يعد المعلم صاحب رسالة، ويؤدي دورا رئيسا في العملية التعليمية، ولإدراك دوره على المستوى العالمي تم تخصيص الخامس من أكتوبر من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للمعلم، وبدأ الاحتفال سنويا بهذا اليوم منذ عام 1994م في الخامس من أكتوبر، وهذا اليوم يوافق ذكرى توقيع التوصية، أو الاتفاقية بين منظمة اليونسكو، ومنظمة العمل الدولية حيال بعض الجوانب المتعلقة بالمعلمين مثل: برامج إعدادهم، والسياسات التربوية لقبولهم، وتوظيفهم، وحقوقهم، وواجباتهم، وغيرها من الجوانب المتعلقة بالمعلم، وكل عام يكون هناك شعار لهذا اليوم يتم توجيه جميع فعالياته لتحقيق أهداف هذا الشعار، وفي هذا العام حاولت أن أتقصى ما الفعاليات التي تم التخطيط لها قبل هذا اليوم، وفي أثنائه لدى الجهات المعنية بالمعلم، وحقيقة الأمر ما وجدته من جهود متواضعة جدا، وفي أماكن أخرى قد تكون معدومة وليس لها ذكر، ولا تتعدى الفعاليات التي يتم تنفيذها على مستوى المدرسة كلمات متواضعة عن هذه المناسبة في طابور الصباح يشارك في إلقائها بعض الطلاب، وما هي إلا تكرار لما تم في الأعوام الماضية، ويتوقع من الجهات المسؤولة عن المعلم بمختلف المستويات أن تتفاعل مع هذه المناسبة بمستوى يليق بمكانة المعلم، ودوره في العملية التعليمية، ويتم من خلال ذلك إبراز حقوق المعلم، وواجباته، وتوقعات كل من المتعلم، والمجتمع المدرسي، والمجتمع الخارجي منه، وقد يكون من المناسب تقديم بعض الجوائز المعنوية في هذه المناسبة للمعلمين المتميزين على مستوى المدرسة وفق تنظيم معين، فقد تكون هناك جائزة للمعلم المتميز الذي يتم ترشيحه من قبل الطلاب، وأخرى للمعلم المثالي الذي يتم ترشيحه من قبل المعلمين الآخرين، وجائزة ثالثة معنوية يقدمها مدير المدرسة للمعلم المتعاون، الذي له بصمات واضحة في مجال العمل المدرسي.
ومن الضروري أن ندرك دور الجوائز في تشجيع المعلمين في يومهم العالمي، وتأثيرها الإيجابي على تحمسهم لعملهم، والاهتمام بجودته، فقد تكون هناك جوائز للمعلمين المتميزين والمثاليين على مستوى إدارة التربية والتعليم يتم الترشيح لها من قبل المدارس، وتكون هناك جوائز أخرى على مستوى الإدارات العامة للتربية والتعليم بالمناطق يتم الترشيح لها من قبل مكاتب التربية والتعليم التي تتبعها، وتكون هناك جوائز للمعلمين المتميزين على مستوى وزارة التربية والتعليم حسب ترشيح الإدارات العامة للتربية والتعليم، وتكون لها أهداف واضحة، وتنظيم واضح، ومحدد في دليل يعد لهذا الغرض لكي لا تخرج هذه الجوائز المقترحة عن إطارها وأهدافها الحقيقية.
أما الجانب الآخر الذي يمكن تفعيله في يوم المعلم العالمي فهو تخصيص العديد من البرامج الإعلامية لمناقشة أبعاد هذا اليوم، وما يتعلق به من جوانب، ويتوقع من الإعلام التربوي على مستوى الوزارة وعلى ومستوى الإدارات العامة للتربية والتعليم أن تقدم برامج مرئية ومسموعة ومقروءة بهذه المناسبة، وحقيقة الأمر أن الإعلام التربوي حاضر غائب، فهو حاضر في الواقع من خلال وجوده في الهيكل التنظيمي للوزارة وقطاعاتها المختلفة، لكنه غائب في فعالياته ونشاطاته، وما يقوم به قد لا يتعدى تقديم الردود على الملحوظات أو الانتقادات، أو ما يكتب عن الجهات التي يتبعها؛ فالجميع يتطلع إلى أن تكون هناك برامج نوعية إذاعية، وتلفازية تتولى الوزارة ووحداتها المختلفة التخطيط لها، وإعدادها وتنفيذها، ويشارك فيها منسوبو الوزارة بمختلف المستويات بمن فيهم المعلمين لمناقشة كثير من المجالات المتعلقة بالمعلم وإنجازاته واهتماماته وتطلعاته ومهامه وأدواره، وتعرض في الأوقات التي تسبق يوم المعلم العالمي وفي أثنائه وبعده.
وهذا اليوم وفعالياته التي تم اقتراحها ستعمل على دعم وتحفيز المعلمين في عملهم وخارج عملهم؛ لأن مهنة التدريس قد تفقد جزءا من مكانتها في ضوء المعطيات الحالية عدا العامل المادي، والهدف الرئيس من اليوم العالمي للمعلم هو توجيه الانتباه للمعلم، والاهتمام به قبل الخدمة وفي أثنائها، وبعدها، وتحسين أوضاع مهنة التعليم بشكل عام، لا لتحقيق منفعة للمعلم وللمتعلم فحسب، بل لمنفعة المجتمع بالدرجة الأولى، وذلك إيمانا بالدور الفاعل والحيوي الذي يقوم به ويؤديه المعلم في إعداد وبناء جيل المستقبل.
وحقيقة أن معلم اليوم بحاجة إلى أن نقف معه جميعا بشكل أكبر من ذي قبل، وأن ننقذه من السلاح الأبيض الذي يحضره الطالب للمدرسة، ومن فأس الطالب، ومن عصا المتعلم، وولي أمره، ومن تهشيم سيارته أمام المدرسة.



عامر عبد الله الشهراني
صحيفة الوطن
21/ 12/ 1434