مواهبنا بين التسريع و التبطيء !
نخلة وسيفين
لولو الحبيشي
الإثنين 03/02/2014
صحيفة المدينة
يبدو أننا بصدد قطف ثمار رعاية الموهوبين التي نشطت في السنوات الأخيرة محققة حضوراً لافتاً في أكثر من مناسبة وعلى أكثر من صعيد ، لكن (إقرار تسريع تخطي السلم التعليمي) الذي أقرته وزارة التربية والتعليم وستباشر تنفيذه بدءاً من هذا العام، لا يبدو مجرد ثمرة بل إنه قرار يتيح فرص الإفادة من حصاد (بيادر) التفوق العلمي لأبنائنا والتخلص من ترهلات زمنية مقارنة بالمناهج التي يتفوقون عليها كلياً أو جزئياً، واختصار بمحله لاثنتي عشرة سنة يقضيها طلاب التعليم العام (رهيني محابس) المناهج ذات المحتوى المكرر ما يقيهم الإحباط وينعكس إيجاباً على تقديرهم لذواتهم وتحقيقهم لطموحاتهم، كما يجنب البلد الهدر الكبير الذي يحدث ببقاء الطالب الموهوب في الصفوف العادية دون مبرر علمي أو فائدة جلية!
والقرار انتفاضة على تدني تقديرنا للزمن وللعمر وسد لبعض ثغرات سياساتنا التعليمية التي يتسلل من خلالها الإحباط والفشل و بالتالي التسرب من قوافل التعليم ، وإعادة للنظر في تخطيط و تنمية واستثمار الكوادر البشرية من وقت مبكر، إلا أنه ينبغي أن يكون جزءاً من سياسة حكومية عامة، تتناقلها المؤسسات التي تستقبل الأجيال تباعاً، فما فائدة أن يتاح لمتفوقي التعليم العام (تسريع الانتقال من مراحل التعليم)ثم يتولى (قياس) التطويح بخياراتهم وأحلامهم،و يلتحقون بالجامعات على غير رغباتهم،ثم لا تتيح الجامعات خيارات مماثلة في مراحلها المختلفة حتى أن بعض طلاب الماجستير يخسرون سنتين لتحديد موضوع الرسالة، عدا فترة البحث وإنجازه ومناقشته!
ثم سوق العمل و طابور الانتظار الممتد بلا نهاية، ما الفائدة إن لم يكن لديه توجهات لاحتضان المتفوقين والموهوبين القادمين؟!
ومع أن قرار التسريع يحمد لوزارة التربية والتعليم إلا أنه لا طائل حقيقاً من ورائه إن لم تتكامل السياسات و تحترم العمر و تقدر الموهبة من أول المشوار لآخره !