الارتيكاريا مجهوله السبب و تجلط الدم..

يعد مرض الأرتيكاريا المزمنة من اضطرابات الجلد الشائعة و يتميز بالطفح الجلدي المتكرر قصير الأجل مصحوباً باحمرار وحكة لمدة ستة أسابيعِ على الأقل, و تعد الأرتيكاريا المزمنة مجهولة السبب نوعاً مشهوراً من الأرتيكاريا المزمنة وتتميز بأن سببها المحدد غير واضح .

وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن الأرتيكاريا المزمنة مجهولة السبب هي مرض ذاتي المناعة حيث تم إكتشاف أجسام مضادة ذاتية موجهة إلى الجلوبولين المناعِي ج(إي) أو مستقبلاته في المرضى الذين يعانون من الأرتيكاريا المزمنة ولكن نتائج بعض هذه الدراسات لم تكن وافية وأحيانا يشوبها التناقض.

وقد أُجريت بعض الأبحاث عن حدوث اختلاف شديد في رد فعل الجلد عند الحقن بمصل أو بلازما المريض نفسه حيث كان رد الفعل اشد بشكل ملحوظ عند الحقن بالبلازما و يؤكد ذلك إن التجلط يتسبب في تكوين مركب ما في البلازما له علاقة وطيدة بالتفاعل الجلدي ومن ثََمَ أصبح هذا دليلاً غير مباشر على نشاطَ متسلسلة التجلط عن طريق العاملِ النسيجي في أغلب المرضى الذين يعانون من الأرتيكاريا المزمنة مجهولة السبب.

هذا و تشير الدراسات الحديثة إلى أن الأرتيكاريا المزمنة تتميز بتنشيطِ الممرِ العرضيِ للتجلط الذي يؤدي إلى تشكيلِ الثرومبين الذي قَد يكون مسئولاً عن زيادة النفاذية الوعائية ومن ناحية أخرى، يتم معادلة

زيادة تكوين الفيبرين بعملية التحلل الفيبريني مما يتسبب في إطلاق مركبات تحلل الفيبرين ومن أهمها مركب د- ديمر في الدم, ومن ثم عدم ظهور مركب د-ديمر في الدم يعني عدم حدوث تجلط, لذا؛ النتائج السلبية لمركب د-ديمر تلعب دورا هاما في إكتشاف مشاكل التجلط.

وقد وجد أن عقاري الوارفرين والهيبارين –وهما من مضادات التجلط- لهما تأثير علاجي على مرضى الأرتيكاريا المزمنة مما يدعم علاقة متسلسلة التجلط بحدوث الأرتيكاريا المزمنة.

وقد لوحظ أن مستوى مركب د-ديمر في مرضى الأرتيكاريا المزمنة المجهولة السبب كان مرتفعاً ارتفاعاً يعتد به بالمقارنة مع الأصحاء وكذلك وجد انه مرتفع إحصائياً في مرضى الأرتيكاريا المزمنة معروفة السبب دون فرق بين كلا الفريقين.

ولقد سجلت أعلى مستويات لمركب د-ديمر بين المرضى الذين يعانون من الأرتيكاريا المزمنة الشديدة حيث كانت مستويات مركب د-ديمر مرتفعة ارتفاعاً ذا دلالة إحصائية يعتد بها بالمقارنة بمرضى الأرتيكاريا المزمنة خفيفة الشدة.

وقد تم قياس مركب د-ديمر بعد زوال أعراض المرض تماماً حيث انخفضت معدلاته بشكل ملحوظ جداً وقد كان بأعلى معدلاته أثناء التفاقم الحاد للمرض.

ونخلص من ذلك أن مستوى مركب د-ديمر-الذي يعتبر دليلاً على نشاط متسلسلة التجلط - في الدم- عند التشخيص يمكن أن يكون مؤشراً لشدة ونشاط المرض بالنسبة لمرضى الأرتيكاريا المزمنة, وفي النهاية عدم اختلاف النتائج بين مرضى الأرتيكاريا المزمنة المجهولة السبب والمعروفة السبب قد رفع الشكوك بأن ارتفاع مركب د-ديمر ليس سبباً للمرض ولكنه يساعد على زيادة حدته ومن ثم يقترح دراسة ذلك على نطاق أوسع من المرضى و أيضا مزيد من الأبحاث مطلوبة لتحديد دور الأدوية المضادة للتجلط في علاج الأرتيكاريا المزمنة.

"ملخص رسالة الماجستير الخاصة بي (د.نيللي)"