صفحة خاصة بمواضيع بوح قلمي شخصياً بقلمها
إدعوا لها بالرحمة والثبات
اليوم الجمعة : 28 / 5 / 1433هـ

الموضوع الأول : من الطارق
ذات مساء وفي وقت متأخرمن الليل ، وقد أخذ التعب مني مأخذه ، و بينما أنا أترقب أمناً من ربي



و نعاساً يغشى قلبي ، أخذت أقلب صفحاتي وأتنقل بينها



مستمتعة بل غارقة في مطالعتها ، فإذا بقرعٍ ارتعدت له فرائصي وتجمدت دمائي من شدة خوفي ،



رباه ما الخطب !!



ظللت واجمة ما برحت مكاني وانهالت الأسئلة تترى في مخيلتي ؟!



يا ترى هل حدث مكروهٌ لأحدهم ؟!



وبينما أنا مبحرة مع مخاوفي ، حتى عاود الطرق من جديد ليوقظني



من غيبوبة تساؤلاتي التي كادت أن تقضي علي!!



..



..



نهضت مسرعة و توجهت في خطوات متثاقلة



حتى وصلت للباب ، و القرع يعلو و يزداد ؟!



هنا أثاقلت خطواتي وإزداد هلعي ، و قلت يا رب لا تريني مكروهًا، وأجعل أقداري خيراً !?



..



..



فإذا بصوت مخنوووق متهدج لا أكاد أفهم حرفًا مما يقول !!



فما عدت أحتمل ، القرع .



أمسكت بكوب ماءٍ تجرعته ، لعلي أبل به ريقي وأسترد به بعض أنفاسي ..



صدعت بصوت مسموع '..



من الطارق وماذا تريد؟!



فقال :- هل لك بإغاثة الملهوف ، وإجارة المكروب والمظلوم ?!



ضاعت كلماتي وعجزت عن النطق شفتاي



ماذا عساي أن أفعل ربااه ما العمل !!



ثم إذ بي مسرعة أفتح الباب ، وإذا بذلك الذي أضناه الركض وأنهكه التعب



أدخلته وكلي دهشة ، كيف فتحت له الباب ، وأدخلته هكذا دوون تفكير!!



..



..



أجلسته لأستمع له ، فإذا بذلك الظمآن الذي يتطلب رشفة من الماء ليبل ريقه الذي جف ،،


وإذ بعينان غائرتان من الهم والتعب ,,



أنتظر حديثه بفارغ الصبر ، فما عدت أحتمل ولا أطيق صمته القاتل .،



ما الخطب يا هذا ، ما الذي تريده ؟؟



فبدأ يحكي لي رحلته الشاقة التي مر بها ، والمواقف العصيبة التي تعرض لها



والصدمات التي ما أستطاع تجاهلها، وسرد القصة كاملة ..



وأنا أنصت بصمت ، ودموعي تنهمر على وجنتاي ، من هول ما سمعت ، وما قص لي !!



حتى أنهى حديثه قائلاً :-



لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا



وقمت أشكوا إلى مـولاي ما أجد



وقلت يا عدتي في كل نائبةٍ



ومن عليه لكشف الضر أعتمد



أشكوا إليك أموراً أنت تعلمها



مالي على حملها صبرٌ ولا جلد



وقد مددت يدي بالذل معترفًا



إليك يا خير من مدت إليه يد



فلا تردنها يا رب خائبةً



فبحر جودك يروي كل من يرد



..



وأنهار في بكاءٍ مرير حاولت التخفيف عنه ، لكن هيهات !!



فأنا وهو كل لا نتجزأ عن بعض ، عانقته وخالطت دموعي دمعاته



أحتضنته وهمي الذي ما استودعته أحدٌ دوون صدري



وما بثتت الشكوى لأحدٍ دوون ربي



نعم أيها الطارق قد وصلت ، وبحت بما يختلج فيك منذ سنين ..


أعدك أني لن أتركك تهيم هكذا وحدك ، بل سنكونمعاً حتى تفارق هذه الروح جسدي.



أعدك أنني سأرعاك ، سأحوطك بسياج حبي .



نعم إنه قرع قلبي الذي باغتني قرعه و بوح ألمه ، و وجعه، في لحظة غفلةٍ مني



و قطع علي متعتي ولكنه أيقظني



..



..



تدثرت بدموعي ونمت بعد أن أغمضت جفني.



فلله الحمد ، هو من أشعرني بالراحة رغم وطأة الألم .



إلا أنني تذوقت الطمأنينة فسكنت نفسي وغطت في نومٍ مريح :;



بقلمي /بوح قلم
منقوووووووووووول