دربك خضر أيُّها التعليم
نحن أمام قامة فكرية عظيمة نتوقع منه الإنجاز والإبداع وهو محل ثقة الملك الفارس والمصلح الصالح في أن يعوض ما فات من ضياع وتخبط في تجاربنا التربوية
د. سعود بن صالح المصيبيح
الثلاثاء 14/01/2014
صحيفة المدينة
مرحبا بالأمير الوزير خالد الفيصل في وزارة التربية والتعليم أميناً على مستقبل أجيال الوطن وهو المفكر والأديب والشاعر والإداري والفنان الرسام والخطيب صاحب الإنجازات المتعددة على أرض الواقع .فهو أولاً أمير الشباب الذي كان مسئولاً عن رعايتهم وصاحب فكرة كأس الخليج .وهو الحاكم الإداري الذي أصبحت عسير أبهى وأجمل عمرانياً وثقافياً ومسرحاً وسياحة وجوائز واحتفالات متميزة وناجحة .وهو أمير منطقة مكة المكرمة الذي أحدث نقلة نوعية في الأداء والتطوير والتواصل مع أبناء المنطقة بعلمائها وشبابها ورجال أعمالها وإعلامها وأسهم في مواسم حج ناجحة متميزة بحسه الإداري وفكره الوقاد .وهو صاحب الإنجاز والتحدي في مؤسسة الملك فيصل الخيرية ومراكزها البحثية وجائزتها العالمية ومؤسسة الفكر العربي وسوق عكاظ .وهو الشاعر صاحب القصائد الملامسة للوجدان المرهفة الحس التي تتداخل مع قصص العاطفة والإنسانية لكل واحد منا مما يجعله جزءاً من تاريخنا الإبداعي والجمالي .إذاً نحن أمام قامة فكرية عظيمة نتوقع منه الإنجاز والإبداع وهو محل ثقة الملك الفارس والمصلح الصالح في أن يعوض ما فات من ضياع وتخبط في تجاربنا التربوية في حين سبقتنا دول بلا إمكانيات مثل ماليزيا وسنغافورة وكوريا ونحن لا نفرق عنهم فكراً ومالاً وحضارة وإبداعاً .ولهذا أقول إن هذه العقلية يجب ألا نمهلها وقتاً وألا نقول بأن التعليم عملية تحتاج إلى وقت ثم نضيع السنوات ونقول أمامنا ألف يوم ثم تصبح عشرة آلاف يوم ثم تصبح سنوات من هدر الوقت والجهد والمال .وأتوقع أن سموه سيتجنب من يكرر مقولات أن التعليم يحتاج إلى وقت وأمامنا كوريا وكيف أصبح ناتجها المحلي بسبب التعليم أضعافاً مضاعفة لدول تملك الإمكانيات والموارد بينما سلاح كوريا كان التعليم واستثمار العقول البشرية ومثل ذلك ماليزيا وسنغافورة وفنلندا واليابان وغيرهم ..وأحسب أن عقلية مثل الأمير خالد الفيصل تحتاج إلى عقليات متميزة فأعطني قائداً أعطك جنداً ولا يمكن لهذا القائد أن يعمل إلا بوجود فريق من المبدعين الذين يملكون تجارب في الإنجاز والعمل سواء كانوا في القطاع الخاص أو العام وليسوا بائعي كلام وتسويف .ونتمنى على سموه أن يراجع مشروع تطوير وكيف أنفقت أمواله وحاجته إلى الإستفادة من دول متقدمة في التعليم تقوم بالمتابعة وتقويم التجربة ، وكذلك مراجعة مشاريع المباني وشكوى المهندسين الوطنيين وألا يبقى في التعليم بمهنة معلم إلا الأصلح والأنسب والأفضل وألا يدخلها إلا من يتناسب وخطورتها ومسؤوليتها حتى بعودتنا لجلب القدرات من الخارج فالطب والتعليم ليسا مجالاً لتجارب التوطين الضارة بالتنمية مع تطبيق رخصة معلم واختباراتها الموجودة في دول مثل سنغافورة واليابان وماليزيا والإعتماد على صرامة مركز قياس ودقته وليس مجاملات بعض منسوبي الوزارة وخضوعهم للضغوطات من أجل توظيف من لا يستحق العمل في هذه المهنة الجليلة. ويبقى ضوابط اختيار مدير المدرسة أمراً في غاية الأهمية والاستفادة من تجربة كوريا حيث لابد أن يمر المدير بخطوات تمتد إلى عشرين عاما من التجربة والخبرة والتدريب لأنهم يؤمنون أن مدير المدرسة هو وزير التربية في محيطه .كما أنه من المهم العناية بهيئة تقويم التعليم وتكون مستقلة يعمل بها من هم أهل للتقويم من أصحاب الكفاءة والقدرة والتميز .ويبقى الحديث لا ينتهي عن التعليم فلدينا العبارة التي نرددها وهي لنهضة أي أمة فتش عن التعليم؟.وأن تعليمنا حاليا بإذن الله دربه خضّر.