مدير تعليم.. "قال يغرد قال"!

لا يزال "تويتر"، الراصد الأكثر مصداقية لنبض الشارع السعودي، ولا يزال وسيظل، مقياس الرأي العام المجتمعي، تجاه أي قضية، صغرت أم كبرت، برغم قناعتي الكاملة، بأن في "تويتر" هذا، الكثير من المساوئ، والإشاعات الكاذبة، وتدني الوعي، لكنه موجود، ومهم.
ربما لولا "تويتر"، لم نعرف أن هناك من قياديي التعليم في بلادنا العزيزة، يعانون معاناة كبيرة، في كتابة سطرين، يتكونان من 140 حرفا، دون أخطاء إملائية.
أحد مديري التعليم بالمناطق، كتب عبر حسابه الرسمي في "تويتر"، تغريدة صباحية مُشمسة بالأخطاء الإملائية الواضحة الناضحة الفاضحة، وهو الأمر الذي تعجّب له متابعوه، وهُم ألوف، مما جعلهم يصوّرون التغريدة، ويعيدون نشرها، بعد تصحيحها بالقلم الأحمر، من خلال البرامج المتعلقة بالتعديل على الصور، وتحديد عدد الأخطاء الإملائية في التغريدة، بوضع دوائر حمراء عليها.
الغريب اللافت، ليس في أخطاء مدير التعليم الإملائية، التي أثارت حفيظة آلاف المتابعين، وتداولوها عبر "هاشتاق" مخصص في "تويتر"، بل في ردة فعل مدير التعليم تجاههم، إذ شكرهم على تصحيح أخطائه الإملائية في التغريدة الشهيرة، وهو في قمة اللامبالاة.
مصيبة المصائب، ومن مدير التعليم نفسه، صاحب الأخطاء الإملائية، تغريدته الثانية، التي ضمّنها آية من آيات القرآن الكريم، وهذه المرة لم يكن الخطأ إملائياً، للأسف الشديد، بل كان خطأً فادحاً، من خلال تحريف صريح لإحدى كلمات الآية الكريمة، إذ كتبها مدير التعليم: (وقد خاب من حمل وزراً)، وهي في شكلها القرآني الصحيح: (وقد خاب من حمل ظُلماً).
الخطأ مقبول في الإملاء، من طلاب ما زالوا يتعلمون، لكنه غير مقبول إطلاقاً، من قيادي في وزارة تربية وتعليم، وأما الخطأ في كتابة آية قرآنية، فهو غير مقبول من أحد، فما بالك أيضاً، إن كان ناقل الآية القرآنية مديراً للتعليم، كان بإمكانه أن يكلف "سكرتاريته" بمراجعة تغريدته، قبل أن يغرّد كالعصافير، من خلال حساب رسمي، يقرؤه الآلاف. "قال يغرّد قال".



عبدالمجيد الزهراني
صحيفة
الوطن