المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سراب الاحلام 5



قلوب صادقة
04-13-2011, 03:01 PM
لابد أن يستفاد من معلمات وإداريات تعليم الكبيرات لسد العجز في المدارس..
أما حقوقهن كموظفات لم يلتفت إليها أحد من المسئولون..
انتهى العام وقرر المسئولون إنهاء التعاقد مع إداريات ومعلمات تعليم الكبيرات صباحاً ..
دون ذكر السبب في ذلك فوضن أمرهن إلى الله..
هو الرزاق الوهاب النافع الضار..
لكن مع بداية العام الدراسي الجديد ..
تراجع المسؤلون عن قرارهم وتم استدعاء جميع إداريات ومعلمات تعليم الكبيرات لتوقيع العقود..
طبعا أصبحن يخضعن لجهة أخرى ومسئولات جدد..
يوم تجديد العقود كان يوما حافلا بنظرات الاستهزاء ..
وكأن أولئك المسئولات هن مصرفات الأرزاق على عباد الله..
ياله من إجحاف في حق فئة مستضعفة دفعتها الحاجة وحب العمل ونشر العلم إلى الرضا بتوقيع تلك العقود..
التي نزعت منها كافة الحقوق..
التي تمنح للموظفة الرسمية مع تشابه الأعمال وتطابق المهام..
ولا أدري كيف يفعل ذلك بمعلمات حملن رسالة الأنبياء على الأرض ..
تقدمت أحلام إلى المسئولة بعد انتظار طويل ..
وقالت لها: أستاذة أتمنى أن أعمل في مدرسة قريبة من بيتي فالمشوار يشق علي والمكافأة متدنية..
يذهب نصفها أجرة للسائق..
نظرت إليها المسئولة نظرة ازدراء وسخرية ..
وقالت : هذا العقد وقعي عليه وإلا غيرك آلاف محتاجون إلى الوظيفة..
قالت أحلام: أستاذة غيري لم يمضين في العمل(22)عاما..
يتنقلن من مدرسة لأخرى وفي كل مدرسة يجدن ما يدمي القلب ويندى له الجبين من الظلم والقهر ..
كان على أحلام أن تختار إما التوقيع على العقد أو إلغائه..

فكرت أحلام:
بترك العمل لأنها تعبت من هذا الحال كل عام تهديد وعدم استقرار..
لكن زميلاتها حاولن تهدئتها وطالبنها بعدم الضعف والاستسلام بعد كل هذه السنوات ومشوار الكفاح الطويل..
فوضت أمرها إلى الله ووقعت العقد..
والأمل يحدوها بأن يقدر المسؤلون خدمتها وخبرتها في تعليم الكبيرات..
فرح دارسات تعليم الكبيرات بعودة أحلام إلى المدرسة..
وبدأت حياة عملية أخرى ومهام جديدة وأدوار مختلفة كان كل ما يخفف عليها آلامها نجاح دارسات تعليم الكبيرات ..
وقد كانت المديرة السابقة الأستاذة مزنة قد اتفقت مع أحلام على المطالبة بافتتاح مدرسة ثانوية لتعليم الكبيرات..
ليواصلن تعليمهن والحمد لله تمت الموافقة ..
وافتتحت المدرسة الثانوية لتعليم الكبيرات ..
كانت مديرة الثانوية أماً للجميع قبل أن تكون مديرة احتوت دارسات تعليم الكبيرات..
أحبتهن فأحببنها ,مدت لهن يد العون والمساعدة ..
لقد كانت نموذجا مشرفا وجانبا مشرقا في مسيرة تعليم الكبيرات ..
تخرجت الدفعة الأولى من دارسات تعليم الكبيرات من المرحلة الثانوية..
وكان نجاحهن بمثابة النجاح لأحلام..
كيف ؟
لا وهي ترى مستقبلهن الذي رسمته لهن وكان حلما من أحلامها يتحقق ..
فقد التحق بعضهن بالجامعة تلك الجامعة التي تمنت الالتحاق بها ومواصلة دراستها ومنعتها ظروف أسرتها من تحقيق ذلك ..
أن نجاحهن يعني نجاحاً لها..
فقد كان بين أحلام والفرح شعرة معاوية..
حيث جاء أمر نقل دارسات تعليم الكبيرات إلى مدرسة أخرى..
وعليها أن تنتقل معهن ..
رغم مالقيته في تلك المدرسة من حسن معاملة لها ولدارسات تعليم الكبيرات..
حاولت أن توقف قرار نقلها لكن دون جدوى..
وكانت الإجابة من المسئولون أنت متعاقدة..


لابد أن تنفذ الأمر دون أي اعتراض ..
ولم يكن أمامها خيارات إما التنفيذ أو إلغاء العقد ..
هكذا يتم التعامل مع الكفاءة وهكذا يتم تقدير الجهود وهذه الطريقة التي تعامل بها المتعاقدات..
وطبعا كان حظ دارسات تعليم الكبيرات من سوء المعاملة كسابقها من المدارس ..
نظرات السخرية والاستهزاء والتعالي بادية على وجه مديرة المدرسة ومعلماتها ..
تصيد الأخطاء ورصد الزلل على دارسات تعليم الكبيرات كان لدارسات تعليم الكبيرات نصيب الأسد يوميا من سوء المعاملة والعبارات الجارحة ..
حملت أحلام أوراقها ومعها أحلامها إلى مسئولة لها وزنها ومركزها في قطاع التعليم..
وشرحت لها حالها وحال زميلاتها المتعاقدات..
قالت لها أحلام :ـ أستاذتي الفاضلة ..
أتمنى أن تساندي معلمات بند محو الأمية..


وتقفي إلى جوارهن وتطالبي بتثبيتهن على وظائف رسمية ..
فقد عانين سنوات طويلة من ظلم البند وضياع الحقوق ..
وأقحمن في العمل مع التعليم العام وسد بهن احتياج المدارس ..
رغم تدني مكافأتهن وعدم الاعتراف بجهودهن..
قالت المسؤولة:ـ أحلام ماهو مؤهلك ؟
قالت أحلام ثانوية عامة ..
قالت المسئولة: أحلام أنا صريحة ..
مادام عقدك يجدد اسكتي ..
لا تطالبين بالتثبيت ..
التعليم يحتاج مؤهلات ماجستير دكتوراه..
وأنت عندك ثانوية يعني قولي الحمد لله عندك وظيفة..
كانت في كلماتها تهديد مبطن إما السكوت عن المطالبة وإما إلغاء العقد..
قالت أحلام :أستاذة أنا أملك خبرة ثلاثة وعشرين عاما تعادل الماجستير والدكتوراه..



قدمت خلالها عمري وجهدي وصحتي ..
قالت لها: الخبرة بدون مؤهل لا يعترف بها ..
قالت أحلام:
إذا كان الموضوع موضوع مؤهل فأنا أستطيع أن أثبت لك أن هناك موظفات رسميات أقل مؤهلا مما أحمله..
أنا لست ضد التطور والرقي..
لكن أنا أطالب بالعدل والمساواة..
إذا أصبح كل الموظفات يحملن الماجستير والدكتوراه..
لن أفتح فمي بكلمة واحدة وأطالب بالتثبيت..
لكن في زمن الواسطة لا يعترف إلا بمن يملكها..
أما غيرذلك فلا يحق له بالمطالبة ..
لن يعترف بكفاءته ولا خدمته ولا خبرته .
استجمعت أحلام قواها وحملت أوراقها..
وقد شعرت بطعنة قوية تجتاح صدرها وألما أوقف الدم في عروقها وقطع الهواء عن أنفاسها..



اكتشفت اليوم أنها في نظر المسئولين لاشيء ..
انتهت المقابلة مع رمز من رموز التعليم في بلدنا الغالي..
والتساؤلات تتردد في صدر أحلام..
لماذا وصل مستوى التعامل لهذا الحد؟؟
وأصبحت قيمة المعلمة في الواسطة..
وليس في الكفاءة والخبرة والخدمة..
لماذا التجاهل لهذه الفئة التي خدمت التعليم سنوات طويلة ؟؟
أحلام لا تستسلم بسهولة ولم تفقد الأمل أن ينظر المسئولين إليها والى زميلاتها في يوم من الأيام..
فقد زودتها مديرة المدرسة الثانوية بخطاب..
لعله يشفع لها لدى المسئولين..
تطالب فيه بتثبيتها بعد أن لمست كفاءتها وخبرتها ..
وتنعم بالاستقرار والحقوق بعد كل هذه السنوات..
حملته إلى إدارة التعليم وحلم الترسيم يراودها ..
في بداية الأمر وافق المسئول على التثبيت خصوصا عندما علم أن لها ثلاثة وعشرين عاما ..


رفعت المعاملة إلى الشؤون المالية والإدارية لكن كانت المفاجأة أنه لا يمكن تثبيتها لأنها على بند محو الأمية مساء ..
عندما استفسر زوجها عن طبيعة عقدها فهي تعمل منذ ثمان سنوات صباحا وبناءً على ذلك فعقدها صباحا وليس مساءً أجابه..
الموظف بعد أن بحث في بيانات الموظفات المتعاقدات على بند محو الأمية صباحا لم يجد أسم أحلام ضمنهن لأن الجهات المسئولة عندما تعاقدت معها صباحا كان على الورق فقط أما الواقع فهي في نظرهن تعمل مساءً يعني تلاعب ومصادره حتى لحقها كموظفة في الساعات التي تقضيها يوميا في العمل ..
طلب زوجها من المسئول عن الشؤون المالية والإدارية في الوزارة أن يصحح وضعها ويثبتها على وظيفة رسمية بناء على توجيهات المدير العام للتعليم رفض المسئول ذلك وبشدة وكانت الإجابة أنها تعمل على بند محو الأمية وهذا البند لم يتم تثبيت موظفاته وأنه يريد أن يحقق العدل والمساواة بين الموظفات رغم أن الكثيرات من زميلات أحلام تم ترسيمهن على وظائف رسمية ولأدري أين كان ضمير المسئول عندما تثبتن ..


توجهت أحلام بالشكوى لديوان المظالم لعلها تجد من ينصفها بعد كل هذه السنوات وكانت الإجابة التي قصمت ظهر البعير بعد سبع جلسات وإثباتات من قبل أحلام أنه قد تم خلال عملها تثبيت معلمات كن متعاقدات مثلها على بند محو الأمية على وظائف رسمية أقل خبرة منها ويحملن نفس المؤهل (ثانوية عامه) وأرفقت صورة من المرسوم الملكي الذي صدر عام 1426هـ بتثبيت جميع البنود ومن ضمنها بند محو الأمية والوعود التي نشرت في الصحف وعلى مدار سنوات طويلة من المسئولين في وزارة التربية والتعليم بالترسيم وأن هناك لجنه ثلاثية تدرس تحسين أوضاع معلمات بند محو الأمية ثم رفعت مذكرة بالظلم والتجاوز الذي في العقد حول تكليفهن بالعمل صباحا بنفس المكافأة مع الفارق في عدد ساعات العمل وإقحامهن في العمل مع التعليم العام مع عدم حفظ حقوقهن كموظفات ..
ولأننا في زمن يحكمه لغة الغاب لغة البقاء للأقوى فقد حكمت المحكمة بهذا الحكم الجائر لاصحة لما ادعته المواطنة(............) ضد وزارة التربية والتعليم وأن العقد شريعة المتعاقدين ..
ولا ادري أين يذهب المظلوم إذا كان الظالم هو ديوان المظالم..
هكذا انتهت القضية وبهذا الحكم حكم القاضي ..
وان لم تمنح أحلام حقوقها محكمة الدنيا..
فسوف تمنحها محكمة السماء ..
سوف ينصفها الحكم العدل..
وقفت أحلام كالطود الشامخ ..
فقد اعتادت أن لا تنحني ..
لأنها اكتسبت من دارسات تعليم الكبيرات القوة والصلابة وان لم يعترف المسؤلون بجهدها..
يكفيها فخرا وعزا وشرفا..
أنها استطاعت وزميلاتها معلمات بند محو الأمية في يوم من الأيام..
أن يكن عونا لدارسات تعليم الكبيرات ..
واستطعن الوصول بهن إلى أبواب الجامعات والكليات..

ان أحلامها لم تكن سرابا ..
لقد كانت حلما جميلاً عاشت تفاصيله يوماً بيوم..
وعلى مدار ثلاثة وعشرين عاما..
حلم محو الأمية أصبح حقيقة ..
تبقى من أحلامها أن يتحقق لدارسات تعليم الكبيرات في المدارس المتوسطة والثانوية مباني مستقلة بهن ..
ومعلمات متخصصات في تعليم الكبيرات..
حتى يحققن أحلامهن في مواصلة التعليم..
في جو صحي بعيدا عن التوتر والمشاكل..
وأن يعترف بمعلمات بند محو الأمية كمعلمات ساهمن في محو أمية
نساء وبنات هذا الوطن المعطاء والله سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)
تريد أحلام أن يكون حلمها واقعا تعيشه ويعيشه دارسات تعليم الكبيرات وليس (سراب)
أصعب شيء في الوجود أن تنتظر حلما..
وتقضي سنوات عمرك تنتظره..
والأصعب من ذلك أن تفيق على صدمة قويه ..
(تقول لك لقد ضاع كل شيء لقد كنت تنتظر سرابا)
صدمة لا تعدلها صدمة..
عندما ترى أحلامك وآمالك تنهار أمامك
دون رحمة أو شفقة أو إنسانية..
حينها كل دموع العيون لن تغسل آلامك..
وكل كلمات الكتب لن تترجم ما بداخلك..
حينها كل مشاعر الأسى..
لن تشعر أو تحس بنارك التي تتقد في صدرك ..
قد يلومك الآخرون بقولهم أنت إنسان غبي..
كيف تنتظر سراباً ..
لن يصدقك أحد ..
أنه لم يكن سرابا بل كان حقيقة ..
وفي موت الضمير..
وانعدام الإحساس.
والخوف من عقوبة الله..
ضاع كل شيء..
ليت أصحاب القرار..
يجعلون كل صاحب حلم ينعم بتحقيق حلمه..
ليته كان مجرد حلم لكنه كفاح وصبر وتضحية ..
ثم بجرة قلم انتهى الحلم وأصبح سرابا..
قد نكون يوما من الأيام جزءاً من أحلامكم..
فلا تبخلوا علينا ولو بالأحلام..
هل سيدفع معلمات بند محو الأمية ثمن صبرهن وكفاحهن وظلمهن كل هذه السنوات الغاء عقودهن ؟؟؟
أين نصرة المظلوم وأين حق معلم الناس الخير ؟؟؟

انتهت

فائزة محمد على مسعود
04-13-2011, 05:16 PM
سلمت يمناك اختي العزيزه
على الطرح الراقي و الكلام الرائع

الذي يترك بنفس اثر طيب

آلله يَعْ ـطِيـك آلعَ ـآفِيه لك كل التقدير

والاحـــــترااام ...

لا تأسفن على الدنيا
04-13-2011, 06:23 PM
بارك الله فيك اختي اهنئك على هذه الرواية
يعطيك العافية

لحن وردي
04-13-2011, 07:41 PM
الله يعطيك العافية على هذه القصة المؤثرة والتي تحكي معاناتنا من الظلم

لمس الروح
04-15-2011, 07:42 PM
ماشاءالله

كاتبه ممتازه

وربي يزيل كل معاناه ياااااارب

روعه
04-16-2011, 02:19 AM
جميل ماااااااطرحتيه هنااااا اختي قلوب
طرحتي فابدعتي ننظر ماتخطه يداك من جديد بكل شوووق
تقبلي مروري

الناعمه
04-17-2011, 07:49 PM
اخيتي الغاليه

كتبتي فأبدعتي

ولامستي الجرح بفن وصدق

سلمت انا ملك

الاسلام عزي
04-17-2011, 08:50 PM
شكررررررررررررا
اختي
جعلتيني ارجع بذاكراتي
ما اقسى الذل والتهديد والاهانه
لقد مررت بذلك منها يطلب منك ان تراقبي صباحا في وقت الاختبارات النهائيه
واذا رفضتي يتم تهديدك انه لن يجدد عقدك
اذا جاء شهر سبعه نسميه شهر القلق ماندري يجددلنا ام لا
فعلا معاناة الله ينصرنا
ويفرحنا بالترسيم
اختك جامعيه لغه عربيه خدمه قصدي كرف على هذا البند الظالم لحقوقنا 12سنه مسائي

فاطمة الموري
04-17-2011, 10:50 PM
أسلوب جميل
حقق الله أحلام الجميع
دمت مبدعة

طموح لاينتهي
07-03-2012, 02:07 AM
قصه رائعه


الله يعطيكـ العافية