[ مُوديل فُستانكِ مرّة قديم ]

قيلت لـِ مها في مناسبة عامة ،
ظللت جبينها الوضاح بعد تلك الكلمة سحابة حزن ،
عادت إلى منزلها باكية مهمومة بقلب موجع ، وصدر ضيّق ،
و دمع منحدر ،
أنقلب فرحها إلى ترح !
تمنت لو اختطفها الطير أو سقط عليها كسف من السمـاء
ولم تسمع تلك الجملة ..!!
،‘

مَوقف قد نمر به جميعــاً ،
فلربما أسمعنا الأخرون كلمة جارحة ، أو نقداً سخيفاً ، أو نظرة جافة ..
وبعدها تسوء نفسياتنا و تتدهور صحتنا و تضعف ثقتنا بـ ِ أنفسنا ،
وتلك جريمة عظيمة ، وجناية نرتكبها بحق ذواتنا ..
إن السيطرة على الآخرين أمر متعذر
فليس بالإمكان تكميم أفواههم ، و إعتقال ألسنتهم ..




/\






••
إن التأثر الكبير بالآخرين يعني تمكينهم من ذواتنا و تسليمهم قيادنا
وهذا يعني الحكم على أنفسنا بالضعف ..
إن ما نمكنه و لنا حق السيطرة عليه هو تفكيرنا و من ثم مشاعرنا ،
فمكمن القوة و رأس البطولة يتمثل في التوجيه الإيجابي لأفكارنا ..
والسبيل إلى هذا يتمثل في تشرب معنيين مهمين هُمـا ../
1/ أن من الغفلة الخطيرة و الوهم الكبير أن تتخيل نفسك مقبولاً مرضياً عنك من الجميع ..
فالركض خلف الناس لطلب إرضائهم يعد ضعفاً في الشخصية ، وخوراً في الهمة إضافة إلى كونه
أمرا مستحيلاً لم يتحقق لبشر من قبل ..
و من ذا الذي ترضى سجاياه كلها
..................... كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه ..
فما عليك إلا أن تتحرى الصواب طالباً فيه وجه الله -عزّ و جل- ومرضاته
منصتاً للنصح والنقد البناء ، عصياً كالصخر على أي نقد محطم ..
2/ أن من الروعة أن ننشد الإتقان ، ونلتمس التمام ، ولكن الإشكالية تكمن في المقاييس
العالية جدا التي قد نضعها لأنفسنا عند قيامنا بأي عمل ، فإما أن تكون نسبة الإتقان 100%
أو أن ما قمنا به يعد فشلاً ذريعاً وسقوطاً مدوياً ، وهذا خطأ فادح و ظلم للنفس عظيم ،
إذا أننا مطالبون باستنفاذ الجهد ، وإستفراغ السبب ، و الاتكال بعدها على الله ،
فـ عقلية [100% أو فشل ] ستصنع منك شخصاً متوتراً ، ضيق الأفق ، محطم المواهب
مسلوب الإرادة والقدرة ..




••





ومضة ../
بإمكانك أن تحطم العصي و الحجارة على عظامي ،
لكن لن تستطيع كلمة منك أن تنال مني ..








••
منقول