خالد الفيصل.. تنشد عن الحال ؟ (2)
أغلب تلك المشروعات تفشل لأن الواقع يصطدم بالكثير من العوائق التي لم تؤخذ في الحسبان عند التطبيق دون دراسة
د. محمد سالم الغامدي
السبت 04/01/2014
صحيفة المدينة

ويتواصل الحديث عن التعليم فنقول :
- سمو الأمير الوزير..حكومتنا لم تقصر مالياً في التعليم فقد منحته ربع ميزانيتها العالية جداً ولعامين متتاليين بالإضافة الى الممنوح له كهبة مقطوعة من قبل القائد رعاه الله لمشروع تطوير التعليم لكن لم نرَ لذلك أثراً ملموساً فالمشروع لازال يراوح مكانه بعد أن اجتزت بعض أركانه وذوّبت في متاهة البرامج الوهمية حتى أصبح كالسراب لاندرك محتواه وما خصص من تلك المليارات لم نلمس لها أثراً ملموساً في الميدان ، فالمدرسة التي تعد المعترك الحقيقي للتعليم لا تزال تتضور جوعاً ولا تزال تقتات على الفتات المخصص للفصول من قبل الوزارة ولازالت تقتات على هبات الشركة المالكة للمقاصف المدرسية في بعض المناطق بالإضافة الى ما يتبرع به المعلمون من جيوبهم كمبادرات لدعم الأنشطة ومناسبات التكريم لزملائهم وطلابهم وللمناسبات الوطنية لذا نجد ان النظافة بمدارسنا شبه مفقودة والأنشطة أغلبها صورية وأنا على يقين أن سموكم بفطنته المعهودة سيدلف ( سراً ) الى الكثير من مدارسنا لترى بنفسك كل ذلك وعندها ستشعر بالحزن العميق.
- سمو الأمير الوزير.. الاسم وزارة التربية والتعليم لكن التربية فيها ممجوجة ومجزوزة ،فالقيم في حالة ضمور متنامٍ والسلوكات في حالة انحراف مخيف والمبادئ قولبت كما يريد البعض والمهارات وئدت والسبب أن كل ذلك سلب تحت مظلة التنظير المفروض من خارج المؤسسة وتحت مظلة التضخم الأجوف للمعارف الملقنة المحفظة فقط لذا يستوجب أن نوجد عملية إيجاد التوازن بين المعارف والمهارات والقيم والسلوكات والمبادئ لتصبح حلقات تكاملية لتحقيق الفعالية لركني التربية والتعليم .
- سمو الأمير الوزير.. نعلم أن البحث العلمي يعد المنطلق الأساس لأي عملية تنموية ونعلم أن اكتساب مهاراته تنطلق من ميدان التعليم وهذا للأسف لايتوفر في مناهجنا التعليمية بل أن الوزارة لا تتخذه منطلقاً لحل قضاياها واستباق مشاريعها والبعض الآخر نقل الينا من البلدان المتقدمة التي سبق وان وضعت في الاعتبار معطيات بيئاتها التي قد تكون مختلفة عن واقع بيئتنا في جوانب محورية لذا نجد أغلب تلك المشاريع تفشل لان الواقع يصطدم بالكثير من العوائق التي لم تؤخذ في الحسبان عند التطبيق دون دراسة.
- تعلم سيدي أن القيادات على مختلف مستوياتها تعد العقل المفكر للعملية التعليمية لذا اقترح أن توضع لكل عنصر قيادة من قبل هيئة من المختصين تنطلق معاييرهم من مهام كل قيادة على حده فقد يبدع أحدهم في جانب إداري لكنه يفشل في جوانب أخرى وكم أتمنى أن تعطى ادارات المدارس تحديداً القدر الأعلى من الاهتمام بأن يكون كل مدير فيها وزيراً في مدرسته له كامل الصلاحيات ولكن بعد ان تكون معايير اختيار مدير المدرسة ترتقي الى معايير اختيار الوزير .
- وقبل الختام أتمنى أن يعاد النظر فيما يسمى بالخطة الاستراتيجية للوزارة بعد أن اختلط الأمر في مفهومها وسبل إعدادها وآليات تنفيذها حيث لم تقتصر تلك الخطة على الوزارة فقط بل أصبح لكل ادارة تعليم خطة استراتيجية لها رؤية ورسالة وبرامج وأنشطة ولكل قسم وإدارة مدرسة خطة استراتيجية لها رؤية ورسالة وبرامج وأنشطة فكيف بالله يكون ذلك في علم التخطيط بعد أن فرقت الوزارة دم خطتها بين الإدارات والمدارس وتناست ان كل من دون الوزارة لابد وأن يلتزم مضامين خطتها وبرؤيتها ورسالتها وينفذ برامجها وأنشطها .
وختاماً:
سمو الأمير الوزير.. يقيني انك لن تنظرالى أقاويل المطبلين والمتزلفين فستجدهم حولك كُثراً ولا الى المثبطين والمتصيدين للأخطاء فستجدهم ايضا خلفك أكثر، وسر يا أمير الفكر والإبداع فكل المخلصين الصادقين ستجدهم محيطين بك داعمين وداعين لك بالتوفيق ، واعلم سيدي أنك في مهماتك السابقة كنت راعياً لشريحة واحدة من المجتمع أما في هذه المهمة فقد أصبحت راعياً لكل شرائح المجتمع وأطيافه وهنا سيكون الحمل أثقل والهدف سيكون أشمل وأعم وأسمى كون المهمة في مجملها تقوم على - بناء الإنسان وتنمية المكان - وفقك الله وسدد خطاك وأيدك بعونه وتأييده .