المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قُم للمُعلم



جبل الهدا
01-19-2014, 07:57 AM
قُم للمُعلم
د. عبد العزيز حسين الصويغ
الأحد 19/01/2014
صحيفة المدينة
أعجبني عبارة جاءت في مقال للأستاذ عبدالله بن عبدالكريم السعدون في جريدة الرياض 01 يناير 2014 بعنوان: (ابدأ بالمعلم يا سمو الوزير)، يقول فيها: «لو خُيرت بين الدراسة في خيمة بها معلم متميّز، وبين الدراسة في فصل مثالي به معلم متوسط الأداء لاخترت الأول دون تَردُّد، ذلك أن التربية والتعليم يعتمدان على المعلم قبل غيره من العوامل المهمة الأخرى».
***
هذه العبارة تُلخص في رأيي معضلة التعليم الأساسية في بلادنا.. فالدولة تنفق على التعليم مبالغ تزيد سنويًا، حيث بلغ ما تم تخصيصه لقطاع التعليم العام والتعليم العالي وتدريب القوى العاملة ما يُقارب (210) مليارات ريال، يُمثِّل حوالى نسبة 25% من النفقات المعتمدة بالميزانية، وبزيادة تقارب نحو 3% عن ما تم تخصيصه للقطاع بميزانية العام المالي الحالي 1434/ 1435هـ.
***
لكن جودة التعليم لا ترتكز على المقدرات المادية وحدها، بل على ركائز عديدة يُشكِّل الجانب المادي أحدها، ولكن ليس أهمها، فالمُعلم هو الحلقة الأهم في حلقات العملية التعليمية، فهو كالجوهرة في التاج، وإذا كُنّا قد حفظنا منذ نعومة أظفارنا بيت الشعر الذي يقول:
قم للمعُلم وفه التبجيلا *** كاد المُعلم أن يكون رسولاً وتغنينا به في كل مناسبة تأتي في الحديث عن المُعلِّم، فإن صورة شاهدتها في أحد مواقع التواصل الاجتماعي لطلاب وطالبات يقمن بغسل أرجل معلّميهم خلال حفل تخرج باليابان تكريمًا للمعلمين والمعلمات على مجهوداتهم وتقديرًا واحترامًا... هذه الصورة العملية لتكريم المُعلمين تجبُّ كل ما نقوله ولكن لا نعمل به من كلام وأشعار ومقالات ندبجها في قيمة المُعلم، لا نعمل بأكثرها.
***
وهناك عدد من التقارير تضع المملكة في مركز مُتأخِّر في سلم التعليم، فهي تحتل أحد الثلاثة مراكز الأخيرة عالميًا في الرياضيات، وأحد المراكز السبع الأخيرة في العلوم، كما أن زيادة عدد المواد التي يدرسها الطالب السعودي، دون النظر إلى الجودة تُشكل عبئًا عليه من نوع خاص، ناهيك عن الحشو في كثير من المواد في المناهج السعودية، لذا فإن تطوير المناهج هو الركيزة الثانية الهامة لتطوير التعليم، مع تطوير كفاءة المُعلم، فالمناهج كما يشتكي خبراء التعليم، مليئة بالغث والثمين، وتُشكل النشاطات اللاصفية ضغطًا على الطالب وتستهلك كثيرًا من الوقت الذي كان ينبغي أن يوجه للمناهج الدراسية، لكن كثيراً من المدارس تحولت إلى مخيمات وعظية يرد إليها من يرى في نفسه القدرة على إطلاق العظات والتوجيه باسم الدين، حتى ولو كان لا يمتُّ للمؤسسة التعليمية، أو الرسمية، حيثُ أصبحت كثير من المدارس «سداح مداح» لبعض الوعاظ المُتجوِّلين الذين لا علاقة لهم بالعملية التعليمية.
وبدلاً من أن تكون النشاطات اللا صفية في نشاطات تُثري ملكات الطالب وتُكمّلها، كالنشاط الكشفي والمكتبي والمسرحي، فقد نافست كثير من المدارس المساجد في عدد الخطباء والوعاظ الذين أصبحوا يتجوّلون من مدرسة إلى أخرى دون حسيب أو رقيب.
***
وأمام وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل مهمة جسيمة ستستغرق وقته وجهده.. وطاقات من حوله من المساعدين -الذين نرجو أن يكونوا على قدر طموحه- الذي أكده حين قال: إن مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم (تطوير) سيُنفّذ كما أراده خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، فقد أكد لنا سمو الأمير خالد الفيصل «أن المشروع مُعتمد، وسوف نُنفّذه ونُحقِّق حلم قائد المسيرة، ويكون طفل اليوم هو القوي الأمين غدًا، ونفعل ما في وسعنا، لأن نُنشئ أجيال الغد الأقوياء الأمناء»، وكلنا أمل في أن يتحقق ما يقول به سمو وزير التربية والتعليم في القريب العاجل إن شاء الله.
* نافذة صغيرة:
إننا «نعيش أزمة تعليمية» بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. أعان الله سمو وزير التربية عليها.

طموح لاينتهي
02-04-2014, 11:01 PM
الله يعطيك العافية استاذنا الفاضل

جبل الهدا
02-04-2014, 11:05 PM
الله يعطيك العافية استاذنا الفاضل

شكرا لك وتقدير
ع. المروور... والتصفح
وردك العطر
بارك الله فيك..
والشكر موصولا
لكاتب المقال...