عمل المرأة بين الضرورة والترف
أمل وعمل
د. إبراهيم محمد باداود
الأربعاء 29/01/2014
صحيفة المدينة
عمل المرأة -هو في الأساس- ليس مبنيًا على الترف، أو الرغبة في أن تشغل المرأة وقتها بشيء ما، بل يقوم في الأساس على الحاجة والضرورة، فهو ليس أمرًا إلزاميًا مفروضًا، بل هو أمر يرجع إلى السيّدة نفسها وولي أمرها ورغبتها في أن يكون لها مصدر رزق يكون مطابقًا للضوابط الشرعية، ويساعدها على العيش بكرامة في غنى عن طلب المساعدة من الناس، وعلى الرغم من أن بيت المرأة أكرم لها -وهذا لا شك- ففيه زوجها وأبناؤها وأسرتها، وهم الأساس، ولكن إن اضطرتها ظروفها المادية إلى أن تعمل أو إن وجدت أن وضعها الأسري يمكنها من أن تعمل، فهي بذلك يمكنها أن تكون عنصرًا منتجًا في المجتمع، وبالتالي فهي منفعة مشتركة، بحيثُ تنفع مجتمعها، وتستفيد هي أيضًا من العائد المادي الذي يعود لها.
من أهم برامج عمل المرأة التي من الممكن أن تعمل فيها دون عوائق المواصلات أو الاختلاط أو غيرها من العوائق الأخرى هي برامج التوظيف الإلكترونية التي تيسّر للمرأة العمل عن بعد، وبهذا الأسلوب يمكن توفير عشرات الآلاف من الوظائف للمرأة، ففي أمريكا كشفت دراسة علمية أن ما يقارب من 46 مليونًا من أصحاب الأعمال المنزلية في أمريكا -معظمهم من النساء- يعملون من خلال المنزل ويكسبون دخلهم الشهري من خلال العمل من المنزل.
في المملكة حرص صندوق تنمية الموارد البشرية على دعم فرص العمل النسائية عن بعد وتطويرها، سواء كان من خلال التوظيف الإلكتروني أو غيرها من الأساليب الأخرى، ودعم مثل هذا المجال في العمل للنساء هو من الأساليب التي ستساهم في تشجيع عمل المرأة، وهو يتماشى مع العادات والتقاليد، كما أنه يدعم توفير خدمات نسائية متكاملة لنصف المجتمع من خلال كوادر نسائية وطنية تعرف طبيعة وحاجة المرأة في مجتمعنا.
عمل المرأة ليس إلزاميًا وليس ترفًا، بل هو ضرورة في بعض المجالات، وضرورة لبعض الأسر التي تسعى لدخل شهري يساعدها في تغطية مصروفاتها.