معانة من هنا وهناك لمعلمات محو الامية ... الى متى يا وزرائنا ..

تعاني معلمات محو الأمية من بعض البنود التي يشعرن انها غير منصفة لهن من خلال عدم مساواتهن بمثيلاتهن المعلمات الأخريات وقد طالبن بالإنصاف من خلال وزارة التربية والتعليم وإعطائهن حقوقهن من خلال تثبيت عقودهن بالوزارة التي طالت مدتها والانتهاء من عقود بند محو الأمية التي يتجدد معها معاناة كل معلمة توقع لهذا البند. و«اليوم» ترسم لكم معاناة هؤلاء المعلمات من خلال سرد قصصهن في هذه الوظيفة التي لازلن يعانين منها منذ سنوات.
نبحث عن إنصاف
سلوى عبدالله معلمة تخرجت منذ عدة سنوات من كلية التربية من جامعة الملك سعود ثم عملت في إحدى المدارس الخاصة وبذلت جهداً في أداء واجبها نحو الوظيفة عدة أشهر في هذه المدرسة ولم يدفع لها مرتب حيث ان هناك لا يوجد أي مراقبة على المدارس الأهلية من قبل الجهات المسؤولة.
وعن صرف المكافآت للمعلمات بالمدارس تقول ان المعلمة ليس لديها من يتقبل شكواها وإنصافها باستلام مستحقاتها من الرواتب رغم ضعفه والتلاعب بعقود المعلمة السعودية, تقول سلوى إنها تعاقدت مع جهة حكومية وهو عقد (بند محو الأمية) وبعد معاناة طويلة ومماطلة أرهقتني تمت الموافقة على ان اعمل معلمة لإحدى المدارس وللأسف عملت عدة سنوات في هذه المدرسة ورغم معاناة بعد المسافة من مكان سكني وقلة الراتب الذي لا يبقى منه شيء بسبب عدم صرف بدل التنقل لي ولا بدل السكن أيضا لا يحق لنا بإجازة الأمومة ولا إجازة رعاية مولود ولا يحق لنا كمعلمات متعاقدات على هذا البند في التطور الوظيفي ولا مرتب في نهاية إجازة العام الدراسي والذي يفجعني هو عدم اعتراف الديوان (الخدمة المدنية) ببند محو الأمية من ناحية الخدمة وليس لهم أي حقوق يطالبون بها.

أعمل كمستخدمة
وتتفق معها سهام وليد في هذا حيث ذكرت انها معلمة تخرجت من عدة سنوات من كلية العلوم بالدمام من قسم الأحياء التي عانت الأمرين من كثرة الذهاب الى ديوان الخدمة المدنية في كل سنة جديدة, وتضيف قائلة: اذهب كل عام لتقديم طلب الوظيفة سواء كان بديوان الخدمة المدنية بالرياض او المنطقة الشرقية ولكن دون جدوى مع العلم ان لدي دورات كمبيوتر وبعد ذلك قدمت أوراقي وشهادتي الى وزارة التربية لعلني اجد وظيفة وبعد معاناة التردد عليهم تمت الموافقة لكن على بند محو الأمية فكان لابد ان أوافق على ان اعمل إدارية الذي كان يصب على عاتقي مع عملي الأساسي بالإضافة الى أعمال الكمبيوتر بدون أي اعتراض مني لأنني معلمة اعمل على بند محو الأمية ولا أعامل كمعاملة المعلمة الرسمية او الإدارية الرسمية لان معلمة بند محو الأمية تعامل على انها مستخدمة وربما المستخدمة أفضل حالا منها لان ليس لها حقوق ولا يحسن التعامل معها كإنسانة لان الأعمال التي تكلف بها تكون فوق طاقتها وجهدها ولا تراعى ظروفهن الخاصة وعند مطالبتها بحقها تلقى تهديدا بإلغاء عقدها وان هناك بديلة لها سيتم التعاقد معها, وليس لديها حق بطلب إجازة استثنائية او مطالبة برعاية مولود وحتى الإجازة المرضية بشروط كثيرة تقدمها للمدرسة لكي تستطيع ان تأخذها.
يظلم الفتاة السعودية
وتؤكد وعد خالد ان بند محو الأمية هو بند يظلم الفتاة السعودية ويجعلها مجرد مستخدمة وليس فتاة تريد خدمة وطنها ورد الدين الذي بعاتقها نحوه حيث ذكرت أنها معلمة تخرجت من كلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض وعملت في إحدى المدارس الأهلية براتب زهيد لكي تحصل على الخبرة وعملت هناك لمدة عامين ثم توجهت بأوراقها الى ديوان الخدمة المدنية بالرياض وبالمنطقة الشرقية ولكن دون جدوى الى ان قدمت أوراقها وشهاداتها الى الادارة العامة للتربية والتعليم بالشرقية لعلها تحصل على وظيفة.
تضيف بقولها: بعد هذه المعاناة طيلة السنوات الماضية وجدت وظيفة في تعليم البنات على بند محو الأمية وتمت الموافقة على ان أكون معلمة على بند محو الأمية ولكني اكتشفت ان المعلمة على هذا البند لا حقوق لها سواء من ديوان الخدمة او حتى من الرئاسة العامة لتعليم البنات وقبلت بهذا الأمر وعملت عدة سنوات دون أي حافز او زيادة او حتى بدل نقل او بدل سكن حيث اعمل في منطقة بعيدة عن سكني نظراً لمخاطر الطريق حيث تعادل ساعتين يومياً ذهاباً وإيابا وهذا بالإضافة الى تدني الراتب ومعاناتنا مع بنود محو الأمية التي تطمح كل معلمة كل عام بالترسيم وان تكون معلمة حالها كحال غيرها لكن دون فائدة وخاصة أنني أعول عائلتي بهذا المبلغ الزهيد في ظل هذه الظروف الصعبة والذي لا يواكب متطلبات الحياة العادية.
نعامل كالقطيع
ولا تختلف معاناة وعد عن حالة فاطمة محمد حيث تقول انها تخرجت من جامعة الملك سعود من كلية التربية وعملت معلمة في إحدى المدارس الأهلية لمدة عامين ثم قدمت بديوان الخدمة المدنية عدة مرات ولكن دون جدوى.
وتضيف: وجدت معاناة كبيرة في طلب الوظيفة خاصة أنني تخصص رياض الأطفال ولكن قد فوجئت بأنه لا يوجد هناك وظيفة بديوان الخدمة تحت مسمى (رياض الأطفال) على العلم بأن هناك روضات بحاجة ماسة الى معلمات رياض أطفال إلى ان قدمت أوراقي الى الوزارة لأجدد وظيفة وبعد معاناة وتردد وجدت وظيفة معلمة على بند محو الأمية وعملت بهذا العقد عدة سنوات ولكن المعلمة بهذا البند تعامل كالقطيع ليس لها حق في أي تطوير وظيفي او حتى معاملة حسنة من قبل المدرسة التي تعمل بها ولا حتى لها ان تطالب بحقوقها كأي معلمة عادية فهي إنسانة مغلوب على أمرها.
تقول: انا اصرف وأعول عائلتي ووالدي المتقاعد وهذا المرتب متدن ولا يفي بمتطلباتي ومتطلبات والدي في ظل هذه الحياة التي تزداد أسعارها في كل لحظة.
حلم لا نراه
ضياء توفيق تقول انها حاصلة على دبلوم تربوي وقد تخرجت من كلية التربية من منطقة الجوف وعملت معلمة في احدى المدارس الأهلية لمدة عام وكان ادائي الوظيفي (ممتاز) ثم تزوجت وسكنت في المنطقة الشرقية.
تقول ضياء: ترددت على الديوان (الخدمة المدنية) مرات عديدة لإيجاد عمل ولكن دون جدوى مع ان لدي دورات عديدة في الحاسب الالي بعدها قدمت اوراقي للوزارة لعلي اجد وظيفة الى ان وجدت عملا كمعلمة على بند محو الأمية وبالفعل عملت عدة سنوات بهذه الوظيفة عدة سنوات على امل ان يتم الترسيم يوما ما ولكن هذا امل نسمع به لكننا لا نراه ولا يتحقق.
وأفادت انها بحاجة ماسة الى الوظيفة ولكن الراتب لا يزيد ولا يتطور والبنود الموضوعة هي بنود تعجيزية تجعل المعلمة ليس لها أي حقوق وتجردها من أي استحقاقات وتقول انها تعول أبناءها من هذا الراتب الزهيد وأيضا تعاني معلمات بند محو الأمية من عدم التمتع بإجازة الأمومة مثل المعلمة المترسمة او إجازة رعاية مولود وهذا ظلم فالأمومة واحدة.
خبرتي لم تفدني
صالحة خلف تقول انها معلمة لغة عربية تخرجت عام 1420هـ بكلية الآداب بالدمام بتقدير جيد جداً ولديها خبرة خمس سنوات من مدارس أهلية وأداؤها الوظيفي امتياز وعملت سنة كاملة على بند المحاضرة بالمكافأة وبكل سنة تذهب الى الديوان (الخدمة المدنية) ولكن دون جدوى رغم الخبرة التي لديها.
تقول صالحة: قدمت أوراقي وشهادتي لتسجيل عقد بند محو الأمية مع وجود بياناتي في الحاسب الآلي لبند محو الأمية وعند مراجعتي اخبروني انه لا توجد لديهم وظائف شاغرة الآن مع العلم ان هناك إعلانا في الجرائد والصحف عن تسجيل في بند محو الأمية.
ومن ضمن القصص أيضا تقول صالحة: لدي أخت تخرجت عام 1424هـ من كلية الآداب بقسم الدراسات الإسلامية ولديها دبلوم تجويد ودورات في الحاسب الآلي وأعمال مكتبية وكل عام تذهب الى ديوان الخدمة المدنية للتقديم لكن لا تجد ضالتها وعملت على البحث من جديد الى ان وجدت وظيفة كحارسة امن في أحد المستشفيات الحكومية براتب زهيد لا يليق بمعلمة.
أيضا لدي أخت تخرجت عام 1421هـ حصلت على دبلوم محضرة مختبر من كلية العلوم بالدمام وذهبت الى الديوان عدة مرات وكل سنة يتم التقديم لها لكن دون جدوى ولأنها حاصلة على الدبلوم ليس لها أي وظيفة ومع البحث وجدت لها وظيفة في إحدى دور الحضانة الاجتماعية بعد معاناة طويلة وبراتب زهيد جداً وهي العائل الوحيد لعائلتنا المكونة من والدتي وأخواتي الفتيات.

طردت من العمل
هالة علي من مدينة القطيف تقول انها معلمة تخرجت منذ خمس سنوات من قسم الدراسات الإسلامية ثم تعاقدت على بند محو الأمية في إحدى المدارس الابتدائية الحكومية وعملت طيلة الخمس سنوات وبين ليلة وضحاها أصبحت عاطلة عن العمل مع ان أداءها الوظيفي امتياز.
تقول هالة: فوجئت هذه السنة بعدم تجديد عقدي فكل سنوات الخبرة التي ذهبت أصبحت بلا فائدة ولم أعط حتى شهادة خبرة تفيدني في أي عمل آخر وهذه نهاية كل معلمة على هذا البند الظالم من وجهة نظري.
وتضيف: معي 51 معلمة لم يجدد عقدهن هذه السنة بدون رقيب ولا حسيب وهناك معاناة الكثير منا, أيضا كان يطلب منا ان نوقع على تعاقد من خلال بنود العقد وهو نصاب كل معلمة (15 حصة) بينما يطلب من المعلمة 24 حصة في الأسبوع وهو ضعف ما يطلب منها في العقد الأساسي بالإضافة الى سوء معاملة المعلمة المتعاقدة على بند محو الأمية من قبل إدارة المدرسة لانه لا يوجد لجان خاصة لمعلمات العقود او الإدارية ولا يوجد من يتولى أمرهن وحقوقهن في تعليم البنات بالإضافة الى ان المعلمة او الإدارية يطلب منها أشياء كثيرة لا طاقة لها به مثل المشاركة في الدفع لاي أمور خاصة بالمدرسة حالها كحال المعلمة المترسمة مثل ترميم المدرسة او صبغها او عمل لوحات غالية الثمن حتى لا يقل أداؤها الوظيفي عن امتياز وأيضا تساهم في دفع راتب المستخدمة التي تستأجرها المدرسة للتنظيف إضافة الى عملية تنقلها من منزلها الى المدرسة التي تبعد عن منزلها آلاف الأميال ولا يبقى من هذا الراتب سوى المسمى فقط.
أدرس المستخدمات
روان فهد معلمة متزوجة تقول: تخرجت من سنتين من قسم الإحياء بكلية العلوم بالدمام وعملت معلمة في إحدى المدارس الحكومية بالدمام وقمت بتجديد عقدي بعد إصرار مديرة المدرسة على هذا نظراً لما رأته مني من اجتهاد وبعد فترة تمت مطالبتي بتدريس أربع مستخدمات ثلاث منهن يعملن في المدرسة التي اعمل بها والرابعة مستخدمة في مدرسة أخرى وقمت بتدريسهن لتعليمهن القراءة والكتابة علماً بأنني معلمة ابتدائي ولست معلمة بند محو الأمية (مسائي).
توقف عقدها
مريم فهد ذكرت انها تخرجت منذ أكثر من ثلاث سنوات وعملت معلمة للمرحلة الثانوية على بند محو الأمية وبعد عشر سنوات توقف عقدها مع أنها حصلت على الامتياز في الأداء الوظيفي وحاولت كثيراً من بعد المسافة بين المدرسة والمنزل وقلة الراتب وترك أولادي من الصباح الباكر ولا أعود الا عند صلاة العصر.
تقول مريم: بسبب هذه المعاناة انفصلت عن زوجي وترك مسئولية الإنفاق على أبنائي لي لأنني لم اسمع كلامه وانصاع لأوامره والراتب الذي استلمه لا يفي بدفع مصاريف الأبناء وزوجي تخلى عن أبنائه بسبب هذا العقد الذي دمر حياتي الزوجية وبالنهاية خسرت زوجي وأبنائي ووظيفتي ونتمنى ان نجد من ينصفنا في هذا الأمر.