مثل القصيدة تأتي دونما يجبُ = يدنون منك وفي إقدامهم هربُ

فتستريب لرؤياهم على قلقٍ = وتستجيب وفي إقبالك الريبُ

من حاربوك وهم من أجلك احتربوا= وخونوك وقد خانوك وانسحبوا

ومن لصوتك جاؤوا كي تقاسمهم = خبز القصيدة والدفءالذي رغبوا

من رافقوك لكي تشقى بصحبتهم= فهم خطاياك خانوا مثلما صحبوا

وهم رفاقك إذ آنست وحدتهم= وهم ملامتك الكبرى إذا عتبوا

وهم كلامك لكن لست في دمهم= إلا خلاصة ما قالوا وما طلبوا

من أثقلوك بأحلامٍ تراودهم= وغادروك على الأحلام تنتحب

كأن جرحك بالآهات يلأم ما = نكأت فيهم ، فلا شكرٌ ولا عتب

أو أنهم دمك الحاني تقلّبه= فوق القصيدة حتى ينضج التعب

وليس صوتك فيهم غير عابرةٍ = من الزمان تسليهم إذا اكتأبوا

وأنت أنت سواهم حين تسبقهم = يمشون خلفك والأقدام تضطرب

فإن تراءت لهم في الدرب بارقةٌ = قالوا فداءك نصلاها ونقتربُ

وغادروك وقد ألقوا بلادتهم = على خطاك وقالوا ماله أرب

لا أنت منهم ولا أهلوك غيرهم= من ناسبوا كل مسخ ما له نسب

تبكي عليهم وتبكي من تعلتهم= هم سالبوك ومسلوبوك والسلب

لسوف تجترح الضوء الذي انزلقوا= يوماً عليه ، فلا تحزن إذا ذهبوا