80 مليارا من أجل تعليم استثنائي !
تركى الدخيل
صحيفة عكاظ


نهضت كل الأمم بناء على معادلة: «التعليم.. ثم التعليم.. ثم التعليم»! وآخر من نهض على هذه القاعدة كوريا الجنوبية تلك المعجزة واللؤلؤة في الشرق الكبير. التفاؤل يغمرنا ونحن نرى التعليم يتطور في الخليج. جامعات عالمية ومحلية تنافس وتقارع. من دون تعليم لا يمكننا مواجهة أي تحديات تعترضنا على كل المستويات. ففي ظل تنامي التطرف وولاداته الحالية من جديد لا يمكننا ضرب الإرهاب، إلا بتعليمٍ استثنائي، نغدق عليه المال والعمل، وليس سرا أن ما يقوم به الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم مهم للغاية في تجديد الدماء وتغيير العقول الإدارية وضخ مفاهيم جديدة على مستوى المناهج ووسائل التعليم وعقلية المعلم.
الفيصل لم يكن بعيدا عن مجال التعليم، فهو رأس رعاية الشباب في فترةٍ مضت، إضافة إلى انشغاله بالفكر والأدب والشعر، واهتمامه بخطر اختراق التعليم من المتطرفين. يأتي الفيصل بثقةٍ ملكية لإتمام مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، والذي رصد له ثمانين مليار ريال، والفيصل أعلن صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين على هذا البرنامج، وعشمه: «أن يكون التعليم نموذجا متميزا، وركيزة رئيسة للاستثمار والتنمية؛ كونها تعد ملهمة للعمل التطويري في مجال التربية والتعليم، وتتكامل وتنسجم مع تطلعاته».
ثمانون مليار ريال من أجل تجذير المفاهيم العصرية في أذهان الطلاب، وتجديد أساليب التعليم، وتغيير أنماط التدريس، من التلقين إلى الفهم والعقلنة والتدبر الحي، للمسائل العلمية والمعرفية.
لا بد أن تعاد هيبة المعلم كما نراها في أوروبا، إذ المعلم يفوق القضاة في راتبه ومخصصاته وفي تقديره الاجتماعي، ومن طريف ما يروى أن زعيما أوروبيا خاطبه أحد القضاة: لماذا تعطون المعلم راتبا أكثر منا! فأجابه؛ لأنه هو من علمك لتصبح قاضيا.