تكدس الخلل في الميدان التربوي لا يخلق بيئة آمنة للتعلم
فاطمة البكيلي
الجمعة 10/01/2014
صحيفة المدينة
كم هو محزن حين تدخل أحد المباني المدرسية سواءً كانت الحكومية منها أو المستأجرة فيخنقك التكدس في كل مكان حولك.. الأحياء والأشياء.
وكم هو محزن حين تجد أن دورك الحقيقي شئت أم أبيت وفي ظل هكذا بيئات قد تحول من حالة الانصهار إلى حالة التجمد.
المساحات في بعضها تبلغ أربعة في ستة أمتار وعدد الطالبات قد يقارب الخمسين طالبة فوق خمسين مقعدًا على ست عشرة طاولة، وبحسبة بسيطة كل ثلاث طالبات من حقهن فقط طاولتان أو ما يسمى بالمصطلح التعليمي (دُرْجَين)
البعض من هذه البيئات المدرسية يتلقى تعليمه في جو خانق تلفه نسمات مشبعة بالرطوبة المنبعثة من جهاز المفترض أنه مكيف هوائي للتخفيف من حرارة المكان. ولكن الله أعلم أن التكييف منبعث من محرك (قاطرة )!!.
بعض بيئات المدارس التي تشهد ذاك التكدس تعايش خللاً لا يد لها فيه مصدره التشارك في التعليم الصباحي والمسائي، وتعليم الكبيرات.
المصيبة تعظم حين يكون المبنى مستأجرًا وتمر عليه كل تلك التكدسات المخلة والمعطلة لسير العملية التعليمية إلى الهدف المنشود منها.
تكدس يعقبه تكدس آخر أدى إلى تبدد الجهود من قبل كل من له علاقة بالعملية التعليمية في الميدان التربوي التعليمي، وحين أقول الميدان التربوي فأنا أعني المباني المدرسية التي تعاني من هذا الخلل ثم الطالبة والإدارة المدرسية التي انحصرت مهامها في التقوقع أمام الحاسب الآلي لرفع البيانات إلى إدارة التعليم ومكاتبها، ثم المعلمة التي أنصب عليها تكدس من نوع آخر منشؤه تراكم المهام عليها وتعدد المناهج التي تقوم بتدريسها خاصة معلمات المرحلة الابتدائية والصفوف الأولية تحديدًا، التي يجبرها العجز الحاصل في الكادر التعليمي في مدرستها إلى أن يسند إليها تدريس ثلاثة أو أربعة مناهج في وقت واحد (العلوم الشرعية ولغتي والرياضيات).
ثلاثة أشكال من الخلل المكدس تمثلت في سوء بيئة بعض المباني المدرسية الحكومية والمستأجرة، والإدارة المدرسية التي تشتت مهامها الفعلية بين الطالب والمطلوب، والمعلمة التي استنزفت طاقاتها وتبددت جهودها، وبين تكدس هذا الخلل وذاك ضاعت الطالبة، وتلاشى الهدف المنشود بين التنظير والتطبيق الذي يخالف تمامًا واقع الميدان ومتطلباته.
ثم بعد ذلك يأتي دور المسؤول الذي يطالبهم ببيئة تعليمية آمنة وحافزة للتعلم!!.