المسرح المدرسي .. وأشياء أخرى

تعلمنا الفن المسرحي في المدرسة، حين كان هناك مشرفون مسرحيون متخصصون، وكانت المدارس تتنافس على مستوى مدينة مكة، ثم الفائزة منها تنافس على مستوى المنطقة.. كنا نعيش البروفات والعروض كالمحترفين، تعرفنا على إحدى أرقى مباهج الحياة من خشبة المسرح المدرسي، وكذلك فعل زملاؤنا الرياضيون في مجالهم، وهنا أطرح فكرة علها تساعد على عودة تلك الأجواء.
أولا: لأن فكرة توفير كل الأنشطة في كل المدارس فكرة مستحيلة وعقيمة، لذلك يجب تحديد عدد من المدارس لنوع معين من النشاط، مثلا ثلاث مدارس- فقط - في كل مدينة تركز على المسرح، ومثلها على كرة القدم، يتم تجهيزها لاستقبال الموهوبين، ويتم نقل كل موهوب من مدارس المدينة إليها، بمنحة دراسية كاملة، ومكافأة شهرية، ومواصلات، ويقام دوري بين هذه المدارس الثلاث في المنطقة، ثم يلتقي أبطال المناطق في دوري المملكة في النشاط نفسه.
ثانيا: يتم تعميم هذا النموذج على كل نشاط نحن بحاجة إلى المواهب فيه، وتقدم حصص إضافية في النشاط ذاته لطلاب المدرسة، ويجتمع فيها المدرسون الموهوبون، ويستقطب لها مشاهير النشاط لتقديم محاضرات.
ثالثا: هذه الطريقة مدعاة للتركيز، وتجميع المواهب المتجانسة، والموارد في مكان واحد، بدلا عن تشتيت الجهود والإمكانيات، وبدلا عن تقديم كل النشاطات في كل المدارس بلا جدوى.
ميزة هذه الفكرة، أنها لا تحتاج إلى ميزانيات إضافية، بل إلى تنظيم، وتحقق الفائدة للموهوب وللمجتمع، وتجعل من المدارس مراكز إشعاع وتنوير حقيقية في محيطها للنشاط الذي تخصّصت فيه، وتعطي الطلاب فرصة لاكتشاف مواهبهم وميولهم منذ وقت مبكر.



علاء حمزة
صحيفة الوطن