معلمة مع وقف التنفيذ
خربشات فاضي
احمد بن جزاء العوفي
الأحد 02/02/2014
صحيفة المدينة
" أربعة عشر عامًا من الانتظار، وأكثر من أربع وثمانين نقطة في جدارة لم تشفع لي في تحقيق حلمي الذي درست، واجتهدت سنوات من أجله، معلمة أخدم وطني في مقر إقامتي، مع أني حققت متطلبات التعيين، فشهادتي بكالوريوس لغة عربية، تربوية، ومجتازة لقياس.
سنوات عديدة وأنا أعيش على أملٍ تبدد في تصريحاتٍ، ووعود وهمية، وتعقيدات إدارية، فقد اجتهدت في الحصول على الشهادة الجامعية لأُثبت ذاتي، ولأنني أؤمن بأن الشهادة في يد المرأة أمان، ولكن بعد هذه السنوات بدأت أشك في ذلك ، فأنا أبحث - وغيري الكثير من الخريجات القديمات - عن هذا الأمان منذ سنوات ولم نجده، حتى ظننا أن لشهاداتنا تاريخ انتهاء، أو أن مؤهلاتنا تلتغي بالتقادم مما جعلنا نتنازل عن حلمنا كمعلمات ونرضى بالعمل الإداري الذي لا يتناسب معها، المهم ألا تذهب دراستنا لسنوات هباء منثورا.
لا أظن أن الحلول قد أعيت المسؤولين، فهي كثيرة، كما أن المدارس في مملكتنا الغالية تزداد عامًا بعد عام، ولازالت تعاني من نقص في الكوادر التعليمية والإدارية. فهل يعقل أن مدينة كمدينة الرياض خلال أربعة عشر عامًا لا يكون فيها احتياج لمعلمات اللغة العربية أو الإداريات ؟!!.
بعد كل هذه السنوات لازال لدي بصيص أمل متشبثة به، وبقايا لحلم قديم، في وظيفة تعين على مواجهة تكاليف الحياة، فقد أصبحنا أُمهات، ومعيلات، ولعل طول انتظارنا يشفع في استثنائنا من اختبار الكفايات الذي أصبح حجر عثرة في طريق أخواتنا اللاتي لم يجتزنه، وأن يتم تعييننا دفعة واحدة، في مناطقنا وبين أُسرنا فلم يعد بالعمر جلد، وصبر على البعد، والتغرب ".
هذا نص رسالة بريدية وصلتني موقعة باسم معلمة مع وقف التنفيذ..!! ولن أزيد على كلامها ، فقد ( قطعت جهيزة قول كل خطيب ) ولكني أحب أن أطمئن الأخت الفاضلة أن سمو وزير التربية والتعليم وعد بحل لمشكلتهن في القريب العاجل ، وتفاءلوا بالخير تجدوه.