المشكلة والحل في التعليم

عندما نتكلم عن مستويات التعليم وعلاقة مخرجاته بمتطلبات مجتمعنا، نصاب بدوامة من التفكير تقودنا إلى حلقة مفرغة فنتوه فيها ولا نخرج منها بحل لأننا لا نريد أن نعرف من أين ننطلق! هل نبدأ إصلاح التعليم من المدرسة أم من الجامعة؟ فالجامعات على سبيل المثال وهي تتلقى اللوم على ضعف مستوى خريجيها، تشتكي من تدني مستوى خريجي الثانوية. والمدارس بدورها تعيد توجيه التهمة إلى الجامعات ولسان حالها يقول وفروا لنا معلمين أكفاء، نمدكم بخريجي ثانوية أكفاء.
لا بد إذاً من التوقف عن هذا الجدل الذي أضاع منا سنين عديدة. في البداية، علينا ألا نلزم طرفي المشكلة بالخروج بحل مشترك؛ فالجامعات عليها أن تتقيد بمعايير صارمة تضمن لخريجيها مستويات متعارف عليها أكاديمياً، ولا تستجيب لضغوط اجتماعية أو حسابات مالية لتخريج دفعات مقابل إفساح المجال لاستقبال دفعات أخرى، ذلك أنه ليس أمامها سوى تهيئة وتخريج مؤهلين لمتطلبات المجتمع أو تركهم ومن ثم إعطاء مقاعدهم لمن يقدر على متطلبات التعليم الجامعي.
ولبدء إصلاح التعليم المدرسي، أمام وزارة التربية والتعليم ثلاث أولويات: الأولى صياغة أهداف جديدة لمشروع تربوي يهدف في المقام الأول لبناء الشخصية المعتدلة والسوية، مكتسبة بثقافة المواطنة المعاصرة وتمارسها بدون ازدواجية. الثانية، جعل المهارات الأساسية للشخصية الإيجابية تتصدر أولويات المناهج الجديدة وهي مهارات تفتقدها مناهجنا بينما تعد العمود الفقري لمناهج دول العالم المتقدم. الثالثة، إعادة تأهيل المعلم ليكون النموذج الأمثل في احترام النظام والإلمام بأصول التربية سلوكاً ومعرفة، من خلال قياس أهليته وقدراته وإلحاقه بدورات تدريبية وتطويرية.
من الطبيعي بعد ذلك أن تلتقي المدارس والجامعات في طريق واحد فنشاهد شخصية جديدة متوازنة لجيل المستقبل أكثر ثقة وكفاءة.. متصالحين مع أنفسهم ومجتمعهم وقادرين على التواصل والتعامل بإيجابية.


راكان حبيب 2014-02-18 1:15 am
صحيفة الوطن