بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى



والصلاة والسلام على نبي الهدي الذي لا ينطق عن الهوى محمد وعلى آلة وصحبه مصابيح الدجى


ومن سار على نهجهم واقتفى .


( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته )


صباح الخير للجميع..
بينما أنا اقلب صفحات الذاكرة واطوي الزمان شهراً تلو شهر وسنة أثر سنة واستعيد المواقف والإحداث
وأتأمل رحلة هذه الحياة ، إذا توقفت الكلمات عن الوصف
وانطلق الخيال وتعثر الحرف
ومر أمامي شريط الذكريات خصوصاً عندما كنت أحمل ذلك اللوح الخشبي في مسجد قريتي
في " الكتاتيب " نتعلم القراءة والكتابة والقران الكريم مع اقرأني من أبناء القرية لدى " الفقيه "
كما يسمى ، والذي كان يتقاضى أجره من إنتاج مزارعنا ...
وتلك السنوات الزاهيات التي قضيتها في الميدان التربوي ، التي ما عرفت فيها ألا.كل صديق كريما ً وأخ عزيز ..

فقد جاش في صدري ما لا أستطيع وصفه من الثناء العاطر وانطوت بين الضلوع في صفحة الذكريات
أجمل المناظر وما لا يمكن أن أنساه مهما نعت الديار وشط بنا المزار ..
وأجد الصمت أبلغ من الكلام والإشارة أفصح من العبارة
خصوصاً في موقف الرحيل..
فالوداع موقف مهاب يرتاع فيه الفؤاد وتحار فيه الألباب ..
فقد علمت أجيال بعدأجيال.. ودربت الكثير على الخطابة... وكتابة المقال
لكنى أجد نفسى فى هذا الموقف .. عاجزا عن الكلام..
إن الفترة التي قضيناها في وزارة التربية والتعليم مدة "35" عاماً ، اكتسبت خلالها فؤائد أعجز عن حصرها ..
ولكنها مستقرة في مكنون الضمير ، ولعل أثمنها معرفة الرجال وصحبة الصفوة الأخيار من المربين معلمين ومديرين
ومشرفين وموظفين وحق لنا أن نفخر بمعرفة أولئك الفضلاء وصحبه هؤلاء النبلاء. فهم كالنجوم اللامعه..

فالتقاعد سنة ماضية فكل من امتطى صهوة جواد التعليم
فسوف يترجل عنه يوم ما ..
ولكنني أوصي الجمييع في ميدان التربية والتعليم بالاستمرار في العطاء والنماء للمجتمع والوطن والأمة ..
وأن تكونوا رمزاً لكل فضيلة ويد عطاء لكل خير ونبراس لكل مقتدي ..
إن مهنة المعلم عظيمة لأنه الشخص الذي يقوم بعملية التعليم المنهجية, والتي يمر فيها معظم فئات المجتمع..
حيث يلقى كل فرد نوعاً ما من التعليم. إن للمعلم رسالة هي الأسمى, وتأثيره هو الأبلغ والأجدى؛
فهو الذي يشكل العقول والثقافات
من خلال هندسة العقل البشري..
ويحدد القيم والتوجهات, ويرسم إطار مستقبل الأمة..
ان الذكرى السابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين
الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ
تحل والوطن الغالي يحفل بالإنجاز تلو الإنجاز في خضم عطاءات سخيّة وتنمية شاملة في جميع المجالات
ويتكشف للجميع قوة التلاحم والترابط بين القيادة والشعب، الذي ترجمته الحكومة الرشيدة
أفعالاً ومشروعات لراحة المواطن ورفاهيته ..
رغم ما يعصف بالعديد من دول العالم
من أزمات اقتصادية واضطرابات ..
فبادل الشعب الوفي قيادته بوقفة ثابته..
لاتتزعزع والتفاف حولها..


وفي هذه اللحظة ادعوا الله العلي القدير أن يحفظ لنا راعي مسيرتنا التعليمية خادم الحرمين الشريفين..
وسمو ولى عهده الامين..
وأن يحفظ لبلادنا أمنها وأمانها ..

إن التقاعد ليس إلا حلقة في سلسلة ، وجملة في صفحة ، وليست القضية سنوات من العمر مضت
وأعباء من التكليف انقضت واعتزلنا من حولنا وانطوينا على ذاوتينا وقصرنا أنفسنا على خاصتنا وأسرننا ..
ولكن القضية أثر ينقش على صفحات القلوب
قبل أن تكتب على صفحات التاريخ حروفه ..
حروفه ساعات العمر الماضية ، ومجاله إخلاص يختلج في القلب ..
وهمً يعترج في النفس يدفعها إلى البذل بسخاء ويفسح الأفق أمامها ميدانً رحب للعطاء ترفرف بجناحيه الحب والكرم
فتبادله القلوب بمثلهما في هذا المجتمع الوفى...


فهذايوم الوداع من وزارة التربية والتعليم


30/ 6/ 1433


ويوم الثلاثاء


1/ 7/ 1433



بداية تقاعدى.. نظاما..

بالرغم من كل هذا فإن الوفاء والتقدير سيعلوا فوق الم الوداع
تفاؤلا بأمل مشرق
باذن الله تعالي وستبقى ذكرى شامخة ..
فلم أرى منكم الا الطيب والوفاء..وسمو النفس
وصدق المواقف وطيب الخصال..
فاللهم انى سامحت كل أخوانى.. فسامحونى عن كل خطأ بدر منى..
أو هفوة جرى بها القلم..

لم يقصدها القلب.. ولا انطوى عليها الضمير..
فأنتم أهل لكل كرم.. وموطن لكل فضيله..
ذلك كان حديث القلب من أخ محب لكم الخير..
فاللهم أجعلنا ممن ترك أثرا طيبا... وسيرة حسنه

أستودعكم الله تعالى الذي لا تضيع ودعائه ....

عوض بن عواض الزائدى
مدير ادارة تعليم الكبار( سابقا)
بالادارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة الطائف
30/6/1433