سألت الكون من أهدوك نوراً
يزيد سناً على البدر المنير؟
وقلت ومن بهامات الثريا
سموا قدرا ً على مر العصور؟
أجاب ومن كما نُجُم المعالي
ومن مثل المعلم والمدير؟!
شموع الحرف تأتلق احتراقا
ليحيا الكل في رغد وفير
فهم ورثوا الأمانة باقتدار
عن الرسل الأجلاء الحبور
وهم أهل المكارم في سباق
يفوق المزن في الطقس المطير
به الأجيال تخضل ارتواء
فتنتثر المعارف كالزهور
أساة في مواردهم شفاء
لسقم اللب والداء الخطير
فكم مدوا إلى السارين كفاً
بجنح الجهل في صبر مرير
وقادوهم إلى فجر الأماني
وحثوهم إلى خير المسير
وكم سهروا مع النجم الليالي
ليرقى البحث بالفكر القدير
ومن نهر المحابر كم أراقوا
لتزدان الصحائف بالسطور
فساد العلم في الآ فاق يجلو
عن الأبصار ديجور الستور
ومن أمُّوا المنابر في كفاح
وساسوا الصعب ذا العزم العسير
وقد لمعت مآثرهم عقوداً
بجيد العصر كالدر النضير
وفاحت في مواطننا عطوراً
فضمخت النسائم بالعبير
إذا مارمت أن يحصى عطاهم
وأذكره مع الوصف الجدير
لتخذلني القصائد قائلات
نفدت وماوفت شكراً بحوري
فعذراً يا أولي التكريم إني
بعرس العام أخجلني قصوري