في وجوه الناس.. حكايا!

انزل إلى الشارع، وانظر في ملامح من تقابلهم. لا تسأل أحدا عما يريد، ولا ذاك ماذا يحتاج، ولا ثالث بما يحلم. اكتفِ بالنظر إليهم، واسأل نفسك: ماذا لدي لهؤلاء؟
سترى في بعض الوجوه تجاعيد، هي ليست مجرد علامات كبر سن، إنها خارطة تقودك إلى مبتغاك. كل جزء من تلك التجاعيد، إما خيبة أمل، أو صرخة ألم!
جرب يوما أن تختلط بالناس، جرب أن تعيش صعب يومهم، جرب أن تشهد صخب نهارهم. جرب أن تستنطق صمت ليلهم. ستشهد ما لا عينك رأت، ولا أذنك سمعت، ولا خطر لك على بال!.
لا توكل المهمة إلى غيرك، من رأى ليس كمن سمع. وإن نُقل إليك البعض، فلن يُنقل الكل. لن تكتمل الصورة إن لم تلتقطها عدسة عينيك أنت!.
وإن جاءك من نصّب نفسه "هدهد سليمان"، ليحطك بما لم تحط به، فلن يسمعك إلا ما يسرك. أو زعم "عفريت" من الإنس أنه قوي أمين، يأتيك بالخبر اليقين. ثم عاد ليخبرك بأنهم مترفون، بل ويستفتونك في أمرهم: "لم نجد للزكاة مستحقين". فلا تكن لزعمه من المصدقين!.
حسنا.. سأتلو عليك نبأ "بعض" تلك الوجوه. تخيّل تعابيرها وأنت تقرأ طالع تساؤلاتك. ستجد إجابات ما تبحث عنه، إن أردت ذلك صدقا..
هل أتاك نبأ ذلك الشيخ الذي سئل عن حلمه فأجاب: "ضمان اجتماعي" أتعفف به عن سؤال الناس؟!
هل أتاك نبأ تلك العجوز التي صرخت أمام الملايين: الجوع أنهكني وبناتي، لا أريد إلا ما يسد رمقهم، ولو كان "لحم ....."؟!
هل أتاك نبأ ذلك الشاب الحالم بتكوين أسرة، لكن الديون أعيته وقصمت ظهره؟!
هل أتاك نبأ تلك الفتاة التي درست لأجل أن تسهم في البناء، فانتهى بها إلى"عاطلة"حتى إشعار آخر؟!
هل أتاك نبأ ذلك الطفل الذي لن يجد له أبوه سريرا للعلاج إلا بعد أن يريق ماء وجهه؟!
أيها المسؤول في كل مكان: لن تبرأ الذمة حتى تقرأ حكايا تلك الوجوه!.


هايل الشمري
صحيفة الوطن