حسني مبارك





العاشر : زين العابدين بن علي

زين العابدين بن علي

من العبث أن نقول أن الثورة المصرية جاءت لتقليد الثورة التونسية .. فمصر كانت حبلى بجميع المقومات التي يمكن أن تصنع الثورة أو الإنفجار .. ولكن هذا لا ينكر أن ما حدث في تونس كان المحفز الأخير لثورة المصريين .. لقد بدا الأمر مثل وقت مدفع اللإطار في رمضان .. عندما نجلس جميعا (بالآلاف) على مائدة الرحمن منتظرين وعلى رؤسنا الطير .. وفجأة .. وعندما نجد أحدهم يرفع كوب الماء إلى شفتيه ننطلق جميعا في الأكل .. ليس لأننا نقلده وإنما لأننا بالفعل جائعين وننتظر لحظة الإنقضاض على الطعام

التاسع : محمد منير

محمد منير
ليست مصادفة أن تخرج أغنية "إزاي" شديدة الصدق والوجع والتعبير لحالة 25 يناير رغم أن منير سجلها قبل الأحداث .. ولكنني بالطبع لم أضع "الملك" في هذه القائمة التي أسقطت "الرئيس" لأنه قدم أغنية إزاي .. ولكن لسبب آخر

فمحمد منير كفنان كان هو الخيط الذي يلضم مشاعر الإنتماء والتمرد والشجن في حب الوطن عبر ثلاثين عاما .. في حفلات محمد منير كنت أجد دائما أجيالا مختلفة : كهول في الخمسينيات وشباب في الثلاثينيات ومراهقون لم يتعدوا العشرين .. كلهم يتمنون يوما يفتحون فيه "الشبابيك" ليتنشقوا عبير "شجر الليمون" ويهتفوا في وجه الظلم : طعن الخناجر ولا حكم الخسيس فيا" .. هناك مبدعون كثيرون ساعدوا على الحفاظ على هذه المشاعر الراقية المتعلقة بالحلم والأمل طازجة في قلوبنا هناك مخرجون وسينمائيون وشعراء وروائيون وفنانون ساهموا في أن تظل روح الشعب حية رغم الموت الذي يسري في كل شئ من حولنا .. ولكن محمد منير كان أبرز الذين ربطوا بين الأجيال وساعدوا في تكوين مزاج خاص وروح مميزة تبشر بالثورة والتمرد

الثامن : أنس الفقي

أنس الفقي
مثل الدبة التي قتلت صاحبها مارس السيد أنس الفقي الأداء الإعلامي في تليفزيون الدولة .. أسقط مصداقية هذا الإعلام عند الشارع فإتجه الناس إلى القنوات الأخرى وإمبراطورية الفيس بوك كمصدر للإعلام .. رفع الناس شعار "الكذب الحصري عند التليفزيون المصري" فأصبح أي خبر أو معلومة ينقلها التليفزيون تحمل طابعا عكسيا ساخرا عند الناس .. فإذا شهر التليفزيون بالجماعة المحظورة تعاطف معهم حتى الليبراليون والأقباط .. وإذا ألحت القناة الأولى على دبج قصائد الشعر في مديح السيد الرئيس قرأ الناس هذه الأبيات على أنها من أبيات الهجاء .. وعندما وصلت الأمور إلى المرحلة النهائية فشل الإعلام الحكومي المهلهل في تقديم أي شئ لحماية النظام أو حشد الناس معه لأنه ببساطة كان قد فقد المصداقية منذ وقت طويل

السابع : شلة موقعة الجمل

شلة موقعة الجمل
في لحظة معينة .. وعندما خرج الرئيس مبارك ليعلن كلمته التي لم تقدم أي شئ حقيقي وفعلي سوى اللعب على عاطفة المصريين بجملة " إنه يريد أن يموت على أرض مصر" ورغم أن الرئيس مبارك لم يجتهد حتى ليرسم تعبيرات التأثر على وجهه ذي التعبيرات البلاستيكية الجامدة .. فإن مذيعي الفضائيات قاموا بالواجب .. فبمجرد إنتهاء الرئيس من إلقاء كلمته ترقرقت الدموع في عيون جميع المذيعين على جميع القنوات الخاصة والحكومية .. حتى معتز الدمرداش شخصيا رغرغ بالدموع .. ومنى الشاذلي كانت على وشك "الشنهفة" وهي تطلب الذهاب إلى فاصل .. رد الفعل العاطفي المبالغ فيه جعل كثير من ربات البيوت تمصمص الشفاه وتعتبر إن الرئيس عداه العيب .. وسرعان ما انتقل نفس الشعور إلى فئات أخرى من الشعب لم تحلل مضمون ما قاله الرئيس لتكتشف أنه لم يمنح الشعب أي شئ إلا بعض الوعود الإنشائية بل إنه حتى لم يرفع قانون الطوارئ أو يتعهد بعدم التوريث أو يحل مجلس الشعب أو يغير الدستور .. ربما لو مر بعض الوقت بعد هذه الكلمة الهلامية لضعف الزخم المحرك للثورة ووجد الشباب أنفسهم معزولين شيئا فشيئا .. ولكن ولأن "ذيل النظام عمره ما يتعدل" تعجلت شلة الحزب الوطني إياها من رجال أعمال عودة الأمور إلى ما كانت عليه وسيروا البلطجية ليقوموا بموقعة الجمل المفزعة التي أسقطت آخر أوراق التوت عن النظام فبات عاريا "بلبوصا" أمام الجميع