روح العلم تعود
همس العقل
عادل المالكي
صحيفة المدينة
الخميس 13/02/2014
* «تيتي تيتي رحتي مثل ما جيتي».. مثل كان ينطبق على السواد الأعظم من طلاب المرحلة الابتدائية، ممّن أسهم التقويم المستمر بشكلٍ مباشرٍ، أو غير مباشر في تحجيم انطلاقاتهم في جوانب تعليمية عدّة، وعمل على إضافة ست سنوات من أعمارهم هباءً منثورًا، إلاّ أن وزارة التربية تداركت الوضع فتنبّهت، وأعادت لتلك المرحلة المهمّة من حياة الطفل رونقها والروح؛ بإقرار الاختبارات التحريرية، والتي بالتأكيد ستُسهم في صقل العديد من المهارات التعليمية الأساسية التي يحتاجها النشء.
* أعتقد أن المشكلة لا تكمن في المرحلة الابتدائية فحسب؛ فالمرحلتان المتوسطة والثانوية لا تقلان أهمية كونهما تُسهمان في تطوير المهارات المكتسبة خلال المراحل السابقة، كما أن العمل على صقلهما مهم لبناء الإنسان معرفيًّا وثقافيًّا، إذا ما أخذنا في الحسبان التدنِّي الملحوظ في مستويات الطلاب في مواد اللغة العربية تحديدًا، والتي تعتبر مهمّة لبناء جيلٍ واعٍ ومثقفٍ، إذ إنه من المُشين أن نجد طالبًا مُتخرِّجًا من المرحلة الثانوية يعاني من ضعف في الإملاء، والنحو، ناهيك عن رداءة الخط، والذي يُشبه «خربشات الدجاج».
* وعليه، فإننا نتمنّى على وزارة التربية إعادة النظر في آلية الاختبارات النهائية للمرحلتين المتوسطة والثانوية، لاسيما وأن غالبية المدارس أصبحت تُطبّق اختبارات الاختيار المُتعدد -الذي يُصَححُ آليًّا- ما يُسهم في هدم وتحجيم مهارات غاية في الأهمية؛ ينتج عنها تحوّل الطالب من كاتب متمرّس إلى «طامس» دوائر محترف.
* لا زالت ذاكرتي تحتفظ ببعض من ذكريات المرحلة الدراسية، ومنها تحية العلم التي غابت اليوم عن باحات المدارس، واسترجعت أيضًا الحماسة التي كانت تنتابنا أثناء النشيد الوطني، وإصرار رجال التربية على أن يُؤدَّى كما يجب أن يكون، أمّا اليوم فالوضع بحاجة لإعادة نظر.
* لا يخفى على الجميع حال المدارس المستأجرة، وأكاد أجزم بأن الجميع يعون أن الزيارات الميدانية التي تتم بحضور مسؤول كبير دومًا ما تُركِّز على المواقع النموذجية المهيّأة لهكذا زيارات تفقدية، ولكن سؤالي هنا: أين الأمانة؟!.
* قبل الختام.. إن لم تخنِّي الذاكرة، فقد سبق أن أبرق صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم إبان توليه إمارة منطقة مكة المكرمة إلى وجوب أن يُنصَب العَلَم على كل المباني الحكومية، فهل ستأتي برقية وزارية تُلزم كافة المدارس ومكاتب الإشراف بذلك؟!.
* وأخيرًا.. يترقّب الجميع قرارات تصب في صالح الميدان التربوي إنسانًا ومكانًا، في جوانب التعيينات المتأخّرة، والمباني، وحقوق بعض المعلمين في الدرجات، والتأمين الطبي، وغيرها، ولعلِّي هنا مُتفائل بأن الفرج قريب، فكل تلك الأمور منظورة على طاولة الوزير الأمير.