( فالح العجمي)

كان هناك شخصا يدعى فالح العتل العجمي وكانت له أفعال طيبة بين أبناء عمومته وكانت لفالح ابنة عم وكان (محيرها) والتحيير بعرف البادية أي أنه مانعها من الزواج بغيره إلا إذا هو ترك التحيير وسمح لها بالزواج من غيره وبالطبع هذه العادة بفضل الله -انتهت -وابنة العم في ذلك الوقت لا يمكن أن تتزوج بدون أن يسمح لها ابن عمها وإن زوجت بخلاف العرف القائم فقد يتعرض من تزوجها للقتل وتنشب خلافات بين الابن والعم . . . لذلك نجد هذه العادة محترمة بينهم في تلك الأزمان . المهم أن فالح هذا حير ابنة عمه ومنعها من الزواج بغيره لأنه يريدها ولكنها رفضت الزواج به لأنها لا تريده , وبقيت هكذا معلقة بسبب رفضها له . وفي أحد الأيام جاء لفالح شخص ووشى بأحد الأشخاص قائلا إن سبب رفض ابنة عمك لك هو بسبب فلان من نفس القبيلة وهو الذي تعشقه ويعشقها ولم يحترم تحييرك لها 0000000
فقرر فالح أن يقتل ذلك الشخص الذي تحبه ورفضته بسببه وأصبح عدوا له فبدأ يتتبعه وكان هذا الشخص الذي يتتبعه مولعاً بالصيد يخرج بالصباح ويعود بالمساء فتبعه وهو ينتظر الفرص لكي ينتقم منه بما فعل 0 وبعد أن تعب الرجل استراح في ظل صخرة وكان فالح من خلفه لايدري عنه بينهما صخرة كبيرة والرجل لا يراه فمد فالح بندقيته يريد قتله وإذا بالرجل ينشد أبياتا فأمسك بندقيته لكي يسمع مايقول فأنشد هذه الأبيات :





القلب حن بين الاضلاع يعـزل .. والعين جاز لها البكا من عناها


على الذي عينه كما عين معزل .. لا شافت الرماي جا من وراها


عساك يا قلب العنا عنه تجزل .. أجزال دلون يوم يجزل رشاها


لو كان في بسرة القلب منـزل .. ما تنرجا وحبال فالـح وراهـا




كل هذا وفالح يستمع له من الخلف تحول بينهم صخرة كبيرة ودون أن يدري ذلك الرجل الذي يريد قتله ولكنه انتظر حتى سمع الأبيات وخاصة البيت الآخرالذي يقول فيه:
لو كـان في بسـرة القلـب منـزل.. مـا تنرجـا وحبـال فالـح وراهـا
فقد كان الشاب يقول الأبيات بنبرة الحزن والأسى حتى وصل للبيت الأخير الذي يمتدح فيه ابن عمها بأن لا أمل له بها وابن عمها فالح محيرها وخصوصاً وأنه لا يقدر عليه أحد ولكن فالح لم ينتظر فمد بندقيتة بوجه هذا الرجل شاكا بصدق قوله وهو يحلفه ويقول له أحلف أنك لا تعلم بوجودي وانك لاتدري عني يوم قلت هذه الأبيات فحلف له هذا الرجل أنني لاأعلم عنك وقلتها صادقا ثم يرفع فالح بندقيته عن وجه الرجل وهو يقول له جزاء كلامك هذا ترى رفعت التحيير عن بنت عمي ولك أن تتقدم لها وتزوجها 0 ثم تقدم لها هذا الرجل الذي تحبه وتزوجها فيما بعد وبهذا كسب فالح الطيب ومحبة الجميع وترك بنت عمه لمصيرها الذي قررته0