السعوديون.. هل هم مستهدفون؟

حليمة مظفر
صحيفة الوطن


مفاجئ ذلك المقطع الذي تناقلته صحف إلكترونية، صوره مواطن واقف بسيارته أمام إشارة المرور بالصدفة، لوافد عربي يحقن قناني الماء البارد بحقن مجهول محتواها، وحتما ليس إلا سموما أو أمراضا يبيعها بعد ذلك للعابرين الأبرياء في إشارات المرور ممن يشعرون بالعطش، هذا الأمر ليس بأمر طبيعي، ويجب ألا يمر مرور الكرام عند الجهات المسؤولة، ومن اللازم القبض على هذا الوافد سريعا، لمعرفة ما الذي يحقنه ويبيعه للناس، ولا أظنه الوحيد بل حتما هذا العمل إجرامي مُسيس يتم خلاله استغلال هؤلاء المخالفين لنظام الإقامة، الذين ـ مع الأسف ـ رغم الحملات التي فرحنا بها للقبض عليهم في بداية العام إلا أنهم ما يزالون حتى اليوم، ونراهم عند إشارات المرور صباحا ومساء، فأين نتائج هذه الحملات؟! ولماذا يتركون هؤلاء ليعبثوا بحياتنا هكذا؟!
والسؤال الآن: من الذي من مصلحته الإضرار بالمواطنين الأبرياء وبصحتهم؟! حتما ليس إلا عميلا مدسوسا لأيد خارجية تستهدف هذا البلد وأهله، بعد فشل محاولاتهم في استهداف أمنه وسلمه ولحمته الوطنية، والأمر يأخذني لأبعد من ذلك، ويجعلني أطرح ما قد يستبعد كثيرون أو يقلل من شأنه، ممن لا يعتقدون أن هذا البلد مستهدف من أعداء يتربصون به في منطقة مشتعلة بالنيران السياسية والطائفية، وهو: هل من الممكن أن يكون فيروس "كورونا" صنيعة عدو متربص بالبلد؟! يحاربنا به بعد عجزه عن محاربتنا بوسائل أخرى؟! وحتما أشير بكل وضوح وصراحة إلى إيران هنا، فمن غيرها يدعم المنظمات الإرهابية في العالم؟ ومن غيرها يحسد هذا البلد على نعمه وخيره؟ وأتمنى أن يستيقظ من يقول إن هذا البلد ليس مستهدفا؛ لأنه أعمى لا يرى بوضوح ما يحصل في المنطقة العربية وكيف أن الأيدي الإيرانية ملوثة بالوحل فيها، ولا أستبعد أبدا أن يكون فيروس كورونا صنيعة إيرانية، فبعد فشل محاولاتها في إثارة الفتنة الطائفية، وتهديد أمننا بأعمالها الإرهابية ودعمها للقاعدة، نتيجة تلك الغيرة من بلد يمتلك ثاني احتياطي للنفط في العالم، وفيه الحرمان المقدسان، والغني بالخيرات وينعم باستقرار سياسي بجانب ما يمثله من ثقل في العالم الإسلامي، تسعى لأن تكون مكانه، حتما كل ذلك يجعلها تبحث عن وسائل أخرى تسعى بها حثيثا لأهدافها الخبيثة!
بصدق، لست مؤمنة بنظرية المؤامرة التقليدية التي يتداولها بعض التقليديون، فنحن لسنا في زمن الخلافة، ولا هرقل ولا كسرى، بل في زمن المجتمع الدولي، الذي يحكمه قوانين ومحكمة دولية ومجلس أمن، ولم تعد "مؤامرة" مصطلحا مقبولا اليوم، بل يمكن استبدالها بـ"استراتيجية"، وكل دولة لها استراتيجيتها وهو حق مشروع لها، إلا أنها تختلف فيما بينها، هناك من يتخذ استراتيجية نظيفة نزيهة يشتغل فيها على المكون الداخلي لينافس به دوليا ويبسط نفوذه، مثل اليابان وكورية الجنوبية وماليزيا، لكن هناك دول أخرى تتخذ استراتيجيات غير نزيهة؛ كي تحقق مآربها في بسط النفوذ، مثل إيران وطموحاتها ببناء إمبراطوريتها الفارسية، ألم يقل أحد قادتها العسكريين رحيم صفوي مستشار خامنئي العسكري منذ أيام، إن نفوذ إيران يمتد من إيران وحتى العراق وسورية والبحر المتوسط، قاصدا جنوب لبنان؟! وما يزالون جائعين!
أخيرا، يجب القبض على ذلك الوافد البائع لقناني المياه، والتحقيق أكثر جدية في كيفية وأسباب ظهور "كورونا" في هذا البلد!.