لماذا لم ينتحر ؟


حدثني أحد الدعاة إلى الله أن مجموعة من الدعاة كانوا يتجلون في البلاد للدعوة إلى الله فذهبوا إلى أحد المنازل وطرقوا الباب وخرج شاب في مقتبل شبابه , ولكن علامات الانحراف والضلال ظاهرةً عليه من اللباس الغربي العجيب وقصات الشعر الغربية , وقد تفاجأ لما رآنا , ولكنه أبى إلا أن ندخل عنده فدخلنا عليه بقلوب تحمل الخير والهداية , وبدأنا في الحديث معه , والابتسامة تعلو على مُحيانا وبدأ أحدنا يتكلم عن عظمة الله تعالى , وعظمة مخلوقاته , وسعة رحمته وإحسانه.

فيا سبحان الله، نظرتُ إلى الشاب وبدأت دموعه تتحدر من عينيه , وكأن قلبه قد رق وخشع لعظمة الله تعالى، وقال الشاب ودموعه تسبق حروفه , وعبراته تسبق عبارته أريد الذهاب معكم , أريد الله , أريد الهداية فذهب معهم بعد ما اغتسل وغيَّر ملابسه ودخلوا المسجد جميعاً وبدأت المناجاة بين ذالك الشاب و بين الرب الكريم الوهاب.

وبدأ يصلي. وذاق من اللذة والسرور ما لم يجده في الشهوات والملهيات. ولما فرغوا من تلك الرحلة الإيمانية. عادوا إلى البيت... قال الشاب: أريد أن أريكم أمراً مهماً.

فدخل إلى غرفةٍ داخل البيت... فماذا رأوا ؟؟؟

رأوا حبلاً معلقاً بالأعلى , وفي الوسط طاولة.... بالقرب من الحبل...

وقال لهم: لقد كنت عازماً على الانتحار.. وضعت الحبل في رقبتي..

ثم سمعت صوت جرس الباب، فقلت لنفسي:سأنظر من في الباب ثم انتحر

ثم فتحتُ الباب. ولكن فُتحت لي الجنان ولله الحمد.

ثم قالوا له: وهل تريد الانتحار الآن ؟

قال: كيف... وبعد أن تذوقت حلاوة الإيمان....لا...لا...

قلت: انظر إلى فائدة زيارة الغافلين ونصيحتهم وتذكيرهم بالله تعالى لقد أنقذوا ذلك الشاب من النار وهذه هي الدعوة إنقاذ للغارقين في بحار الذنوب فابشروا يا معاشر الدعاة.