إن الأفراد ذوي اضطراب التوحد فئة غير متجانسة من ناحيتي الخصائص والصفات. وربما يكون الاختلاف بين فرد وفرد من ذوي اضطراب التوحد أكبر من التشابه. كذلك قد تختلف أعراض اضطراب التوحد من طفل إلى آخر حتى إنها قد تختلف عند الطفل نفسه من وقت إلى آخر، إذ لا يوجد سلوك واحد معين عادة ما يعتبر هو الذي يدل على ذلك الاضطراب.ولكن هذا لا يعني عدم وجود خصائص عامة يتشابه بها الأفراد الذين تم تشخيصهم باضطراب التوحد. كما أن هنالك عدداً من الخصائص العامة التي تميز أفراد هذه الفئة وتساعد على تشخيصهم .
الخصائص في المجال الاجتماعي





يعاني الأطفال ذوو اضطراب التوحد من صعوبات في بدء العلاقات الاجتماعية والمحافظة عليها مع أقرانهم، رغم احتمالية ارتباطهم بشكل أفضل مع والديهم، ومقدمي الرعاية وأشخاص آخرين ممن يستطيعون توفير احتياجاتهم وقراءة مشاعرهم. فالقصور في المجال الاجتماعي يُعدّ أهم مشكلة تظهر على حالات اضطراب التوحد، وهناك نطاق واسع تتجلّى فيه مظاهر القصور في المجال الاجتماعي في مختلف مراحل العمر، وإن كانت أكثر وضوحاً في المراحل الأولى من عمر الطفل، إذ يبدي معظم الأطفال ذوي اضطراب التوحد عدم اهتمام بمن حولهم ويفضلون الوحدة، وهم نادراً ما يبحثون عن أي تواصل اجتماعي أو عن مشاركة تجاربهم مع الغير. إلا أنه عندما يتقدم بهم العمر تنمو لديهم الرغبة في التواصل الاجتماعي وإن ظلّوا يواجهون صعوبة شديدة في التعرف إلى كيفية التقرب من الغير، وفهم قواعد التواصل الاجتماعي المتعارف عليها.
الخصائص في المجال التواصلي






تعتبر المشكلات المتعلقة بالتواصل لدى الأفراد ذوي اضطراب التوحد من الدلائل الهامة التي تميز الأفراد ذوي اضطراب التوحد التي تتمثل في عدم تطور الكلام بشكل كلي والاستعاضة عنه بالإشارة أحياناً.وتطور اللغة بشكل غير طبيعي واقتصارها على بعض الكلمات النمطية مثل ترديد بعض العبارات أو إصدار كلام غير مفهوم أو معبّر أو ترديد كلام سمعه مسبقاً في ظروف زمنية ومكانية غير مناسبة. ويتصف نطق هؤلاء الأطفال بالترديد والتكرار العشوائي الخارج عن السياق أو تكرار الكلمات التي يسمعونها مباشرة ، كما يتصف حديثهم بالرتابة أو الغرابة. وهؤلاء يتأخر نطقهم للكلمة الأولى حتى سن الثانية، وبالنسبة لاستخدام العبارات فيتأخر ذلك لما بعد الثالثة من عمرهم.
الخصائص في مجال السلوك، والاهتمامات، والأنشطة





أن الأطفال التوحديين في سن الثانية يظهرون سلوكيات واهتمامات غير طبيعية، تتصف بالتكرار والنمطية والتحديد ، إذ تعتبر من المؤشرات الرئيسية التي يمكن أن تدل على تطور حالة توحد لديهم، حيث يظهر هؤلاء الأطفال سلوكيات ونشاطات تأخذ طابع الالتزام بروتين وبطقوس معينة، تظهر على هيئة إصرار على روتين جامد .كذلك يظهر عليهم سلوكيات نمطية بشكل واضح وجلي، مثل أن يحدق بحزام محرك سيارة وهو يدور، ولمدة طويلة من الزمن دون أن يشعر بالتعب أو الملل، أو قد يظهر الطفل التوحدي انشغالاً عالياً بعجلات لعبته، فيعمل على تدويرها مراراً وتكراراً بدلاً من التعامل مع اللعبة بشكل طبيعي. كما يبدي الأفراد ذوو اضطراب التوحد تعلقاً وارتباطاً بأشياء محدّدة وغير طبيعية ولفترة طبيعية، وتركيز الاهتمام على أنشطة محددة وإظهار انشغال عال فيها، بالإضافة إلى تعلق شديد ببعض الأشياء أو الألعاب وعدم التنويع في اللعب والتركيز على لعبة واحدة والاحتفاظ بمفاتيح معينة وجمع أشياء والاحتفاظ بها .







أن الأطفال ذوو اضطراب التوحد يفتقرون إلى الكثير من أشكال اللعب الاستكشافي في السنوات الأولى من العمر. وعندما يقوم الطفل التوحدي بتناول الألعاب من أجل اللعب فإنه يلعب بها بطريقة غير هادفة وغير مقصودة وغير عادية، تفتقر إلى التنوع والابتكار والتخيل. كما يُظهر الأطفال ذوو اضطراب التوحد قصوراً في اللعب الرمزي التخيلي والتلقائي. ونقصد هنا باللعب الرمزي التخيلي استخدام أشياء معينة للتعبير عن أشياء أخرى، مثل استخدام سيارة صغير وكأنها سيارة شرطة أو استخدام علبة بيبسي مثلاً كأنها مثلاً سيارة. أو المشي بطريقة تشبه الأب للتشبه بالأب مثلاً أو الأم، أو فتح الذراعين على طولهما والتحرك بشكل يشبه حركة الطائرة مثلاً وهكذا ...








أن حوالي (75%) من حالات اضطراب التوحد ترافقها إعاقة عقلية، وهذه الإعاقة تكون ضمن المستوى المتوسط والشديد، ومن الخصائص المعرفية لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد، اضطرابات في الانتباه، وفقدان الاهتمام بالمهمات، وفقدان الدافعية، وضعفاً في الاهتمام بالمهمات بشكل عام. هذا بالإضافة إلى المزاج والمشاعر السطحية وسرعة الغضب والحاجة الماسة للتلميحات .