نأسف.. المصعد عطلان !
خلف الحربى
صحيفة عكاظ


موظفة في وزارة التربية والتعليم أرسلت نسخة من شكواها إلى سمو وزير التربية الفيصل وهي شكوى مدعومة بالصور تعتقد أنها لم تصل إلى الوزير لأنهم في المرة الأولى وبعد أن طلبوا منها رقمها المدني قالوا لها إن الصور غير واضحة بسبب إرسالها عبر الفاكس، وحين اقترحت عليهم إرسالها عبر البريد الإلكتروني قالوا إنهم سيرسلون العنوان البريدي على جوالها ولم يفعلوا، فأرسلت نسخة من هذه الرسالة إلى وزيرها وإلى كاتب هذه السطور بحثا طريقة لإيصالها.
والرسالة الطويلة (المصورة) تتحدث سوء الأحوال في المبنى الرئيسي للإدارات النسائية في جدة فالمبنى المكون من خمسة أدوار وتستخدمه مئات الموظفات والمراجعات يوميا يعاني من تعطل المصاعد بشكل شبه دائم وقد أرسلت مع الشكوى صورا للمصاعد التي أصيبت بسكتة قلبية واللوحات التي تحمل عبارة (نأسف المصعد عطلان) والسلالم المتهالكة التي تضطر جميع الموظفات والمراجعات لاستخدامها بما في ذلك من يعانين من ظروف صحية صعبة، وأشارت الموظفة في شكواها إلى مشكلات أخرى ترى أنها لا تتفق مع الرؤية المعلنة للوزارة بتوفير البيئة الصالحة للتعليم حيث طفح الصرف الصحي في الدور الأول والمكاتب الضيقة التي تحتوي على عدد كبير من الموظفات؟!.
أكثر ما أعجبني في الرسالة أنها من موظفة نفد صبرها إلى سمو الوزير مباشرة، ولكن للأسف حتى مصعد الشكاوى كان معطلا حيث يبدو أن الرسالة لم تصل!.
**
الدكتور باسل يعيش مع أسرته في المملكة منذ 32 عاما ولديهم جوازات سفر سعودية لأن الأب كان يعمل قبل تقاعده مستشارا في الدولة، أنهى باسل المرحلة الثانوية في الرياض ثم درس الطب في النمسا وعاد إلى بلده الذي لا يعرف غيره، وهو اليوم طبيب في الرابعة والثلاثين من عمره لا يستطيع أن يعمل حتى بائعا بألفي ريال شهريا لأن ليس لديه بطاقة أحوال ويقول: (تصور أنني لا أملك رخصة قيادة ولا أستطيع شراء حتى شريحة جوال)، كل محاولاته للحصول على البطاقة باءت بالفشل ولم يجد أثرا يذكر لنظام النقاط الذي يفترض أنه يراعي من يحملون مثل شهادته، لم يكن لديه حل سوى مغادرة هذا البلد كي يعمل طبيبا في أي مكان في العالم، تخيلوا في البلد الذي يستورد الأطباء من الشرق والغرب لا تستطيع أن تعمل طبيبا لأنك لا تحمل بطاقة بينما يسهل عليك أن تعمل في أي بلد سواه لأنك تحمل جواز سفر!، في رسالته الثانية قال الدكتور باسل إنه وجد فرصة عمل في الخارج وسيغادر بعد أسابيع وهو في غاية الحزن لفراق وطنه وأسرته.. في منتصف العمر ليس ثمة اعتذار ثقيل على النفس مثل عبارة: (نأسف.. المصعد عطلان)!.