الاكزيما من الامراض التحسسية التى غالبا ما تصيب اليد والارجل..كثيرًا ما ينتج عن أسباب مركّبة , تتضمن التكوين الوراثيّ ( عوامل بِنيوِية ), إصابة ( التلامس مع مواد مهيجة ) والتحسس . تتراوح شدة الإصابة بإلتهاب جلد اليد لتشمل ظهر الأيدى ، الكفوف أو كلاهما وكذلك فى القدم. وغالبا ما تكون الشكوى فى البداية بسيطة و متقطّعة , لكنها قد تزداد سؤاً وتصبح مستمرة . تبدأ الإصابة بإحمرار وجفاف الجلد المتأثِر , ثم تتطور إلى حبوب مثيرة للحكّ وبثور مملوءة بالسّائل (حويصلات فقاعية) , تقشٌر, تشقّق , نزً( نضح ) وتورم ( أويديما أو وذمة ) . يمكن أن تؤدى العدوى البكتيريّة إلى بثورصديدية , تكتسي بجلبة وتسبب ألم . كما إن الإكزيما المزمنة عندما تصيب أطراف الأصابع قد تؤدى إلى تشوُه بالأظافر. قد ينتشر التهاب جلد اليد ليشمل مناطق أخرى, خصوصًا السّاعدين و الساق .
عوامل تفاقم المرض
العوامل البنيوّية
بعض النّاس أكثر تعرّضًا للإصابة بإكزيما من آخرين . وكثيرًا مايعانون شخصياًّ أو احد أفراد العائلة من الإلتهاب الجلدى التحسسى الوراثى ( أتوبيك ) , الرّبو أو داء اللّقح (Hay fever) . وقد يعانون من الإكزيما القرصية .
البعض قد يكون مصاب بالصّدفيّة, وهى شكوى جلد شائعة تسبب البقع القشريّة الحمراء على المرافق, الرّكب و فروة الرأس .
أحيانًا التوتر والإنفعالات تجعل الإكزيما أسوأ, خاصّةً النّوع المعروف بفقاع الأيدى و الأقدام pompholyxحيث تظهر على الكفوف مجموعات من الحويصلات الفقاعية الصغيرة مثيرة للحكّ جدًّا .
ملامسة مواد مهيجة للجلد
يعتبر غمر الأيد و القدم المتكرر فى الماء أكثر العوامل المهنية المسببة لإكزيما اليد ؛ خصوصًا إذا تعَرَّض الجلد للمنظّفات والمذيبات , حيث تسلب هذه المواد الجلد من طبقته الواقية الطّبيعيّة . الاحتكاك والإصابة المتكرّرة أيضًا يتلفان الجلد .
وتتسبّب المواد المهيجة للجلد ضرر أكبر بكثير إذا لامست جلد مصاب أصلاً بالإكزيما ؛ حيث أن تعرضاً عارضاً لدقائق معدودة يمكن أن يتسبّب في تهيُج للإلتهاب قد يستمرّ لمدّة عدّة أشهر . و يسمى هذا بالتهاب الجلد التلامسّي التهَيُجىّ irritant contact dermatitis.
التحسس
يشير التحسس allergy إلى فرط حساسية مناعى نوعىّ , حيث يتفاعل الجلد على نحو شاذّ تجاه مادّة لا تؤثّر على الآخرين . وتسمى ردّة الفعل الفوريّة " الشَرى التلامسى" ( أرتيكاريا تلامسية) irritant urticaria, على سبيل المثال بعض النّاس لا يمكن أن تستخدموا قفّازات اللاتكس لأنّهم بمجرد ارتدائها, تصبح أيديهم حمراء, متورّمة ومثيرة للحكّ . يستمرّ الطّفح لمدّة حوالي 20 دقيقة عادة, و لكن قد يكون التحسس من مادة اللاتكس خطير إذ قد يتسبب فى إعوار anaphylaxis من فرط التحسس ( شرَى , صّعوبة في التّنفّس و هبوط مفاجىء) . لحسن الحظّ هذا نادرً ما يحدث .
أما التهاب الجلدّ التلامسّي التحسسى allergic contact dermatitis يحدث خلال ساعات إلى الأيّام بعد ملامسة المادة للجلد , لذا قد يكون من الصعب التّعرّف على السّبب . هناك عدد هائل من مسببات الأكزيماّ التلامسّية التحسسية , و تتضمّن النّيكل, الرّوائح, مواد زيادة المطّاطية ( في القفّازات ) وبعض المواد المكوّنة لصبغة الشعر الدائمة (p-phenylenediamine) .
ويتعرض متعهّدو الأغذية لمجموعة من التفاعلات التحسسية الفوريّة و المؤخّرة مجتمعة تسببها البروتينات المختلفة في الطّعام ( التهاب جلدّ تلامسّيّ للبروتين ) .
بمجرّد التعرف على تحسس معيّن, يجب تَجَنَّب ملامسة المادة المسببة تمامًا و لمدّة طويلة الأمد لعلاج إلتهاب الجلد و لمنع الإنتكاسة ( معاودة المرض ).
الاختبارات:..وغالبا تكون لمعرفة السبب
اختبارات الرّقعة لتحسس الجلد
يفضل إجراء اختبارات الرّقعة لتمييز بين التحسس التلامسي وتهيج الجلد الفورى نتيجة مواد مهيّجة . توضع مجموعة من الموادّ متضمّنًة مولِّد التحسس (allergen) المشتبه فيه على أعلى الظّهر بتركيز لن يؤدّي لأيّ ردّة فعل إذا لم يكن المريض متحسساً لها . تُزال اختبارات الرّقعة بعد 48 ساعة و تقرأ النتيجة النهائيةعند 96 ساعة .
العلاج
يتعافى التهاب جلد اليد عادة تمامًا إذا اتبعت قواعد العلاج بدقة . قد يحتاج المريض التوقف عن العمل المسبب لأيّام قليلة . أما إذا كانت الإكزيما المهنيّة شديدة , فقد يصبح من الضرورى التوقف لأسابيع أو أشهر , أو أحيانًا يستلزم الأمر تغيير الوظيفة .
تجنّب العمل الذى يتطلب التعرض للماء والمواد المهيجة للجلد قدر الإمكان .
احم يديك القفازات القطنية 100% على جلد اليدين (وليس النايلون)، ولكن يجب استعمال القفازات النايلون فوق القطن لحماية القطن من البلل وللوقاية، وهذه أول وأفضل طريقة للعلاج، وأما لو توفرت الإمكانية المالية فيمكن الاستعانة بالغسالة الأوتوماتيك أو جلاية الصحون، لو توفرت الظروف لذلك.
استعملي الكريمات الملطفة بانتظام . يجب وضع طبقة رقيقة من كريم سميك على كلّ المناطق المصابة قبل العمل, و تكرر مجدّدًا بعد الغسيل أو كلّما جفّ الجلد .
بعض العلاجات الموضعية ( ستيرويد مثل ديرموفيت ) لتقليل التهاب . وتأتى هذه المُركبات فى قوة تأثير متعددة . ويجب استعمالها فقط على المناطق المصابة بالالتهاب النشط مرّة أو مرتين يوميًّا . بوجهٍ عامّ قد يُسْتَخْدَم مُركب ستيرويد موضعىّ ذو قوة الفاعلية القوية لمدّة عدّة أسابيع .
إذا تلوث التهابك الجلدى ( الإكزيما ), لذا يجب استخدام مضاداً حيوياً موضعياً أو عن طريق الفم مثل فلوكلوكساسيلين لمدة أسبوع تقريباً .
وقد تحتاج إلى فترة علاجية بإحدى مركبات الستيرويد عن طريق الفم ( بريدنيزون ) أو أدوية أخرى مثبّطة للمناعة . وقد يستخدم أيضاً العلاج بالإشعاع الفوق بنفسجيّ (PUVA ) فى بعض الحالات .
