قصيدة كرة القدم


أمضى الجسور إلـى العُلا بـزماننا كـرة القـدمْ
تحـتلُّ صَـدْرَ حـياتنا وحـديثها فـي كلِّ فَمْ
وهـي الطريق لمن يريد خـميلة فـوق القِـمَمْ
أرأيـتَ أشهَرَ عـندنا مـن لاعبي كرةِ القـدمْ؟
أهُـمُ أشدُّ تـوهُّـجًا أم نـارُ بَرْقٍ فـي عَلَمْ؟
لهـمُ الجبايةُ والعـطاءُ بـلا حـدودٍ والكـرمْ
لهمُ المـزايـا والهـبات ومـا تـجودُ بـه الهِمَمْ
كــرة القـدم
الناس تسهرُ عـندهـا مبهورةً حـتى الصـباحْ
وإذا دعا داعي الجـهادِ وقال حيَّ عـلى الفلاحْ
غَـطَّ الجميعُ بنومـهم فوزُ الفـريقِ هو الفلاحْ
فوزُ الفريق هو السـبيل إلـى الحضارةِ والصلاحْ
كــرة القـدم
صـارتْ أجـلَّ أُمُورِنا وحياتِنا هـذا الـزمـنْ
ما عاد يَشْغلُنا سـواها في الخـفاء وفي العَـلَنْ
أكـلتْ عـقولَ شبابنا ويهـود تـجتاح المُدُنْ
واللاعِبُ المِقْدامُ تَصـْنَعُ رِجْـلُهُ مجدَ الـوطـنْ
عَجبًا لآلافِ الشـباب وإنَّهم أهْـلُ الشَّـمَـمْ
صُرِفوا إلى الكرة الحَقيرةِ فاسْتُبـِيـح لهـم غَنَمْ
دَخَلَ العـدوُّ بلادَهـم وضجيجُها زَرَعَ الصَّمَمْ
أَيُسَجِّل التـاريخ أنَّـا أُمّــَةٌ مُسْـتَـهْـتِرَهْ
شَهِدَتْ سُقوطَ بلادِها وعيونُها فـوقَ الكُـرَهْ


قصيدة (( كرة القدم )) من ديوان (( صور من بلادي )) للدكتور وليد قصاب، صـ 101 – 104. مؤسسة الرسالة.