الفرق بين عشر ذى الحجة وعشر رمضان ؟




مسألة أثارها شيخ الإسلام بن تيمية رحمة الله تعالى عليه لما سُئل الفرق ما بين هذه الأيام العشر التي نحن بصدد الحديث عنها وعشر رمضان ؟


قال - رحمة الله - : إن أيام العشر ذي الحجة أفضل نهارُها ، لأن اليوم يُطلق أحياناً على اليوم والليلة ، فقال : نهارها أفضل ، وقال ليل العشر الأواخر من رمضان أفضل باعتبار ليلة القدر ، وأعتقد أن هذا القول على إجماله صحيح ، لكن يحتاج إلى نوعٍ من التصويب بمعنى أن ليست جميع ليالي شهر رمضان أفضل من عشر ذي الحجة . ليست جميعها ، إلا الليلة التي فيها ليلة القدر ، ومعلوم أن ليلة القدر ليلة واحدة ، فمثلاً لو كانت تلك العام يعني على القول بالتنقل ليلة إحدى وعشرين فلا يمكن أن نقول بعد ذلك إن بقية ليالي الشهر أفضل من عشر ذي الحجة ، وقد جاء النص الصريح " ما من أيام العمل الصالح فيهن " وبالاتفاق أن قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من أيام " يدخل فيه اليوم والليلة


، طبعاً هذه الأيام تتفاوت ،يعني من مزايا الشرع بأن لكل امرئ بحسبه ، بمعنى أن الأيام هذه مطايا للعمل الصالح ، والناس يتفاوتون في العمل الصالح ، فنحن من دلائل سماحة شرعنا أنه لا يُخاطب فئة بعينه ، بمعنى قد يجد إنسان عنده صبر عن الطعام والشراب ، فالصيام في حقه يسير ، وقد يوجد أخرى لا يستطيع فلما قال صلى الله عليه وسلم : " العمل الصالح " فتح الأبواب للجميع ،





فمن لم يقدر على الصيام قدُر على الذكر ،


من لم يقدر على الذكر قدُر على الإطعام ( يعني الصدقات ) ،


ومن لم يقدُر على الصدقات قدر على الصلاة في الليل ،


ومن لم يقدر على هذا وهذا قدُر على بر الوالدين ،



فكل عملً صالح أجتمع فيه أمران : الموافقة للشرع و الإخلاص في النية يسمى عمل صالح .


هذا كله إذا قُدر أن يفعله المرء في هذه العشر العظام، كان الأجر أعظم.

ومعلوم أن العبادة تفضُل أحياناً بزمانها، و تفضُل أحياناً بمكانها، وتفضُل أحياناً بفاعلها، وتعظُم أيما إعظام بنية صاحبها، فمثلاً الأنبياء - أو بطريق أوضح- نساء النبي صلى الله عليه وسلم جاء التهديد لهن { يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ } ) لأن مكانتها ليست كمكانة غيرها { لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ } ) ، وفي نفس الوقت البر منهن والعمل الصالح منهن ليس كغيرهن ، وكذلك جاء في أهل الكتاب {يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ } ) في سورة القصص ، لأنهم آمنوا بمن قبل وآمنوا بنبينا صلى الله عليه وسلم فهذا فضل العمل بصاحبه . وقد يفضلُ زماناً كحالنا الذي نتكلم فيه وهي العشر من ذي الحجة ، وقد يفضل مكاناً كالعبادة في إحدى المكتين مكة أو المدينة أو الصلاة في الروضة أو ما نص الشرع على أن العمل فيه ذا صبغةٍ وفضلاٍ وأجر كبير