لا قيادة لمن ليس له إنجاز!
حسن ناصرالظاهري
صحيفة المدينة
في اجتماعه الأخير بمديري تعليم المناطق بالمملكة، ركّز صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التعليم على أمرين هامّين رأى أن يوصلهما إلى مستقبلي خطابه، ومنفذي خططه، وهما إعداد الجيل الذي يعوّل عليه لقيادة مستقبل الوطن، والتنبيه، أو لنقل إحاطة الجميع بأنه لن يعذر من يبقى متصدرًا للقيادة بلا إنجاز، فإعداد الجيل أصبحت مهمته، والبقاء لن يكون إلاّ للأصلح. وسقاية التربة التي دعا إليها سموه لجني الثمار، تحتاج إلى رجال أصحاء قادرين على دخول (ماراثون) السباق الذي سيكون سموه في طليعة متسابقيه، لقد قال سموه: "كل من يعمل معي سيُجهد". ولقد حرصت على قراءة التعليقات التي صاحبت خبر الاجتماع، ووجدت أن معظم المعلقين هم من أعضاء هيئة التدريس، ذلك لأنها تكشف بعض ما يجري من سلبيات في كواليس هذه الوزارة، وما يذيعونه من أسرار تتعلّق ببعض إدارات التعليم لا يلم بها سوى المنضوين لسلك التعليم، فهم الأقدر والأقرب والأصدق في الكشف عمّا يجري خلف تلك الأسوار.
المهمة ثقيلة لاشك، والأمر يحتاج إلى إعادة صياغة لسياسة التعليم المتبعة حاليًّا لتكون وفقًا للمعايير العالمية، ولا بد من توظيف التكنولوجيا في التعليم، والاطلاع على طرق التدريس في الدول الأخرى ومراجعة مناهجها، لقد تغير -كما يقول الأستاذ أحمد الفرماوي في كتابه "طرق التدريس في ظل تقنيات التعليم الحديثة"- تغير دور المعلم خلال الحقبات التاريخية التي تعاقبت عليه من تعليم وشرح الكتاب المدرسي، وتحضير الدروس، واستخدام الوسائل، ووضع الاختبارات، وأصبح دوره يرتكز على التخطيط للعملية التعليمية وتقييمها ومعرفة أجزائها، فهو في هذا المجال أصبح المخطط والموجّه والمرشد والمدير والمقيَم للعملية التعليمية.
وإنني لأتساءل: لماذا لا يستهدف تحديث المجتمع عن طريق اقتباس النموذج الغربي في كافة المراحل التعليمية؛ ممّا لا يتعارض مع مبادئنا، ولكنه يضيف إلى ثقافتنا؟ مطلوب منا الدقة في حسن اختيار المعلم، وإعداده إعدادًا جيدًا، ومطلوب أيضًا إعادة النظر في بعض المدارس المستأجرة التي يدرس تلاميذها في "غرف المطابخ"، وإفساح المجال أمام المبدعين من المعلمين لتولي القيادة، والكف عن التمديد لمديري التعليم ومديري المدارس الذين بلغوا سن التقاعد، فلم يعد لديهم ما يقدمونه، وإلاّ سنظل نراوح في مكاننا، وستكون الطلائع كالتي نشاهدها، مستوى تعليميًّا وثقافيًّا وفكريًّا ضحلاً، قبل أن نجهز المدرسة، يجب أن نجهز المعلم، ونختار الإداري الناجح لإدارتها، ونحسن اختيار المدير العام للمنطقة التعليمية الذي يجب أن لا يكون رهين مكتبه فقط، بل يقوم بزيارة مدرسة واحدة على الأقل في كل يوم.