قدم قوم من بنى عبس فيهم رجل ضرير على الوليد بن عبداللمك خليفه المؤمنين فى ذلك الوقت
فسأله الوليد عن سبب
ذهاب بعيرفقال الرجل: يأمير المؤمنين لم يكن هنال عبسياٌ يزيد ماله على مالى ولا يكثر عنى اهلا وولدا.
فنزلت انا واهلى ومالى فى بطن احد الوديان التى يسكن فيها قومى.
فجاء سيل شديد لم نرى مثله قط فذهب بجميع
مااملك من اهل وولد ومال.ولم يتبقى لى سوى بعير واحد وطفل صغير حديث الولاده.
وكان البعير صعب المراس فشرد منى, فوضعت الصبى على الارض
لكى اتنكن من تتبع البعير فلم اجاوز مكانى
قليلا حتى سمعت صيحة ابنى. فالتفت فوجدت رأس الطفل فى فم الذئب وهو يأكله فجريت اليه ولكن لم استطع إنقاذه
فقد كان قد اتى عليه.فالتفت اجرى نحو البعير لأحبسه فلما دنوت منه رفسنى برجله على وجهى فشجة وذهب ببصرى
وهكذا وجدت نفسى ليله واحده بلا مال ولاولد ولا اهل ولابصر. فقال الوليد:
انطلقوا به الى عروه بن الزبير ليعلم ان فى الناس من هو اعظم منه بلاء..
وياأمان الخائفين...