لا تسالني من انا ..
فأنا لؤلؤة بيضاء نقية..
سلبها القدر ثوبها الأبيض الجميل..
والبسها من عتمة الظلم..لوناً أسوداً حزيناً..
جعلها ملكة في مملكة لا يعيش فيها سواها..
واسكنها صدفة مغلقة.. لعينة...
ورماها في أعماق البحار..
كي تبقى في محارتها ..رهينة
تذرف دموع الوحدة..
تستجدي الامواج والاسماك و المرجان.
ولم يسمعها أحد ...فكل .تلهيه اموره الصغيرة..
لايدري بها إلا خالقها وجاعلها في العتمة سجينة..
تحلم بالسعادة والنور..
والشمس والحرية..
وبالرغم من أن القدر سلبها الفرح ..
ولكنه لم يستطع ان يُطفئ سحرها..
الذي زادها جمالاًو تفرداً..وقيمة
فقد أصبحت لؤلؤة سوداء..
مدفونة في أعماق البحار..
حُرمت من السعادة والهناء..
كي تكون للغوالي زينة ثمينة..
زادها الحزن تألقاً..
وزادتها الوحدة جمالاً..
لا تحزني يا لؤلؤتي التعيسة..
فلو أنك تمتعتي بالضوء والهواء..
لبقيتي إلى الأبد صخرة صماء..
بلا رونق ..ولا قيمة
يدوس عليها الغرباء..لاتنفع للبناء ولا للزينة..
فأحياناً تزيدنا الوحدة والحزن بريقاً..
وتكون هي ثمن تميزنا ..
فنعيش من بعد المعاناة مع الاحجار الكريمة..
تحسدنا كل الحصى التي تلهو على الشواطئ ...
تتدحرج مع كل موجة ..بسعادةوهناء..
فالأحجار الكريمة تُدفن لسنوات ..
قبل أن تولد وتصبح جوهرة نفيسه..