المعلمات السعوديات
عبدالله الخطابي
الخميس 23/01/2014
صحيفة المدينة
هذا المقال أضعه بين يدي سمو وزير التربية والتعليم الأمير «خالد الفيصل»، أنقل فيه شيئًا ممّا يعانيه جزء مهم من كيان التربية والتعليم، وهن المعلمات أو المدرسات السعوديات بنات الوطن.
هنّ أولاً وأخيرًا مواطنات، لهنَّ حق المواطنة الكاملة، مثلهنّ مثل الرجال في كل المجالات، وفي أي مكان على أرض الوطن، بل إنهنّ تفوّقن على الرجال في أمور كثيرة لا يستطيع أن يقوم بها كثير من الرجال، فقد ميّز الرسول الكريم الأم بثلاثة حقوق مقابل حق واحد للأب؛ نظرًا لما تقوم به من دور مهم في أسرتها، فهن المعلمات في المدارس، والأمهات، وربات البيوت، والزوجات في المنازل، فكل واحدة منهن القلب المحرّك لتلك الأسرة.
هؤلاء المعلمات - المدرسات - يحتاج الكثير منهن إذا لم يكن كلهن وقفة المجتمع، وأصحاب القرار، وخاصة وزارة التربية والتعليم معهن في مساعدتهن، وحفظ حقوقهن، والأخذ بأيديهن إلى ما فيه تطوير أنفسهن، والرقي بالعملية التعليمية؛ لأن التعليم أصبح إبداعًا ومشاركة عكس الماضي، حيث كان تلقيًا فقط. وفي نهاية العام ضع ما تلقيت، أو بالأصح ما حفظت على ورقة الإجابة.
هؤلاء المعلمات إن لم تكن الواحدة منهن مرتاحة في عملها، وبين أفراد أسرتها والمجتمع، في عملها من حيث المبنى المدرسي، وتوفر كل ما يخدم العملية التعليمية في وصولها وعودتها من وإلى المدرسة بطريقة غير مكلفة وآمنة وسهلة، ومن ناحية أسرتها أن تكون إلى جوار زوجها وأولادها تذهب وتعود إليهم، كذلك مَن لم تتزوّج منهنّ، ولازالت عند والديها وإخوتها، هذه المعلمة بالذات ربما تكون العائل لأسرتها، فإذا لم تكن هذه المعلمة، أو تلك تحظى بالاهتمام، ومطمئنة، وتشعر بالأمان الوظيفي، وحفظ حقوقها ووجودها بين أسرتها، وتحظى بتقدير المجتمع لدورها، إن لم يوفر لها ما ذكرته آنفًا كيف نريدها ان تؤدّي دورها، وتقوم بما عليها من واجبات وتؤسس جيلاً صالحًا متمسكًا بدينه وعنده ولاء لبلده متعلمًا مبتكرًا مبادرًا يعتمد عليه، ففاقد الشيء لا يعطيه.
أضف إلى ذلك أنه باستقرار هؤلاء المعلمات جميعًا يستقر أحوال كثير من الأسر، وفي عدم استقرارهن فلا استقرار للأسرة في المجتمع، فهل من استقرار المعلمة أن لا يحافظ على حقوقها، أو لا يهتم بها ولا يوفر لها الإمكانيات ولا يقدر دورها بعض أفراد المجتمع كذلك أن تكون في منطقة والأبناء في منطقة أخرى، ناهيك عن موضوع الزوج الذي تزوجته مع وقف التنفيذ، والله المستعان.