خالد الفيصل.. مكسب كبير للتعليم
المراقب الموضوعي يرى في شخصية خالد الفيصل وأسلوبه القيادي ما سيمكنه من حل معضلات التعليم، والتغلب على التحديات التي تواجه التنمية
م. سعيد الفرحة الغامدي
الخميس 26/12/2013
صحيفة المدينة
في كل المناصب التي تسنّمها خالد الفيصل؛ انطبق عليه مُسمَّى: «الرجل المناسب في المكان المناسب»، لأنه ترك وراءه قصة نجاح، ولأن فكره وعمله تنموي بامتياز.
المحطة الأولى كانت رعاية الشباب، التي كانت تأسيسية انبثق منها مشوار الرياضة في المملكة العربية السعودية.
والمحطة الثانية تنصيبه أميرًا على منطقة عسير، التي تحوّلت تحت إدارته من شتات قرى وأحياء صغيرة، إلى مركز حضاري سياحي بكل مقوّماته وبنيته التحتية، من فنادق ومنتجعات ومراكز ترفيهية متكاملة الصورة من السدود والطرق والمياه المحلاة من البحر، لتكون مصيفًا رئيسًا يَؤمّه السائحون من داخل المملكة وخارجها؛ خلال موسم الصيف شديد الحرارة، للتمتّع بجوّها المعتدل، وهوائها العليل، ومناظرها الخلابة.
والمحطة الثالثة منطقة مكة المكرمة، التي تُعدُّ الأهم في مشوار الأمير الشاعر، والفنان والإداري المُحنَّك، حيث أتى إليها بعد تجربة ومراس وتفانٍ في العمل، وبرؤية واضحة لما يريد عمله في مكة مسقط رأسه، مُتمتِّعًا بكل الدعم والتأييد من خادم الحرمين الشريفين، وتعاون جاد من أبناء البلد الحريصين على تنمية مستدامة ونقلة نوعية وتطوير حقيقي يليق بأم القرى وزوارها وساكنيها.
وقد تميّز خالد الفيصل في كل مهمة أوكلت إليه من القيادة العليا؛ بالقدرة على الحركة الدؤوبة، وزيارات ميدانية، والوقوف على المشروعات، ومتابعة مباشرة لسير تنفيذها. وبالرغم من أن هناك بعض المشروعات -التي اعتمدها لإكمال منظومة التطوير بالمنطقة؛ كالمناطق العشوائية- لم تكتمل بعد إلا أنه وضع قاطرة التغيير والتطوير في الاتجاه الصحيح، والأمل أن تستمر بإذن الله تعالى.
فكرة (لا حج إلا بتصريح)، والرؤية الواضحة لمشروعات التوسعة والتطوير في مكة ومنى، من الأعمال التي ستبقى في ذاكرة التاريخ، لأهميتها في تنظيم شؤون الأماكن المقدسة، وتمكين أكبر عدد من الحجاج والمعتمرين من أداء مناسكهم بيسر وسهولة.
إن اهتمام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بالتعليم مبعثه القناعة التامة بأن التعليم هو المحور الأساس لأي نهضة حقيقية في أي مكان من العالم، وهو ما جعل القيادة الحكيمة لا تتردد في اختيار من ترى أنه يتمتع بقدرات ورؤى قادرة على تحقيق تطلعاتها في مجال التعليم الحيوي الذي يُعدُّ إصلاحه جوهر التطور والتقدم لكل الأمم.
ملفات التعليم المطروحة أمام خالد الفيصل -الذي تسلَّم المهمة ولديه رصيد كبير من النجاحات- تعاقب عليها عدد من خيار رجال الدولة، ولكن ما تحقق لايزال دون مستوى طموحات القيادة العليا، ولذلك اتجهت الأنظار إلى فارس مجرّب، ليفك طلاسم تلك الوزارة التي تحتاج إلى مزيد من الابتكار.
والمراقب الموضوعي يرى في شخصية خالد الفيصل ومسيرته الوظيفية وأسلوبه القيادي وحسّه المرهف وتفانيه في العمل الذي يوكل إليه ما سيُمكِّنه من حل معضلات التعليم في المملكة، والتغلب على التحديات التي تواجه التنمية في وطننا الغالي في هذه المرحلة الحرجة من مسيرتنا التنموية العملاقة.
ولأن في هذا الطرح أهمية تُذكِّرنا بسيرة الرجل، فلابد من طرح بعض العناوين التي ننتظرها من الفارس الجديد لمسيرة التعليم، وعلى رأسها حل مشكلات المعلمين، حتى لا يبقى لأحد أي ذريعة يتعلَّل بها، والتخلص من المدارس المستأجرة؛ لكي يتمكن المدرس والطالب من التفاعل -خلال العملية التعليمية- في بيئة مهيأة بحق وحقيقة للتعليم.
وبالتزامن مع مواجهة هذه التحديات؛ نأمل تطوير المناهج برؤية معاصرة تواكب المستجدات التقنية، وترفع من مستوى مخرجات التعليم.
وآخر القول.. شكرًا يا خالد الفيصل على كل ما أنجزت وعملت لمنطقة مكة المكرمة، مع تمنياتنا بالتوفيق لكم ولخلفكم صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله في مواقعكم الجديدة.. والله ولي التوفيق.