الاثنين : ــ 6 / 12 / 1433هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

إهداء ..

إلى من حزمت الكون بحقائبها ورحلت ..




مدخل ..

كانت تكتب الرساله .. ويداها ترتجف وكأنها أوراق الشجر .. في عيده الخريفي ..

بالكاد تكتب ..

وتسقط أصابعها على لوحة المفاتيح ..

أخطاء إملائية .. ولغوية

تحاول جاهدةً أن تعدلها ..

تعيد قراءتها .. وعيناها ترتجف ..

هل بات يخيفها ..

أم أن الرجال في هذا البلد تركوا لديها انطباع سيئ ..
ام انها رعشة خجل ينازع عذراء .. لم تعتد على مثل هذا الامر ..


- إمرأه .. وبقايا رجل -


لا حدود للصبـــر ..

كــ لهفته للإطمئان عليها .. لا حدود لها

وبالرغم من انه ينتظر قادماً لن يأتي
إلا انه مازال يفتح بريده الالكتروني .. مرة تلو الأخرى
عل وعسى أن تكون التقنية الحديثة أكرم وأسرع من ساعي البريد ..
يشعل سيجارته .. ويتصل بصديق صدوق ..

درس علم النفس في الزمن الغابر

ويعيد السؤال عليه للمره المليون ..

هل ثبت فعلاً أن هناك لغة للتخاطر عن بعد

ماذا عن عقاقيركم الطبية البائسة

هل هناك أي عقار لعين ابتلعه .. يجعلني أتواصل معها ولو للحظات ..

وكالعاده

يطلب منه الطبيب الهدوء .. وزيارته بأقرب فرصه

يغلق هاتفه

ويلعن فرويد .. وأحفاده .. إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..
وينتظر بلهفه .. وصول رسالة بالبريد الالكتروني على هاتفه المحمول ..

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

يغفو .. ويفيق على طيفها الملائكي ..

وهي تتمتم بكلمات .. لم يفهم منها شيئاً

لكنها تبتسم

يشعل سيجارته .. ويتصل بــ صديق صدوق درس علم تفسير الأحلام في الزمن الغابر

ويسأله

هل مرور طيفها وهي تبتسم يعني أي شيء ..
هل يعني أنها بخير

هل يعني ...

قاطعه صديقه بصوت حاد وقال له : هذا ليس حلماً

ماحدث لك .. أضغاث أحلام ..

أغلق السماعة وهو يتساءل بامتعاض ..

الم يجد أحفاد ابن سيرين أي تفسير لهذا الأمر ..

يشعل سيجارته

ويغفوا ..

فتحترق أفكاره .. قبل أن تسقط سيجارته على ملاية السرير وتحرقها ..
وعلى رماد أفكاره .. وبقايا ملايته ..

يطرق النظر الى شاشة هاتفه ..

وينتظر بلهفه .. وصول رسالة بالبريد الالكتروني على هاتفه المحمول ..

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


بين الفينة والأخرى

تدق نواقيس القلق بداخله

وتتغير ملامحه

ويهاجمه الخوف والرهبة في آن واحد

ويتساءل بحرقه

ماذا أصابها

هل تعاني من مرض عضال

أم أن ظروفها وضعتها بين المطرقة والسندان ..

يحتسى قهوته السوداء

ويشعل سيجارته .. وينفث دخانها الأسود

ويلعن حظه الأسود
وينتظر بلهفه .. وصول رسالة بالبريد الالكتروني على هاتفه المحمول ..

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& &


حاول مراراً وتكراراً التواصل مع كل من يعتقد أنهم يعرفونها .. بدون جدوى

كان يبحث عن إجابة واحدة فقط

هل هي بخير

هذا كل ما يتمنا ه ..

في احد محاولاته اليائسه .. والبائسة

ردت عليه احد صديقاتها بسؤال !

هل تحبها ..

فقال لها : نعم .. لو كنت بمستوى تفكيرك ..
ستكون الإجابة نعم ...

نزل رده كالصاعقه على آذانها

وقالت

اذن لماذا تسأل عنها بحرقه …لماذا !!

فأجاب

الا يوجد في هذا البلد تفسير اخر ..

إما علاقه فرويديه ..
أو كره...
الا يوجد خيار ثالث

هل باتت عقولكم مسمومة !!

نعم انا احبها

ولكن ..

أحبها كإنسانه

كصديقه

أحبها لنقائها .. لطهرها .. لحضورها المبهر
لتلقائيتها
نعم أحبها
وقد تعلقت بها منذ فترة
ولكنني أحبها بنقاء ..
يشعل سيجارته

ويلعن فرويد وأحفاده ألف مره

ويهم بالرحيل
ويرتقب هاتفه المحمول بلهفه عل وعسى ان يصله بريد الكتروني منها


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&



كيف يقتحم البعض قلوبنا بدون اذن او سابق انذار
ألا يوجد هيئة لحماية القلوب ..
سبحان من جعل القلوب خزائناً ** لمشاعر لما تزل تتقلب ..
هل باتت قلوبنا مفتوحه للبعض ..
ولماذا لا نتحكم بمشاعرنا ..
واين عقولنا في تلك المعمعة ..
ولماذا لا يحس بنا الاخرون
من سمح لهم بسرقة قلوبنا
ومن سمح لهم بالرحيل
رحيل مر ..
تساؤلات كثيره .. تحيط به .. وتطيح به ..
يشعل سيجارته ..
وينفث دخانها
ويلعن المشاعر الإنسانية ..
ويرتقب بلهفه سماع نغمة بريد وارد
ويغفو..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& &

قال له رجل عجوز يرتاد المقهي دائماً

يابني

استمع لصوت قلبك

استمع له جيداً

وثق بأحاسيسك ..

صدقني يابني

إن كان قلبك ينبئك انها بخير .. فهي كذلك

أشعل العجوز سيجارته

واحتسى ماتبقى من قهوته .. وغادر بلا عوده
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& &
مخرج
يستمع الى رنين نغمة بريد وارد
رساله كتبت على حياء .. وعجل ..
تفوح منها رائحة النقاء .. الطهر .. الانوثه الصادقه .. العفويه
ابنة الخمس وعشرون ربيعاً ونيف ..
ترد عليه ..
كتبت
انا بخير وصحه وسلامة
وكل شيئ على مايرام
وذيلت رسالتها بشكره على حرصه وسؤاله !!
يارباه
هل كان يستول مشاعراً انسانيه
ام ان خوفها من ان يفسر الامر على نحو اخر اجبرها ان تكتب بشكل رسمي
ام انها تظهر مالا تبطن
يشعل سيجارته
وينفث دخانها
ويتسائل عند عدة امور .. في مقدمتها
هل هي صادقه بردها
وهل برودتها مصطنعه
وهل كانت تخشى ان يفهم الامر على منحى اخر
وهل
وهل
وهل
تساؤلات تحيط به .. وتطيح به ..
ومازال يرتقب هاتفه المحمول .. عل وعسى ان يرد اليه بريد الكتروني اخر .. يكون اكثر وضوحاً