إيثار في الواقعاهتمت الشريعة الإسلامية بالأخلاق سواء على مستوى الفرد أو الجماعة أو الدولةوجعـلت الصفات الأخلاقية العالية من أهم ما يجب أن يسود في الأمة،لأنها في الحقيقة الثمرة الجليلة لحقائق الإيمان، واتزان الشخصية،وهي تعـطي المجتمع المسلم مكانته على المستوي الإنسانيمما يعد أكبر مؤثر في دعـوة الناس إلى الحق***
إذاً ، فالمسلمون كالجسد الواحد ؛إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ،وبذلك يصير الدين الخالص أساس أخوة وثيقة العرى تؤلف بين أتباعهفي مشارق الأرض ومغاربها وتجعل منهم على اختلاف الأمكنة والأزمنةوحدة راسخة الدعامة ، شامخة البناء ، وهذه الوحدة هي روح الإيمان الحي ،ولباب المشاعر الرقيقة ، التي يكنها المسلم لإخوانه ،حتى إنه ليحيا بهم ويحيا معهم وكأنهم أغصان انبثقت من دوحة واحدة
والإيثار من الأخلاق التي تحتاج جهاد كبير كي نحـقـقهاوليست بالكبيرة على أصحاب النفوس السخية الذين يرجون ما عند اللهنسأل الله أن يرزقنا هذا الخلق العـظيم
كيف يكون لك قلب ملئ بالحب وملئ بالعطاء وملئ بالبذل والتجاوبمع حاجات الناس ومتطلباتهم؟ كيف يكون لك قلب يحترق ضد ذاتك،وضد راحتك، وضد طموحاتك، وضد آمالك؟وتتحولين إلى كتلة من الأحاسيس القائمة على تلبية حاجات الناس ومساعدتهم،وإنكار ذاتك من أجل ألا يُـتوهم بكبريائك أو تُـتهمين بالغرور أو كما يقال( فلانة تغـيرت ، لماذا كبر رأسها علينا؟ ) ولا تُـعـرف مسؤولياتككيف تسجلين في مذكرتك الصغـيرة اليومية معاملات وأرقام وأسماءوموضوعات تتضمن مصالح للناس ، ومتطلبات تحـرصينعلى إنجازها والاتصال من أجلها والإلحاح لإنهائها ؟وبعضهن لا تُحمل نفسها مجرد الاتصال وتشكرك على صنيعكبعـد أن سهلت لها طلبها وعملت بإخلاص على تحقيق ما تريدبل ربما نسبت العمل لنفسها واتهمتك بالتقصير وانشغالك بمصالحك***
كيف يذهب جزء من راحتك اليومية من أجل الآخرين؟رغم الكم الهائل من الأعمال المناطة بك، ومع ذلك تجدين وقتاً لزرع ابتسامةوإنهاء موضوع ومساعدة محتاجة ورفع علامات الاستفهام عن محتارة .إنها حلاوة الحياة أن تكون بيننا شمعة تحترق من أجل الآخرين في زمن الأنانية وحب الذات .مع أنها في الحقيقة لم تحترق لأن أجرها ثابت عند الله***
إننا بحاجة لتعميق روح التعاون والتآلف بين أفراد مجتمعـنا ؛وألا يبخل الإنسان بالمساعدة ما لم يخالف ذلك نظاماً أو يحجب حقاً أو يقدم حقاً لغير مستحق.وهذا سيوجد تآخ وتآلف وترابط بين أفراد المجتمع لإقالة العثرات وجبر العبراتوستر الزلات دون إهمالها بل إعـطاء الفرصة لإصلاحها والمساهمة في علاجهاحتى لا يشعـر الفرد بالوحدة ، وحتى يكون المجتمع مترابطاً متآخيا متعاونايشد أزره أزر بعض، ويساعد أفراده البعض الآخر.عندما نعـيش لأنفسنا فقط نعـيش حياة قصيرة ، نولد صغـار ونموت صغـارا ،لكن عندما نعـيش نساعـد غيرنا نعـيش كبارا وحياتنا تمتد بامتداد البشرية ،وهذا كلام حقيقي إذا عـشت لغـيرك وليس لنفسك فقط ستجدين سعادتكفي بسمة غـيرك ، وفرصتك في فرصة غـيرك، وستجدين السعادة الكاملةعـندما تسمعـين من يدعـو الله لك ويقول يا رب أسعـدها كما أسعـدتنالذة عجيبةجربيها ستجدينها أعظم من اللذة التي كنت ستشعـرين بهاإذا حصلت على الفائدة والمنفعة بمفردك .
اللهم إني أعـوذ بك من عـلم لا ينفع ، ومن قلب لا يخـشع ،ومن نفس لا تشبع ، ومن دعـوة لا يُستجاب لها
اللهم أهدنا لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدنا لأحسنها إلا أنتواصرف عـنا سيئها فإنه لا يصرف عـنا سيئها إلا أنت*ولتحقيق هذه المعاني كتبت قصيدة الإيثاروقد ألقيتها في ملتقى الإيثار المنفذ من وحدة التوعـية الإسلامية*
حركة الفوتوشوب من تصميمي
*
المفضلات