"تغريدة" تفتح أبواب الديوان الملكي

نحن متذمرون، هذا جزء رئيس من مهمتنا، نتحدث بإسراف عن السلبيات وحاجات الناس.. أما الإيجابيات فنمنحها القليل من المساحة لأن أصحابها يملكون القدرة على تسويقها جيدا".. أتكلم هنا بضمير أي كاتب صحفي صادق.
حسنا، هناك إيجابيات تفرض نفسها، نضطر إلى الكتابة عنها لأنها لافتة للانتباه، لأنها تتجاوز مستوى "الواجب" إلى آفاق حلم "المبادرات".
كان صباحا مختلفا، ذلك الذي حمل أول "تغريدة تويترية" لرئيس الديوان الملكي السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأستاذ خالد التويجري، فوجئت شخصيا بهذا الوجود الجميل، أحسست لأول مرة بمعنى "الأبواب المفتوحة"، بمعناه المجازي.
أثبتت نافذة "تويتر" تفوقها بمراحل على حجم "أبواب" الديوان الملكي الكبيرة، ذلك لأنها استوعبت الحوار دون مواعيد، وبشكل مباشر وشفاف للغاية، احتمل حتى تهم الفاسد وتفنيدها، وصولا إلى مرحلة رائعة من الثقة بين جناحي الوطن: "الشعب، والقيادة".
نفذ التويجري توجيه والدنا خادم الحرمين الشريفين حين قال ـ حفظه الله ـ لجميع المسؤولين: "أرجوكم مقابلة شعبكم صغيرهم وكبيرهم كأنهم أنا"، وسارع الديوان الملكي إلى "مقابلة" الشعب، ونجح في فتح الباب الصحيح، باب "تويتر" الذي يتصدر السعوديون أعداد مستخدميه النشطين بنسبة 41% على مستوى العالم.
كاري براون "كبيرة مراسلي البيت الأبيض لصحيفة "بوليتيكو" الأميركية، التي رافقت أوباما في زيارته الأخيرة؛ لاحظت ما لم يلاحظه معظم المسؤولين السعوديين، وهي تتحدث عبر تقرير نشر لها قبل أيام؛ أن السعوديين هم الأكثر وجودا في شبكات التواصل الاجتماعي ومنها "تويتر"، مستندة على أبحاث شركة "GlobalWebIndex".
هناك نحو 5 ملايين سعودي في "تويتر" يتحاورون الآن بشكل مباشر مع "ملك البلاد" عبر سكرتيره الذي نفذ أمره ووُجد بينهم، لينضم إلى من سبقوه من مسؤولين.. بينما تتقافز أمامي علامات الاستفهام حول غياب البقية؟!
سأقول لكم ملاحظتي الأخيرة بتجرد؛ راقبوا المسؤولين الذين يوجدون حاليا في "تويتر" ويتبادلون الحوار المباشر مع الناس، ستكتشفون أنهم الأنجح في تأدية واجباتهم، وأيضا ـ وهذا الأهم ـ الأقرب إلى المواطنين.


عبدالقادر عياد
صحيفة الوطن