بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأنس بالله تبارك وتعالى ،،.




الله .. جل جلاله أنس المؤمن ، وسلوة الطائع ، وحبيب العابد ، والأنس به ثمرة المعرفة ، ونتيجة المحبة ، ودليل

الولاية ، وبرهان العناية ، ومؤهل الرعاية .


إذا امتلأ القلب بجلاله تحلو الحياة ، وتعذب الدنيا ، وتستنير البصيرة وتنكشف الهموم ، وتهاجر الغموم ، ومن أنس بالله

أنس بالحياة ، وسعد بالوجود ، وتلذذ بالأيام ، قلبه مطمئن ،

وفؤاده مستنير ، وصدره منشرح ، نُقشت محبة الله في قلبه ،

وسكنت صفات الله في ضميره ، ومثلت أسماء الله أمام عينيه ،

فهو يحفظ أسماءه ، ويتأمل صفاته ، ويستحضر في قلبه الله ، الرحمن ، الرحيم ، العظيم ، الكريم ، الحي القيوم ،

ذو الجلال والإكرام إلى غير ذلك من صفات الجلال وأسماء

الكمال فتثير أنساً بالباري ، وحباً للعظيم ، وقرباً من العليم .





إن الشعور بقرب الله من عبده يوجب الأنس به ، والسرور بعنايته ، والفرح بعنايته .



إن الأنس بالله ثمرة للطاعة ، ونتيجة للمحبة ، فمن أطاع الله وامتثل أمره وأجتنب نهيه وصدق في محبته ، وجد للأنس

طعماً وللقرب لذة ، وللمناجاة سعادة .



الأنس بالله أن تسعد بشريعته ، وتشكر لنعمه ، وتتفكر في ملكوته وتطرب لذكره ، وتتلذذ بسماع كلامه سبحانه ،

وترضى به رباً ، وبكتابه نهجاً ، وبنبيه رسولاً .



المؤمن يأنس بالله لا شيء أمتع لدى المحبين من الخلوة بمحبوبهم والحديث إليه ، ومناجاته في أوقات التجلي إذا هدأت العيون ،

وسكنت النفوس ، واستثقلت المضاجع بالنائمين ، قام المحبون

ليعيشوا لحظات الأنس ، ودقائق السعادة في ثلث الليل الآخر .




سأل أبو سليمان الداراني رحمه الله :ما أقرب ما يتقرب به إلى الله عزوجل ، فبكى ثم قال : مثلي يسأل عن هذا ؟ أقرب

مايتقرب به إلى الله أن يطلع الله على قلبك وأنت لاتريد من

الدنيا والآخره غيره جل وعلا .



يقول ابن القيم رحمه الله ورفع الله قدره : حدثني تقي الدين بن شقير قال : خرج شيخ الإسلام ابن تيمية يوماً فخرجت

خلفه ، فلما انتهى إلى الصحراء وانفرد عن الناس سمعته يقول :


وأخرج من بين البيوت لعلني أحدث عنك النفس بالسر خالياً .




اللهم يا الله أجعلنا من أحبابك واكرمنا لنا لذة الأنس بقربك إنك


أنت الكريم.




..من بريدي المتواضع ..