل أن يُسأل: هل امتلك سمات معلم هذا العصر الذي انفتح فيه طلابنا على العالم كله؟!
هذه المهنة من المفترض ألا يتصدى لها إلا الصفوة من الناس.. هذه كلمات حق سأُسأل عنها أمام الله.
سمو الأمير خالد.. الطالب يريد.. والمعلم يريد والبيئة المدرسية تريد والمجتمع يريد، كل له متطلباته وطموحاته، ولن نصل إلى ما نريد إلا إذا اجتمعت القلوب وتضافرت الجهود من أجل مصلحة الوطن وبناء المواطن،
الإنسان هو الثروة الحقيقية في كل زمان ومكان، والاستثمار في العقول هو المعول عليه في مستقبل الأيام.
استبشر المجتمع خيرًا قبل أيّام بتحقيق طلابنا المراكز المتقدمة في مسابقة الرياضيات الذهنية، وتوالت الرسائل مهنئة، وأهدى الطلاب نجاحهم للوطن ولفيصل التعليم.
نبض التربية والتعليم:
سأختم بكلمات لسمو الأمير خالد الفيصل من كتابه كلمات:
(فلنتق الله في أمتنا، ونتق الله في مستقبل أجيالنا القادمة، نحافظ على الثوابت والقيم، ولا نخشى التحديث والمعاصرة).
ما أجمل أن نرى معلمًا مخلصًا لمهنته يؤدي القسم على أداء الأمانة لأنها أعظم وأقدس مهنة بل هي رسالة لا ينبغي أن يؤديها إلا المتميزون من البشر
منى يوسف حمدان
الخميس 02/01/2014
صحيفة المدينة
في مقالات سابقة كتبت عن سمو الأمير خالد الفيصل، مرة عن محاضرته في رحاب الجامعة الإسلامية التي تحدث فيها عن منهج الاعتدال السعودي وعن الفكر الوسطي واعتزازه بالهوية الإسلامية ودعوته التي وجهها لكل من ينتمي لهذه الأرض المباركة أن يتخذ منهج السلف الصالح بعيدا عن التطرف والغلو أو التغريب أو الانسلاخ من الهوية العربية الإسلامية الأصيلة.
ثم كتبت عن خالد الفيصل والحدث الثقافي في سوق عكاظ، وتطرقت إلى ريادته وقيادته لمؤسسة الفكر العربي، وكم تغمرني السعادة -كوني إحدى منسوبات التعليم- لأنني اليوم أكتب عن وزير التربية والتعليم خالد الفيصل، والكل يرى فيه الأمل لغدٍ أفضل ونقلة نوعية للتعليم في وطني،
وزارة هي الأهم من بين كل الوزارات، لأنها تعنى بتربية النشء وتغذية عقله وروحه بالفكر النير البنّاء، أحلامنا كبيرة سنترجمها -بإذن الله- على أرض الواقع إنجازات ونعاهد الله على تأدية الأمانة.
لأنك خالد الفيصل صاحب كتاب «كلمات» والذي سطّرتُ فيه بأناملك في مقدمته هذه العبارة:
أجمل الكلمات أقلها حروفًا... وأبلغ الجمل أقلها كلمات
لأنك فارس الكلمة تختار من حروف اللغة أجملها، وتنسج منها أعذب الكلمات وأقوى العبارات، وترسم بريشتك أجمل اللوحات.
مع كلماتك تسمو الروح وتتألق... ومع أحرفك تستنهض الهمم وتعلي من شأن وقيمة الإنسان.
لأنك ابن الفيصل وحفيد عبدالعزيز وثقة عبدالله ولي أمرنا -حفظه الله- نرى في عينيك نظرة استشرافية لمستقبل مشرق للتعليم في وطن هو الأغلى والأقدس على وجه الأرض.
شباب وشابات مكة سعدوا كثيرًا بصحبتك ولقاءاتك معهم، وحققوا الكثير من الإنجازات بدعمكم ورعايتكم.
واليوم طلاب وطالبات التعليم العام ينتظرون بشوقٍ ولهفة أيام مجد وعز وتميّز وعطاء وإبداع لا يليق إلا بهمة الرجال العظماء.
ما أروع أن تتحوّل مدارسنا إلى بيئة جاذبة فاعلة يحرص طلابها على ارتيادها بحبٍ وشوق كبيرين، نترجم فيها معاني التعلم النشط والتعلم مدى الحياة، لننطلق معًا نحو مجتمع المعرفة بلا كلل ولا ملل.
ما أجمل أن نرى معلمًا مخلصًا لمهنته يؤدي القسم على أداء الأمانة لأنها أعظم وأقدس مهنة بل هي رسالة لا ينبغي أن يؤديها إلا المتميزون من البشر لأنهم صناع الفكر والمعنيون بتربية العقول وتزويدها بالعلم النافع والخلق الرفيع والسلوك القويم.
إن كان للمعلمين والمعلمات آمال يتطلعون إليها -راتب مجز وبدل سكن وتأمين طبي- نأمل جميعًا في أن يتحقق لهم ما يريدون، ولكن على الجانب الآخر هم مطالبون بالكثير من العطاء والإحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم.
وليسمح لي زملائي وزميلاتي في أروقة مدارسنا أن أهمس بكلمات تنبع من قلبي لأنني أعايش واقعًا في الميدان، هناك من كان السبب في إضاعة هيبة المعلم -ليست بعض القرارات التي تصدر عن الوزارة وحدها هي السبب في ذلك، وإنما لي وجهة نظر أود أن تتسع القلوب لسماعها.
هيبة المعلم لا تأتي من قرارات وزارية، هيبته تأتي من سمات شخصية يتمتّع بها وقدرات ومهارات وفكر وثقافة وتواصل إيجابي وسلوكيات يمارسها ويقتدي بها طلابه، فهو محط الأنظار في هيئته وشكله ومشيته وكلماته.
هيبة المعلم هو يصنعها ويزرعها في نفوس الآخرين، كم أتمنى أن يقف كل معلم وكل معلمة أمام المرآة طويلا ويسأل نفسه قبل أن يُسأل: هل امتلك سمات معلم هذا العصر الذي انفتح فيه طلابنا على العالم كله؟!
هذه المهنة من المفترض ألا يتصدى لها إلا الصفوة من الناس.. هذه كلمات حق سأُسأل عنها أمام الله.
سمو الأمير خالد.. الطالب يريد.. والمعلم يريد والبيئة المدرسية تريد والمجتمع يريد، كل له متطلباته وطموحاته، ولن نصل إلى ما نريد إلا إذا اجتمعت القلوب وتضافرت الجهود من أجل مصلحة الوطن وبناء المواطن،
الإنسان هو الثروة الحقيقية في كل زمان ومكان، والاستثمار في العقول هو المعول عليه في مستقبل الأيام.
استبشر المجتمع خيرًا قبل أيّام بتحقيق طلابنا المراكز المتقدمة في مسابقة الرياضيات الذهنية، وتوالت الرسائل مهنئة، وأهدى الطلاب نجاحهم للوطن ولفيصل التعليم.
نبض التربية والتعليم:
سأختم بكلمات لسمو الأمير خالد الفيصل من كتابه كلمات:
(فلنتق الله في أمتنا، ونتق الله في مستقبل أجيالنا القادمة، نحافظ على الثوابت والقيم، ولا نخشى التحديث والمعاصرة).