(( ثقافة الزعل))

مشكلتنا أننا نترك وسائل تعبيريه
كثيرة ونختزل ردات فعلنا دائماً بالزعل !! ،
وللأسف كثير من الذين يملكون نضجاً عقلياً لا يملكون نضجاً انفعالياً فيتعاملون مع المواقف التي تغضبهم بطريقة لا تليق بعقولهم الناضجة ،
فالزعل هو ردة الفعل الوحيدة لأتفه المواقف!! .
والبعض لا يعبر عن احتياجاته بشكل مباشر فيبحث عن الزعل لكي يلهث الآخر في البحث عن الاحتياجات ! ،
وبعضنا يهرب من الخطأ الذي ارتكبه بافتعال زعل لأي سبب ،
ولا تعجب أن ترى من يبحث عن الزعل ليحصل على الاسترضاء !.
إننا بحاجة إلى إعادة صياغة الثقافة التي نتعامل بها مع خلافاتنا ،
وأن نرفع من اللياقة النفسية بتحجيم الزعل في حياتنا إلى حدوده الدنيا ،
فهذا حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام يخرج من حجرة عائشة ليلاً فتلحق به ورياح الشك تدفعها ونار الغيرة توهمها بأنه خرج لاحدى نسائه فتكتشف أنه يزور المقبرة داعياً لأصحابه فترجع بسرعة لكي لا يفتضح أمرها ويدخل عليها الرسول ونفسها ثائر وهي تتظاهر بالنوم ، فيسألها النبي فتنكر ثم يحاول فتعترف له الزوجة التي شكت في زوجها ، وخرجت من بيته بدون إذنه ، واقتصرت ردة فعل النبي على وضع يد حانية على صدرها مع دعاء من محب وجملة عتاب قصيرة ينتهي الموقف في حينها .

رحم الله تلك العجوز التي سمعتها تقول : ( لا يصبح الزعل عليكم ) كناية عن المدة التي لايجب أن يتجاوز فيها الزعل 24 ساعة ، والرسول عليه الصلاة والسلام نهانا أن يمتد الهجر فوق ثلاثة أيام ، ونجد أسوأ الأحباب من يجيد فتح ملف الزعل ولا يجيد اغلاقه ،
فالمدد الطويلة لهذه الحالات من الهجر تتغذى على جمال أرواحنا وتفتك بابتسامات نفوسنا.
الصفحات السوداء عندما تنتهي حالة الزعل الأولى أحرقها ،
وإياك أن تُخزِن هذه الصفحات في ملف تفتح أرشيفه مع كل حالة زعل جديدة .
والمبادرة لإنهاء حالات الخصومة دلالة على اتساع القلب وقوة الحكمة وليست مؤشراً على ضعف الشخصية وامتهان الكرامة ،
فلا تخسر اجمل علاقاتك بأسباب توافه
وتأكد بأن الجميل سيرحل ان لم يجد الاحتواء الذي يرجوه
والصبر وان طال سينفذ والحياه لاتتوقف على احد
من بادرك بتقبيل رأسك معتذرا فقبل جبينه شاكرا...
دنيا لاتستحق منا كل هذا الزعل دام آخرتها قبر ،،
جمعنا الله إخوانًا متحابين في الله واسكننا ووالدينا وجميع المسلمين الفردوس الاعلى من الجنة.
إنها كلمات تحاكي جزء من واقعنا في هذا الزمان ..
ويا أمان الخائفين...