التعليم مرة أخرى
فؤاد حسن كابلى
الثلاثاء 21/01/2014
صحيفة المدينة
في مقال سابق قبل أسبوعين طالبت بقلب الطاولة على المناهج المدرسية الحالية وخاصة المرحلة الإبتدائية والسير بثبات وعزيمة نحو الحداثة وبمناهج جديدة لتنشئة جيل حديث وملمّ بنهج هذا العصر المعلوماتي والتكنولوجي المتطور والمندفع علينا بقوة..!
ومن المعلوم أن كل الأفكار للحضارات كانت قد بدأت من أفكار بسيطة فقط.! وهنا أحاول أن أعرض بعض الأفكار لتنشئة طفل واعٍ تتوارث نهجه الأجيال القادمة بأفكار إبداعية وعقلية حديثة ليواجه بها تحديات زمن هذا العصر الإلكتروني ويخترق بها جميع أنواع الحضارات وبشتى المجالات.
وما هو معروف أن التربية سبقت التعليم وهو أمر مفروغ منه ومهم للغاية.؟
نقول لا نخفي رؤوسنا في الرمال فالحالة الاجتماعية ودرجة وأسلوب تربية بعض أطفالنا مخجلة وسلبية للغاية بسبب تدني ثقافة بعض الأسر وعدم استعدادها للتطوير.! وأكبر دليل ما نلمسه ونراه عندما يكبر الطفل ويصل إلى سن المراهقة لنرى ونسمع ونلمس من البعض منهم بذاءة اللسان وسوء الأخلاق وأفعال متوحشة وتصرفات مشينة كالكتابة على الجدران وتشويه أسوار المباني وممتلكات الغير بجُمل وكلمات وعبارات بذيئة وغير لائقة إضافة الى تكسير لمبات الأسوار والتفحيط بالمركبات وغير ذلك الكثير لا يسع المجال لسرده وذكره والسبب الاهمال في التربية منذ الصغر وعليه نتمنى أن نترجم القول المأثور في ذلك الزمن "علموا أبناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيل" وتفعيله ليواكب هذا الزمن الإلكتروني ولنأخذ بتجربة بلدان الشرق الراقية ولتكن اليابان وماليزيا مثلاً لنا فهما يتفوقان على بلدان الغرب في أصول التربية الحسنة والتعليم الجيد والأدب الجم للطفل كما أنهما أقرب الشعوب لعاداتنا وتجربتهم فيما ذكر متقدمة جدًا وحديثة وقد أفرزت عقولا ذكية قادت بلادهم الى أقوى الاقتصادات في الشرق.
وليكن هناك قراراً إستراتيجياً نحو هذه الجزئية المهمة في حياة الطفل وهي ثقافته منذ نعومة أظافره بتوسيع إدراكه فالثقافة رديفة للتربية والتربية رديفة للتعليم وكلهم مرتبطون بعضهم ببعض وغياب أي منهم يعطي نتائج سلبية لشباب الغد وعماد الوطن.؟
وليكن هناك مناهج متمثلة في "بروشرات" وكتيبات تشرح وتثقف بالصور ما هو جديد لتحديث أفكار الطفل في الإبتدائي وتنبهه الى أنه مستهدف وشرح له كيفية تفادي أصدقاء السوء وبائعو الأوهام الذين يروّجون للمخدرات وخاصة الحبوب منها على أساس أنها العلاج الأمثل والأوحد لتنشيط الذاكرة والدماغ وتساعد على الحفظ والنجاح وكذلك الابتعاد عن التدخين وشرح مضاره وشرح كيفية مواجهة المخاطر والدفاع عن النفس و"الكارتيه" وكيفية مواجهة الكوارث الطبيعية وسبل الإنقاذ ومساوئ التقليد الأعمى للغرب وتعليمه الأسلوب الأمثل للتعاطى اجتماعياً مع الحياة الزوجية المستقبلية وحسن وحلاوة مكارم الأخلاق مع الوالدين والصبر وحسناته كمنهج حياة مع الجميع في المجتمع وكذلك تعليم الطفل كيفية اختيار الغذاء الصحي الأمثل والأفضل من الطبيعة وتفادي الغذاء الصناعي الذي يحتوي على الكثير من السكر والدهون والألوان الصناعية والكثير من المضار واختيار الجوهر وليس الكم.. وتدريب الطفل ومن الروضة على أسلوب فن القيادة وترسيخ مبدأ أنها فن وذوق.