جبل الهدا
02-12-2014, 06:48 AM
ويسألونك عن "بيئة العمل"!
وهنا تحديدا، لن نكون بحاجة لاستفتاءات ميدانية، ولا دراسات بحثية للخروج بنتيجة حتمية تنص على "أن بيئة عمل أفضل ستؤدي ببساطة شديدة لإنتاجية أكثر"، أما لمن بقي في رأسه ذرة شك واحدة، فنحيله الآن إلى معلم في مدرسة مستأجرة يدرس مادة "لغتي" في المطبخ لسؤاله عن هذا الأمر، إلا أننا ننصحه قبل طرح كل تساؤلاته بارتداء خوذة رأس أصلية! بيئة العمل السيئة لا تعني كما تشير كل الدراسات إلى نتائج معتلة ومخرجات متدنية، وهو الأمر الذي يفسر بوضوح كيف يصل أحد طلاب "المطبخ" السابق للسنة الأولى في الجامعة وهو ما زال يوزع "الهمزات" كيفما اتفق على كل الكلمات التي تعترض طريقه!
ومثلما يجمع كل خبراء الإدارة على أن "التحفيز" يعد ركيزة أساسية لبناء بيئة عمل مثالية، فإن الأنظمة الحكومية هنا تصر على تغييب هذا الركيزة، وهو الأمر الذي يخلق إحباطا تتوارثه أجيال الموظفين، ليصبح هذا الإحباط بعد ذلك مسؤولا رئيسا عن السير "السلحفاتي" الذي تحظى به بعض المعاملات في الكثير من الدوائر الحكومية، فالإنجاز أو عدمه هناك لن يغير من قيمة العلاوة السنوية! تنص إحدى قواعد "بيئة العمل الجاذبة" على أن "التدريب المستمر" للموظف مهم جدا لتنمية مهاراته وزيادة خبراته ورفع مستوى الخدمة في محيط العمل، من المناسب الآن إحالتكم إلى أحد الموظفين، الذي يفخر بأن خبرته تجاوزت 30 عاما مارس فيها العمل ذاته دون زيادة أو نقصان، ودون أن تسمح له الأنظمة بالالتحاق بأي دورة تدريبية لاكتساب مهارات جديدة، هنا لن يسعكم سوى تقديم واجب المواساة في ثلاثين عاما انقضت من حياته! تقول باقي النصائح الذهبية المترفة لصنع بيئة عمل مثالية، "ازرع البسمة على وجوه موظفيك ـ وزع الحلوى هناك ـ ابتكر "برنامجا للمكافآت"!
أظنه يجدر بنا التوقف هنا وديا قبل أن يوقفنا معلم مادة "لغتي" رغما عنا!
ماجد بن رائف 2014-02-12 12:27 am
صحيفة الوطن
وهنا تحديدا، لن نكون بحاجة لاستفتاءات ميدانية، ولا دراسات بحثية للخروج بنتيجة حتمية تنص على "أن بيئة عمل أفضل ستؤدي ببساطة شديدة لإنتاجية أكثر"، أما لمن بقي في رأسه ذرة شك واحدة، فنحيله الآن إلى معلم في مدرسة مستأجرة يدرس مادة "لغتي" في المطبخ لسؤاله عن هذا الأمر، إلا أننا ننصحه قبل طرح كل تساؤلاته بارتداء خوذة رأس أصلية! بيئة العمل السيئة لا تعني كما تشير كل الدراسات إلى نتائج معتلة ومخرجات متدنية، وهو الأمر الذي يفسر بوضوح كيف يصل أحد طلاب "المطبخ" السابق للسنة الأولى في الجامعة وهو ما زال يوزع "الهمزات" كيفما اتفق على كل الكلمات التي تعترض طريقه!
ومثلما يجمع كل خبراء الإدارة على أن "التحفيز" يعد ركيزة أساسية لبناء بيئة عمل مثالية، فإن الأنظمة الحكومية هنا تصر على تغييب هذا الركيزة، وهو الأمر الذي يخلق إحباطا تتوارثه أجيال الموظفين، ليصبح هذا الإحباط بعد ذلك مسؤولا رئيسا عن السير "السلحفاتي" الذي تحظى به بعض المعاملات في الكثير من الدوائر الحكومية، فالإنجاز أو عدمه هناك لن يغير من قيمة العلاوة السنوية! تنص إحدى قواعد "بيئة العمل الجاذبة" على أن "التدريب المستمر" للموظف مهم جدا لتنمية مهاراته وزيادة خبراته ورفع مستوى الخدمة في محيط العمل، من المناسب الآن إحالتكم إلى أحد الموظفين، الذي يفخر بأن خبرته تجاوزت 30 عاما مارس فيها العمل ذاته دون زيادة أو نقصان، ودون أن تسمح له الأنظمة بالالتحاق بأي دورة تدريبية لاكتساب مهارات جديدة، هنا لن يسعكم سوى تقديم واجب المواساة في ثلاثين عاما انقضت من حياته! تقول باقي النصائح الذهبية المترفة لصنع بيئة عمل مثالية، "ازرع البسمة على وجوه موظفيك ـ وزع الحلوى هناك ـ ابتكر "برنامجا للمكافآت"!
أظنه يجدر بنا التوقف هنا وديا قبل أن يوقفنا معلم مادة "لغتي" رغما عنا!
ماجد بن رائف 2014-02-12 12:27 am
صحيفة الوطن