المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى يتم تفعيل الهوية الوطنية للمرأة ؟!



جبل الهدا
02-27-2014, 06:39 AM
متى يتم تفعيل الهوية الوطنية للمرأة ؟!
المزامير
د. عائشة عباس نتو
صحيفة المدينة
الخميس 27/02/2014
تشدني القرارات التي تخص المرأة في بلادي، وأتابعها بنفس الحماس الذي يتابع به البعض الأسهم والعملات ومباريات المنتخب الوطني، ولي أسبابي، حيث لديَّ إيمان عميق بأهمية هذه المرحلة في تمكين المرأة في بلادي، كذلك لنفي تهمة جهل قرارات المرأة عني، وبيدنا تحويل هذه المرحلة إلى رحلة مثيرة للبحث لتحقيق الأحلام وتحويل المستحيل إلى ممكن وواقع ملموس.. فمع عملي كل يوم تولد حكاية وحكايات.. خيوط تمتد وتتشعب كعناكب تمتد حبائلها، فتحتوي الزمان والمكان الماضي والحاضر.
سأعرض اليوم قصة مع كاتب عدل بجدة، حيث كنت أحمل خبرًا بالجريدة كان قد صدر بتاريخ 10/2/2014، ويُخبرنا بأنه قد «أصدر المجلس الأعلى للقضاء توجيهًا ألزم بموجبه جميع المحاكم بقبول الهوية الوطنية للمرأة وعدم مطالبتها بإحضار معرّف، وذلك على خلفية عدم استطاعة بعض النساء إحضار معرّف لهن، ومطالبتهن باعتماد الهوية الوطنية كمعرّف لهن، باعتبار أنها وثيقة نظامية صادرة من الدولة».
كان المقصد أو المغزى من حمل الخبر هو قناعتي التي كانت ترتكز على اكتشاف قوة أخبارنا المحلية وسريان مفعولها.
ولكن رفض كاتب العدل الخبر قائلًا: «قرأنا مثلنا مثلكم الخبر، ولم يصلنا أي تعميم عن إلغاء المعرف»، كلما أردنا أن ننظم أنفسنا وننظم قوانيننا في إطار قوالب للحلول نتعثر بعدم تطبيقها من قبل البعض.
حاولت وحاولت أن أقنع كاتب العدل دون جدوى وتمتم: «يا أمي خلينا في ساعة رحمان».. وما كان مني إلا أن طلبت من شخص يعرفني على نفسي، شيء محزن بغض النظر عن المسببات أن تطلب من شخص يعرفك على نفسك! أجابني باحترام وتفهم ينم عن أعماق مرهفة واهتمام حقيقي.. وهو يحمل الجريدة «اقرأ مقالتك وأعرفك من سنوات»، الناس في بلادي ﻻ يجمع بينهم شيء سوى الرغبة في مساعدة الآخرين بطيبة نفس، بالرغم من عراقيل بعض القوانين.. كانت نظراتي تتفحص الرجل الذي سيعرفني بحزن، كان نوره يحيط بي، أخفيتُ حزني، لم أكن متأكدة من حجم الحزن الذي ظهـر على وجهي.. ثم ودعتُ ذلك المعرّف الذي تعرفتُ عليه في صباح ذلك اليوم، الذي يجد في الإحسان ضرورة للعيش.. كنت أتنفس هواء مختلفًا ذلك اليوم.. كان الحزن قد تمكّن منِّي، لقد تسلل حزن عائشي إلى عمودي الفقري، لكن أعماقي كانت دافئة.
عدتُ إلى المكتب وأنا أتساءل: كم يا ترى عليَّ أن أنتظر لأتأكد أن خبر قبول الهوية الوطنية للمرأة وعدم مطالبتها بإحضار معرّف مُفعَّل؟!.. سؤال يحتاج إلى إجابة شافية من الجهات المعنية!!.