إن الناس معادن، وإن اختلاف الطباع آية من آيات الله في خلقه، فترى من الناس مَن حَسُنَ خلقه
وكرمت عليه نفسه، فهو ذكي متوقد يتحمل الصعاب، يقوم بما كلف به، بل يتطوع بأداء الأمور الجسام،
ومع هذا لا تراه إلا حمولاً صبورا طيب النفس بما حُمِّل ذا عقل راجح وفكر ثاقب ورأي نافذ ،
وهذا هو الشهم...
إن وجود هذه الصفة في المرء ينبئ عن علو همته وإباء نفسه وشرفها،
وإذا شرفت النفس كانت للآداب طالبة، وفي الفضائل راغبة،
وأما علو الهمة فإنه باعث على التقدم، أنفةً من خمول الضعة،
واستنكارًا لمهانة النقص..
وياأمان الخائفين...