قلوب صادقة
04-13-2011, 02:39 PM
إهداء
إلى كل من ساندني وخاصة والدي وزوجي وأبنائي..
بالدعوة الصادقة والكلمة الطيبة ..
إلى كل معلمات بند محو الأمية ..
إلى كل دارسات محو الأمية وتعليم الكبيرات..
إلى كل من حمل همنا وهم التعليم..
إلى أصحاب الأقلام الحرة..
إلى الأيادي البيضاء والقلوب الصادقة..
دعوات من القلب بالتوفيق في الدنيا والآخرة..
الحلم
تأمل من شعور يخطو في طريق طويل بلا نهاية
يُرسم على أرض الخيال..
لربما يتحول إلى واقع يلمس فيه المنشود..
وربما يصبح سراباً ينفذ من باب الخيال بظله بكل هدوء..
ونحن من نجعل أحلامنا جميلة ..
ومصطلح سراب الأحلام هو قاتل لجمال الأحلام..
فنعيش أحلامنا ونتخيلها ونزرع الأمل فيها..
ليغذيها فتنمو وتكبر .....
وإن لم تتحقق....
فيكفي عشنا معها أملاً كنور يسكنها .....
وليس يأساً كظلامٍ يحتلها فتصبح سراباً.....
سراب الأحلام
حياة جديدة.. وعالم مليء بالأشواك ..
كل خطوة إلى الأمام ..تبعدني عن الهدف ألف ميل ..
اتشحت وسام الصبر.. وتقلدت عقد الصمود..
واكتسيت حلة العلم..
كانت الحياة الجديدة بالنسبة لي بمثابة الامتحان..
وكنت بالنسبة لها طالبة تبحث عن النجاح..
دخلت إلى المدرسة معلمة ولست طالبة ..
كانت تجربة جديدة ..
ولكني أعشق المغامرة وأهوى التحدي ..
كنت أرى في عيون طالباتي الماضي والحاضر..
كثير ممن هم حولي ينظر إلى عملي من زاوية ضيقة جدا..
اما أنا فأرى عملي من زاوية مختلفة..
من زاوية العلم حق للجميع..
أقبلت على الفصل خائفة وجلة ..
أخشى الفشل في تدريسهن..
لأن أغلبهن كبيرات في أعمارهن..
لكن إصرارهن وحبهن للعلم بدد كل مخاوفي..
رأيت فيهن الإقبال على طلب العلم والجد والمثابرة..
رغم همومهن وكثرة مشاغلهن ..
وارتباطهن بحياة الأسرة والزوج والأطفال إلا أنهن مكافحات..
من هنا كانت بداية أحلام العملية ..
كانت خريجة جديدة من الثانوية العامة مضى على تخرجها سنتان فقط..
اتصلت بها زميلتها في الدراسة (أمل )تخبرها أن هناك تقديما على
وظائف معلمات لمحو الأمية..
حملت أوراقها وتقدمت للوظيفة وتم قبولها ..
توجهت للمدرسة التي ستعمل بها معلمة لدارسات محو الأمية..
دخلت إلى المدرسة تحمل أوراقها وآمالها وأحلامها..
ألقت أحلام التحية على مديرة المدرسة وزميلاتها في العمل..
ثم قدمت أوراقها للمديرة التي كانت لطيفة جدا ومحبوبة من
الجميع..
قالت لها المديرة :مرحبا بك يا أحلام في مدرستنا ..
كان ذلك في بداية العام الدراسي..
حيث خصصت المديرة لكل معلمة جدولا ومرحلة دراسية ..
فقد كانت الدراسة في فصول محو الأمية للمرحلة الابتدائية أربع مراحل..
الصف الأول مكافحة يعادل في التعليم العام الصف الأول والثاني الابتدائي..
الصف الثاني مكافحة يعادل الصف الثالث والرابع الابتدائي..
والصف الأول متابعة يعادل في التعليم العام الصف الخامس الابتدائي..
والصف الثاني متابعة يعادل في التعليم العام الصف السادس الابتدائي..
قالت المديرة: أحلام ستقومين بتدريس الصف الأول مكافحة ..
ثم تابعت توزيع باقي المراحل على المعلمات كل معلمة لها مرحلة وعقدت اجتماعاً مع المعلمات ذكرتهن فيه بأهمية الصبر والإخلاص في تأدية العمل ..
وأن العمل في محو الأمية واجب وطني ينبغي عليهن المساهمة فيه ..
ثم أوضحت بعض النقاط المهمة لإنجاح العملية التعليمية وفق الخطط والبرامج المرسومة لها ..
تسلمت أحلام:
الكتب الدراسية وتوجهت إلى الفصل كان عدد الدارسات لا يقل عن (30) دارسة في الفصل..
أعمارهن متفاوتة منهن الكبيرة ومنهن المتوسطة ومنهن الصغيرة والتي تجاوزت السن النظامي للدخول في الابتدائية صباحا..
دخلت أحلام إلى فصلها وألقت على دارساتها تحية الإسلام السلام عليكن ورحمة الله وبركاته..
فردين التحية بأحسن منها..
وعرفتهن باسمها وطلبت منهن التعريف بأسمائهن..
كانت منهن من تقول أم فلان ومنهن من تقول اسمها صريحاً..
أغلبهن يرتدين البراقع ويمتنعن عن كشف وجوههن..
ربما خجلا وحياءً وربما بسبب العادات والتقاليد التي نشأ عليها نساء الجزيرة العربية..
أخبرتهن بمواعيد الدوام حيث يبدأ من الساعة الثالثة عصرا إلى صلاة المغرب..
ثم قامت بتوزيع الكتب عليهن ..
وجعلت من تلك الحصة تعارف تبادلن خلالها أحاديث كثيرة عن رغبتهن في طلب العلم ، وعن ظروفهن الأسرية والاجتماعية ..
وعن مخاوفهن من الفشل..
وعدم النجاح وعن نظرة المجتمع لتعليمهن ..
كانت أحلام تجيب على تساؤلاتهن مستشعرة حبهن لطلب العلم..
تلك النعمة التي من الله بها علينا وحرمن منها..
لولا أنها رأت لهفتهن وتشوقهن لمعرفة كل جديد ومفيد لدب اليأس إلى قلبها..
لكن كانت البداية موفقة..
اتفقت معهن على الصبر على طلب العلم وعدم الملل..
ذكرتهن بالحديث الشريف عن أبي هريره رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:ـ
)من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة)رواه مسلم 6/1381
انتهى وقت الدوام وعادت أحلام إلى البيت والأمل يحدوها أن تجعل من كل دارسة في فصلها متعلمة وناجحة ..
هذا كان حلما بالنسبة لها ولكل دارسة في فصول محو الأمية..
كانت في كل حصة دراسية تتعلم منهن أكثر مما يتعلمن منها ..
تلك تقرأ وتتعثر عند قراءات القران الكريم ..
وتلك لا تعرف الكتابة..
وأخرى لا تجيد القراءة ..
لكن اتفقت معهن على أن الإنسان لا يتعلم الصواب إلا من الخطأ ولا يتعلم النجاح إلا من الفشل..
مرت بها مواقف كثيرة منها المضحك ومنها المحزن ومن تلك المواقف عندما حضرت لها المشرفة التربوية..
وكانت المادة مادة العلوم وكان الدرس عن أهمية النظافة في حياتنا .
قامت بشرح الدرس وسؤال الدارسات وكان من نصيب الخالة أم عبد الله هذا السؤال..
كيف نتخلص من الحشرات في المنزل؟
فأجابت بعفوية ابد يا بنتي نرشها( فليت) عندها احمر وجهها ولم ترد أن تحرجها .
فأعادت الخطوات التي يتم التخلص بها من الحشرات داخل المنزل.
انتهى الدرس وخرجت أحلام من الفصل تتبع المشرفة التي كانت فرحة جدا بمستوى الدارسات..
وطريقة تعاملها معهن وعلقت على موقف الخالة أم عبد الله وتعامل أحلام مع الموقف بصبر وحلم ..
المشرفة للدارسات ولها أثره العميق في نفسها..
انتهى العام الدراسي وانتقل دارساتها إلى الصف الثاني وهن ولله الحمد والفضل يقرأن ويكتبن ..
وطلبت أحلام: من مديرة المدرسة أن تنتقل معهن ولم تمانع وقامت بتدريسهن في الصف الثاني .
ومما يذكر أن دارسات محو الأمية يتعلقن بمعلمتهن تعلقا شديدا لذا آثرت القيام بتدريسهن ..
كان كل يوم جديد يزيدهن قوة وصلابة ومثابرة ..
كانت أحلام:ترى تنافسهن على حفظ القرآن الكريم ..
وحفظ جدول الضرب ..وتعلم القراءة والكتابة..
لم تخل تلك الحصص الدراسية من المواقف المضحكة وأحيانا المبكية
كانت الخالة أم سعد يوما في اختبار جدول الضرب تحاول أن تحل المسائل الحسابية في جدول الضرب فخانتها الذاكرة.. .
فاستعانت بورقة زميلتها الخالة أم خالد وما كان منها إلا أن نقلت اسمها في ورقة الإجابة..
عادت أحلام: إلى المنزل تلك الليلة فرحة مسرورة فقد كان لتشجيع
إلى كل من ساندني وخاصة والدي وزوجي وأبنائي..
بالدعوة الصادقة والكلمة الطيبة ..
إلى كل معلمات بند محو الأمية ..
إلى كل دارسات محو الأمية وتعليم الكبيرات..
إلى كل من حمل همنا وهم التعليم..
إلى أصحاب الأقلام الحرة..
إلى الأيادي البيضاء والقلوب الصادقة..
دعوات من القلب بالتوفيق في الدنيا والآخرة..
الحلم
تأمل من شعور يخطو في طريق طويل بلا نهاية
يُرسم على أرض الخيال..
لربما يتحول إلى واقع يلمس فيه المنشود..
وربما يصبح سراباً ينفذ من باب الخيال بظله بكل هدوء..
ونحن من نجعل أحلامنا جميلة ..
ومصطلح سراب الأحلام هو قاتل لجمال الأحلام..
فنعيش أحلامنا ونتخيلها ونزرع الأمل فيها..
ليغذيها فتنمو وتكبر .....
وإن لم تتحقق....
فيكفي عشنا معها أملاً كنور يسكنها .....
وليس يأساً كظلامٍ يحتلها فتصبح سراباً.....
سراب الأحلام
حياة جديدة.. وعالم مليء بالأشواك ..
كل خطوة إلى الأمام ..تبعدني عن الهدف ألف ميل ..
اتشحت وسام الصبر.. وتقلدت عقد الصمود..
واكتسيت حلة العلم..
كانت الحياة الجديدة بالنسبة لي بمثابة الامتحان..
وكنت بالنسبة لها طالبة تبحث عن النجاح..
دخلت إلى المدرسة معلمة ولست طالبة ..
كانت تجربة جديدة ..
ولكني أعشق المغامرة وأهوى التحدي ..
كنت أرى في عيون طالباتي الماضي والحاضر..
كثير ممن هم حولي ينظر إلى عملي من زاوية ضيقة جدا..
اما أنا فأرى عملي من زاوية مختلفة..
من زاوية العلم حق للجميع..
أقبلت على الفصل خائفة وجلة ..
أخشى الفشل في تدريسهن..
لأن أغلبهن كبيرات في أعمارهن..
لكن إصرارهن وحبهن للعلم بدد كل مخاوفي..
رأيت فيهن الإقبال على طلب العلم والجد والمثابرة..
رغم همومهن وكثرة مشاغلهن ..
وارتباطهن بحياة الأسرة والزوج والأطفال إلا أنهن مكافحات..
من هنا كانت بداية أحلام العملية ..
كانت خريجة جديدة من الثانوية العامة مضى على تخرجها سنتان فقط..
اتصلت بها زميلتها في الدراسة (أمل )تخبرها أن هناك تقديما على
وظائف معلمات لمحو الأمية..
حملت أوراقها وتقدمت للوظيفة وتم قبولها ..
توجهت للمدرسة التي ستعمل بها معلمة لدارسات محو الأمية..
دخلت إلى المدرسة تحمل أوراقها وآمالها وأحلامها..
ألقت أحلام التحية على مديرة المدرسة وزميلاتها في العمل..
ثم قدمت أوراقها للمديرة التي كانت لطيفة جدا ومحبوبة من
الجميع..
قالت لها المديرة :مرحبا بك يا أحلام في مدرستنا ..
كان ذلك في بداية العام الدراسي..
حيث خصصت المديرة لكل معلمة جدولا ومرحلة دراسية ..
فقد كانت الدراسة في فصول محو الأمية للمرحلة الابتدائية أربع مراحل..
الصف الأول مكافحة يعادل في التعليم العام الصف الأول والثاني الابتدائي..
الصف الثاني مكافحة يعادل الصف الثالث والرابع الابتدائي..
والصف الأول متابعة يعادل في التعليم العام الصف الخامس الابتدائي..
والصف الثاني متابعة يعادل في التعليم العام الصف السادس الابتدائي..
قالت المديرة: أحلام ستقومين بتدريس الصف الأول مكافحة ..
ثم تابعت توزيع باقي المراحل على المعلمات كل معلمة لها مرحلة وعقدت اجتماعاً مع المعلمات ذكرتهن فيه بأهمية الصبر والإخلاص في تأدية العمل ..
وأن العمل في محو الأمية واجب وطني ينبغي عليهن المساهمة فيه ..
ثم أوضحت بعض النقاط المهمة لإنجاح العملية التعليمية وفق الخطط والبرامج المرسومة لها ..
تسلمت أحلام:
الكتب الدراسية وتوجهت إلى الفصل كان عدد الدارسات لا يقل عن (30) دارسة في الفصل..
أعمارهن متفاوتة منهن الكبيرة ومنهن المتوسطة ومنهن الصغيرة والتي تجاوزت السن النظامي للدخول في الابتدائية صباحا..
دخلت أحلام إلى فصلها وألقت على دارساتها تحية الإسلام السلام عليكن ورحمة الله وبركاته..
فردين التحية بأحسن منها..
وعرفتهن باسمها وطلبت منهن التعريف بأسمائهن..
كانت منهن من تقول أم فلان ومنهن من تقول اسمها صريحاً..
أغلبهن يرتدين البراقع ويمتنعن عن كشف وجوههن..
ربما خجلا وحياءً وربما بسبب العادات والتقاليد التي نشأ عليها نساء الجزيرة العربية..
أخبرتهن بمواعيد الدوام حيث يبدأ من الساعة الثالثة عصرا إلى صلاة المغرب..
ثم قامت بتوزيع الكتب عليهن ..
وجعلت من تلك الحصة تعارف تبادلن خلالها أحاديث كثيرة عن رغبتهن في طلب العلم ، وعن ظروفهن الأسرية والاجتماعية ..
وعن مخاوفهن من الفشل..
وعدم النجاح وعن نظرة المجتمع لتعليمهن ..
كانت أحلام تجيب على تساؤلاتهن مستشعرة حبهن لطلب العلم..
تلك النعمة التي من الله بها علينا وحرمن منها..
لولا أنها رأت لهفتهن وتشوقهن لمعرفة كل جديد ومفيد لدب اليأس إلى قلبها..
لكن كانت البداية موفقة..
اتفقت معهن على الصبر على طلب العلم وعدم الملل..
ذكرتهن بالحديث الشريف عن أبي هريره رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:ـ
)من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة)رواه مسلم 6/1381
انتهى وقت الدوام وعادت أحلام إلى البيت والأمل يحدوها أن تجعل من كل دارسة في فصلها متعلمة وناجحة ..
هذا كان حلما بالنسبة لها ولكل دارسة في فصول محو الأمية..
كانت في كل حصة دراسية تتعلم منهن أكثر مما يتعلمن منها ..
تلك تقرأ وتتعثر عند قراءات القران الكريم ..
وتلك لا تعرف الكتابة..
وأخرى لا تجيد القراءة ..
لكن اتفقت معهن على أن الإنسان لا يتعلم الصواب إلا من الخطأ ولا يتعلم النجاح إلا من الفشل..
مرت بها مواقف كثيرة منها المضحك ومنها المحزن ومن تلك المواقف عندما حضرت لها المشرفة التربوية..
وكانت المادة مادة العلوم وكان الدرس عن أهمية النظافة في حياتنا .
قامت بشرح الدرس وسؤال الدارسات وكان من نصيب الخالة أم عبد الله هذا السؤال..
كيف نتخلص من الحشرات في المنزل؟
فأجابت بعفوية ابد يا بنتي نرشها( فليت) عندها احمر وجهها ولم ترد أن تحرجها .
فأعادت الخطوات التي يتم التخلص بها من الحشرات داخل المنزل.
انتهى الدرس وخرجت أحلام من الفصل تتبع المشرفة التي كانت فرحة جدا بمستوى الدارسات..
وطريقة تعاملها معهن وعلقت على موقف الخالة أم عبد الله وتعامل أحلام مع الموقف بصبر وحلم ..
المشرفة للدارسات ولها أثره العميق في نفسها..
انتهى العام الدراسي وانتقل دارساتها إلى الصف الثاني وهن ولله الحمد والفضل يقرأن ويكتبن ..
وطلبت أحلام: من مديرة المدرسة أن تنتقل معهن ولم تمانع وقامت بتدريسهن في الصف الثاني .
ومما يذكر أن دارسات محو الأمية يتعلقن بمعلمتهن تعلقا شديدا لذا آثرت القيام بتدريسهن ..
كان كل يوم جديد يزيدهن قوة وصلابة ومثابرة ..
كانت أحلام:ترى تنافسهن على حفظ القرآن الكريم ..
وحفظ جدول الضرب ..وتعلم القراءة والكتابة..
لم تخل تلك الحصص الدراسية من المواقف المضحكة وأحيانا المبكية
كانت الخالة أم سعد يوما في اختبار جدول الضرب تحاول أن تحل المسائل الحسابية في جدول الضرب فخانتها الذاكرة.. .
فاستعانت بورقة زميلتها الخالة أم خالد وما كان منها إلا أن نقلت اسمها في ورقة الإجابة..
عادت أحلام: إلى المنزل تلك الليلة فرحة مسرورة فقد كان لتشجيع