منذ أكثر من 4 مليون سنة و الحشرات موجودة على سطح الكرة الأرضية تهاجم الانسان و تحدث له أضرارا مباشرة و غير مباشرة و بدأ الانسان يحاول التخلص من هذه الحشرات ففكر كيف يبيدها و يتخلص من اضرارها فكان يحاول التخلص منها بالطرق اليدوية عن طريق الجمع و القتل و كان أول إستخدام للمبيدات هو أستخدام لمادة كيمائية سامة كانت مركبات الزرنيخ و خاصة زرنيخات الرصاص و البعض العناصر الثقيلة و كان ثالث أكسيد الزرنيخ من المركبات السامة جدا للحشرات و الانسان و مازالت تستخدم فى بعض دول العالم الثالث و جاء مادة السيانور ومركبات الزئبق كل ذلك كان فى القرن السابع عشر حتى القرن التاسع عشر ثم جاءت بعد ذلك المستخلصات من نباتات طبيعية التى كانت تحدث موت لهذه الأفات ومن أهم هذه النباتات نبات الدخان و الذى أستخرجت منه مادة النيكوتين و التى استخدمها الانسان فى مكافحة الحشرات حتى فى بداية القرن العشرين و للأسف برغم معرفتنا بسمية هذه المادة إلا أن كثير من البشر يدخن السجائر المكونة من النيكوتين و القطران0 أستخلص الانسان مادة أخرى من أزهار نبات الكريزانسيمم و هى مادة البيرثرم و التى كانت تحدث صدمة عصبية للحشرة و تقتلها و بدأ الانسان يصنع هذه المادة و مشتقاتها حتى تاريخنا هذا و هى مايطلق عليها مشتقات البيرثرويدز و يوجد منها العديد من المشتقات التى تغرق الأسواق بأسماء تجارية عديدة أستخلص الانسان مادة الروتينون و مشتقاته من جذور نبات الدريس و كانت هذه المادة تستخدم فى مكافحة العديد من الحشرات كانت أمريكا تستورد من جذور هذا النبات 10 مليون طن فى عام 1951 انخفض إلى 6 مليون طن عام 1955 فى بداية الاربعينيات و مع بداية الحرب العالمية الثانية دخلت علينا أول بشائر المبيدات العضوية و هى المركبات الكلورونية Chlorinated hydrocarbon compounds و كان يعتبر نقلة فى عالم المبيدات عندما تم إكتشاف مركب الدى دى تىDDT ثم مركب الجامكسان و لمركب الدى دى تى الساحر فى تلك الفترة فى انقاذ الجيوش الألمانية و الأوربية من أمراض الطاعون التى أطاحت بعدد من الجنود يفوق من مات بسبب الحروب فقد انتشرت بين الجنود البراغيث و القمل و ليس من سبيل للتخلص من هذه الحشرات إلا مبيد DDT و قد كان لمكتشفه جائزة عظمى برغم أنه كان إكتشاف بالصدفة حيث كان هذا العالم المكتشف يحضر مادة فى المعمل و ذهب فى اليوم التالى فلاحظ أن الحشرات التى تمر من على هذه المادة تموت فى الحال و ما كان إلا الإعلان عن إكتشاف هذه المادة التى سميت بالدى دى تى و تنوعت المشتقات الكلورونية و مركبات تسمى السيكلو دايئين و كان يتبعها الألدرين و الديالدرين و الهبتاكلور و الأندرين و اللندين و الميشوكسى كلور وكلها مركبات شديدة السمية و ذات أثر باقى طويل ممكن أن تظل فى البيئة للعديد من السنوات و هل تعلم أن أجسادنا و دمائنا ملوثة بهذه المواد برغم توقف استخدامها منذ بداية الثمانينات 0 مازالت تنتقل هذه المواد من الأمهات إلى الأبناء عن طريق اللبن و الحبل السرى و نتوارث هذه السموم جيل من بعد جيل بسبب تراكمها فى جميع الكائنات الحية كان الاكتشاف الأكثر تقدما فى عالم المبيدات هى المركبات الفوسفورية العضوية و ذلك أثناء الحرب العالمية الثانية مثلها مثل المركبات الكربونية المكلورة و التى مازلنا نستخدمها حتى هذه اللحظة بالأطنان فى جميع حياتنا فى الحقول و البيوت و المزارع الداجنة و الحيوانية حتى فى تخزين قوتنا من القمح و الذرة و البلح و الفول جاء الاكتشاف الأكثر تطورا و هلت علينا بالعديد من المركبات المستخدمه حاليا وهى المبيدات الكارباماتية و منها السيفين و اللانيت و النيودرين و الأفوكس و اللارفين و المارشال و هى مركبات أيضا شديدة السمية و كانت القفزة الجريئة فى عالم التطور للمبيدات عن طريق مركبات البيرو ثرويدز و التى مازلنا نستخدمها بكميات كبيرة فى حياتنا اليومية فى الزراعة و الصحة العامه حيث أنها أقل خطورة على صحة الانسان من المركبات السابقة و منها طبعا مركبات الدلتامثرين و السيبرمثرين و الداى هالومثرين بأسماء تجارية عديدة لا مجال لذكرها جاءت الصيحة فى التقدم فى عالم المبيدات باكتشاف المركبات المانعة للانسلاخ و هى مركبات تؤثر على هرمون خاص بالحشرات يمنع تطور الحشرة و انسلاخها من طور إلى أخر و كانت أكثر أمان للانسان من المركبات السابقة ومن أمثلتها الماتش 0 ثم جاءت صيحة أخرى فى عالم المبيدات باكتشاف مجموعة من المركبات كمانعات للتغذية حيث تحدث شلل لأجزاء فم الحشرة فتتوقف عن التغذية و تموت 0 و كان التطور و البحث دائر حتى توصلوا إلى مركبات مسرعة الانسلاخ فإذا ماتغذت عليها الحشرة تهيأت للدخول فى عملية الانسلاخ فتمتنع عن التغذية و تموت ومن أمثلتها مركب الفيرتو و مشابهاته